نساء كوباني تؤكدن أن تركيا تسعى للنيل من مكتسبات النساء

تؤدي الحروب في أي بلد كان إلى تداعيات كارثية على الشعوب وخاصة على النساء، فتصبح حقوقهن رفاهية.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكدت نساء مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا بأنهن سيناضلن حتى من أجل حماية مكتسباتهن، ولكي لم يكون مصيرهن كما كان مصير النساء في المناطق المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها.

منذ 25 أيار/مايو الفائت لوحت تركيا بشن هجمات جديدة على مناطق شمال وشرق سوريا استكمالاً لما يسمى "المنطقة الآمنة، والتي تهدف لاحتلال نحو 32 كم داخل الأراضي السورية، وكانت قد نفذت جزء منها باحتلال رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي.

تشكل التهديدات والهجمات الواسعة التي من المقرر شنها على المنطقة خطراً على مكتسبات النساء، التي تحققت خلال السنوات الأخيرة، منذ ثورة روج آفا، واعتماد مشروع الأمة الديمقراطية، وإصدار قوانين مميزة تحقق المساواة والعدالة للنساء مقارنة بالأوضاع الحقوقية في المنطقة. 

 

"المرأة تعرفت على حقيقتها بعد الثورة"

حول الخطر المحدق بمكتسبات النساء قالت بيريفان جمعة وهي عضو لجنة التدريب في أكاديمية الشهيدة شيلان إحدى أكاديميات مؤتمر ستار بشمال وشرق سوريا "الهجمات التركية على مناطقنا تطال مكتسبات النساء التي تحققت خلال السنوات الأخيرة".

وأشارت إلى ثورة روج آفا التي اندلعت في 12 تموز/يوليو 2012، وعرفت بثورة المرأة بعد المشاركة الكبيرة للنساء وما حققته من نقلة فريدة فيما يتعلق بالحقوق والحريات، مبينةً أن "المرأة تعرفت على حقيقتها من خلال الثورة، واستطاعت أن تكون مثالاً عالمياً للمرأة الحرة".    

وأكدت أن المكتسبات تحققت بفضل نضال النساء وتضحيات الشهداء "نحن النساء لدينا مكتسبات عديدة تحققت بمقاومة ونضال استمر لسنوات، كما أن الشهداء أفدوا بأرواحهم من أجل حريتنا وأمننا".

وأضافت "حقق الاحتلال التركي هدفه في سلب حقوق النساء، وطمس هويتهن في المناطق المحتلة، فالانتهاكات التي تعرضن لها في ظل صمت دولي مطبق أعطت الضوء الأخضر لتركيا لتستمر بهجماتها على المنطقة، فاليوم النساء اللواتي قدن الثورة تختطفن وتقتلن وتمارس بحقهن انتهاكات يندى لها جبين الإنسانية".

وتعول بيريفان جمعة على التدريب لحماية مكتسبات النساء، وكذلك على الوعي لمخططات الاحتلال التركي الذي يسعى كما أكدت لخلق حرب نفسية على شعوب هذه المناطق. مبينةً أن "للمرأة مكانة في كافة مؤسسات الإدارة الذاتية، ولذلك من الصعب على الاحتلال التركي أن يعيد المرأة لما كانت عليه قبل الثورة".

وأكدت أنه "نحن نساء مقاطعة كوباني لن نسمح بأن تمارس بحقها الانتهاكات كما تمارس اليوم بحق النساء في المناطق المحتلة وسنكون يداً واحدة لنصد الاحتلال التركي ونحمي مكتسباتنا، فكما استطاعت المرأة كسر كافة القيود عبر التاريخ لن يكون صعباً علينا صد الهجوم التركي وإفشال مخططاته".

 

"تركيا تسعى لكسر إرادة المرأة"

ومن جانبها قالت عضو لجنة المرأة في ناحية مقاطعة كوباني زوزان خليل "استمرار الاحتلال التركي بشن هجماته على مناطقنا يهدف لكسر إرادة الشعوب والمرأة، من خلال إفشال مشروع الأمة الديمقراطية والقضاء على الإدارة الذاتية"، مؤكدةً أن الاحتلال التركي "يستهدف المدنيين العزل والنساء ويمارس كافة أساليب الحرب لتحقيق مخططاته".

وأشارت زوزان خليل إلى أنه "في مقدمة كل عملية عسكرية تستهدف تركيا المرأة وذلك من أجل سلب إنجازاتها التي تحققت بفضل تطبيق فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي شق طريق النضال أمام النساء، لكن تركيا تريد وبشتى الوسائل تدمير هذا المشروع".

وناشدت زوزان خليل كافة النساء في شمال وشرق سوريا للتكاتف واستمرارهن بالتدريب "على النساء أن يتدربن فكرياً من أجل صد الهجمات التي تهدف لإمحاء مكتسبات المرأة ولكيلا لا يكون مصيرنا مثل مصير النساء في المناطق المحتلة في عفرين وسري كانيه وكري سبي، وإدلب وغيرها".