نساء كوباني تكسرن الصور النمطية بانضمامهن لشرطة المرور

تلعب عضوات مراكز شرطة المرور "ترافيك" في شمال وشرق سوريا، دوراً بارزاً ضمن المراكز والنقاط الأساسية للترافيك.

نورشان عبدي

كوباني ـ بالرغم من مشقة العمل وما يحتاج إليه من جهد جسدي كبير، والوقوف لساعات طويلة مهما كان الطقس بارداً أو حاراً، تعمل العديد من النساء في مدينة كوباني ضمن شرطة المرور على تنظيم السير لتطوير المجتمع.

انخرطت نساء شمال وشرق سوريا بكافة مجالات الحياة بعد انطلاق ثورة روج آفا في التاسع من تموز/يوليو عام 2012، وكان على رأسها الانخراط في المجال العسكري وقوى الأمن الداخلي وشرطة المرور "الترافيك".

ففي مدينة كوباني انضمت النساء للعمل في مركز شرطة المرور الذي أعلن عن تأسيسه كجزء من النظام الأمني الداخلي لشمال وشرق سوريا عام 2014، بالرغم من مشقة العمل وما يحتاج إليه من جهد جسدي كبير، والوقوف لساعات طويلة مهما كان الطقس بارداً أو حاراً.

 

وحول عمل المرأة في هذا المجال، تقول الإدارية في شرطة المرور الترافيك في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا ديالا بركل "بعد انطلاق ثورة 19 تموز سعت النساء جاهدات للعب دورهن في المجتمع لتصبحن مثالاً للنضال والمقاومة، حيث أحرزن العديد من المكتسبات والمنجزات، وشاركن في كافة المجالات منها العسكرية كالانضمام لوحدات حماية المرأة، وقوى الأمن الداخلي وشرطة المرور".

وعن دور المرأة في تنظيم حركة المرور وإبراز دورها في مراكز ومكاتب المرور، تقول إنه في بداية تأسيس الترافيك كان عدد النساء قليل جداً والآن ومع مرور الوقت تزايدت هذه الأعداد "قلة عدد النساء في البداية يعود إلى عدم تقبل المجتمع لهذا العمل، فقيام عضواتنا بواجبهن إلى جانب الأعضاء كان يثير حفيظة المجتمع، لكن اليوم وبعد تغلب النساء على هذه المعوقات أصبح عدد النساء في هذا المجال يفوق عدد الرجال وأصبح المجتمع أكثر وعياً".

وأشارت إلى أنهن تعملن في نقاط شرطة المرور على تنظيم السير للحد من أزمة السير في طرقات المدينة، ومنهن من تخرجن في دوريات أمنية فمراكز المرور في شمال وشرق سوريا لها عدة أقسام ومكاتب.

وتنقسم مؤسسة شرطة المرور "الترافيك" إلى عدة مكاتب منها مكتب المواصلات، والمالية، والأرشيف والحواجز، ومكتب الضبط والتحقيق والحوادث والبلاغات، قسم الحجز ومكتب الشبكات ومكتب الذخيرة والاستقبال.

ولفتت إلى أنه هناك العديد من المدربات والإداريات اللواتي تعملن في مدرسة تعليم سياقة السيارات التابعة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا "لاحظنا في الآونة الأخيرة بأن الراغبين في تعلم سياقة السيارات هن من النساء لتكسرن بذلك عادات وتقاليد المجتمع البالية التي كانت تحصر النساء بمصطلح "العيب"، وارتفعت نسبة المتقدمات للدورات التعليمية إلى 80%".

وأوضحت ديالا بركل أن النساء تشغلن نسبة 40% من كافة مراكز شرطة المرور وأقسامها في إقليم الفرات "تعد هذه النسبة انجازاً لنا نحن النساء لقد استطعنا كسر الصورة النمطية، ونسعى إلى تحقيق كافة أهدافنا حتى نحصل على الحرية التامة"، مؤكدةً على أنه بالرغم من كافة الصعوبات والعوائق التي واجهتهن والإمكانيات الضئيلة لن تتراجعن عن أهدافهن.

 

"بإرادتي استطعت الاستمرار في العمل"

 

ومن جانبها، قالت العضوة في قسم المواصلات في مركز شرطة المرور إلهام عيسو البالغة من العمر 34 عاماً "انضممت للعمل في شرطة المرور قسم المواصلات منذ خمسة أشهر، كان لدي رغبة كبيرة للانضمام إلى هذا المجال أنا فخورة بعملي كوني أقوم بخدمة مجتمعي".

وأشارت إلى أن "المرأة العاملة في هذا المجال تواجه العديد من العوائق والصعوبات من حيث تقبل المجتمع لفكرة عملها في هذا المجال ووقوفها على الحواجز الأمنية مخالفة السيارات وتنظيم السير، ولكن استطعت بإرادتي القوية تجاوز النظرة الدونية للمرأة وأعمل في شرطة المرور".

وأوضحت أنه من مكتسبات ثورة روج آفا انخرط المرأة ضمن المجال العسكري كوحدات حماية المرأة وقوى الأمن الداخلي وشرطة المرور، "منذ ما يقارب العشرة سنوات وقفت المرأة في الطرقات والحواجز بزي شرطة المرور، وأثبتن قدرتهن على تنظيم المجتمع وخدمة الأهالي. على النساء اللواتي تخشين الخروج من منازلهن خوفاً من النظرة المجتمع، التحلي بالشجاعة والمساهمة في تطوير المجتمع".

 

وبدروها قالت العضوة في قسم الأرشيف في شرطة المرور روزكين محمد البالغة من العمر 35 عاماً عن طبيعة عملها ضمن شرطة المرور "بدأت العمل في قسم الأرشيف بمركز الترافيك منذ ما يقارب الأربعة أشهر بهدف المساهمة في توعية وتنظيم المجتمع"، لافتةً إلى أن طبيعة عملها هو استلام وإرسال الصادرات والواردات بالإضافة إلى طلبات انتساب الراغبين/ات في العمل ضمن شرطة المرور.

وأكدت على أن ثورة روج آفا أحدثت تغييرات كبيرة في المجتمع، حيث لم تكن النساء قادرات على المشاركة في كافة المجالات، لتلعبن لاحقاً دوراً بارزاً في تطوير المجتمع "اعتبر عملي في شرطة المرور شكلاً من أشكال النضال من أجل حقوقنا نحن النساء وبذلك انضممت للواتي تسعين جاهدات للحفاظ على هويتهن ومكتسباتهن".