نساء كوباني تنظمن أنفسهن وفق مبادئ حرب الشعب الثورية

لبت نساء مقاطعة كوباني نداء الإدارة الذاتية عند إعلانها عن حالة الطوارئ في مناطق شمال وشرق سوريا من خلال انضمامهن إلى دورات الإسعافات الأولية واستخدام السلاح.

نورشان عبدي

كوباني ـ انضمت نساء مقاطعة كوباني إلى دورات الإسعافات الأولية واستخدام السلاح، مع إعلان حالة الطوارئ استعداداً لصد هجمات الاحتلال التركي على مناطقهن في حال حدوثها.

أعلنت هيئة الصحة بمقاطعة كوباني في إقليم الفرات بشمال وشرق سوريا عن بدأ حملة دورات إسعافات أولية وذلك تطبيقاً لقرار إعلان الطوارئ في تموز/يوليو، بهدف توعية الأهالي والنساء من الناحية الطبية وخاصةً بمجال الإسعافات الأولية.

وتنفيذاً لقرارات هيئة الصحة أفتتح اتحاد المهن الطبية في كوباني دورات إسعافات أولية للفئات الشابة، وتضمنت الدروس كل ما يتعلق بالإسعافات الأولية، وتستمر كل دورة ما يقارب أسبوع.

وحول أهمية هذه الدورات للمجتمع قالت زوزان علي ممرضة النقطة الطبية في كومين حي كانيا كردان شرقي المدينة "نسعى لتوعية وتثقيف الأهالي وخاصةً النساء من الناحية الطبية والإسعافات الأولية، تحسباً لأي هجوم للاحتلال التركي على المنطقة، وهدفنا أن يكون الشعب على جاهزية تامة من كافة النواحي العسكرية والسياسية وأيضاً الطبية"، مشيرةً إلى أنه "في حي كانيا كردان تم إنهاء مجموعتين كل مجموعة استمرت ما يقارب الأسبوع وتم إعطاء عدة دورس طبية مثل فقدان الوعي وقياس النبض، والتنفس، والكسر، والنزف والضماد نظرياً وعملياً".

وأشارت إلى أن "النساء لديهن إقبال أكثر للانضمام فكل مجموعة احتوت أكثر من 20 امرأة وذلك لأن النساء تستفدن من هذه التدريبات في تربية أطفالهن، ولأن الكومينات والمجالس هي دار الشعب اخترنا أن نعطي التدريبات فيها لكي ينضم للتدريب أكبر عدد ممكن من الأهالي في الأحياء والقرى".

وأضافت زوزان علي "هدفنا من هذه الدورة هو الوصول لأكبر شريحة من المجتمع وتدريبها لأخذ كافة التدابير والإجراءات وإكسابهم الخبرات الكافية في المجال الطبي".

وافتتحت الدورات في المستشفيات والمستوصفات والنقاط الطبية، والكومينات، والمجالس، وعن ذلك قالت "تم تدريب أهالي حي الشهيد كاوا ومورو وبوطان شرقي، والقرى التابعة للمقاطعة وكل من قرى الجلبية وخانك، وبلك وقرية القناية وصرين".

مها محمد (52) عاماً من حي كانيا كردان وهي إحدى المتدربات قالت "بعد تصعيد الاحتلال التركي من تهديداته وهجماته على مناطقنا انضمت مع عدد من النساء، لهدفين الأول أن نتعلم من أجل أبنائنا في حال كان هنالك حالة مرضية في المنزل لنكون على معرفة ولدينا خبرة بالتصرف بشكل مباشر حتى وصولنا للمستشفى، والسبب الثاني هو من أجل الهجمات المستمرة على مناطقنا ومن أجل مساعدة الجرحى في حال الهجوم".

وأضافت "تعلمت الكثير خلال الدورة التي بدأت منذ 5 أيام وذلك بالرغم من الصعوبات التي أواجهها كوني أمية ولدي أبناء ومسؤوليات في المنزل". مبينةً أنه "إن لم نستطيع المحاربة بالسلاح سنكون جاهزين للتصدي للعدو بطرق أخرى".

وطالبت مها محمد كافة النساء بالانضمام لدورات الإسعافات الأولية وتدريبات استخدام السلاح "لنحمي أرضنا وندعم ونساند قواتنا العسكرية، علينا القيام بواجبنا والدفاع عن مكتسبات ثورتنا".

الجدير بالذكر أن هناك دورات مماثلة في كافة مناطق شمال وشرق سوريا لتوعية المجتمع بمجال الإسعافات الأولية في حال تعرض أي شخص للإصابة.