انتصرت مقاومة كوباني بفضل النساء اللواتي اتخذن قرار البقاء والدفاع

استطاعت نساء مدينة كوباني بشمال وشرق سوريا إثبات مشاركتهن الفاعلة في المجال العسكري والعمل المدني والذي ساهم بتحرير المدينة من داعش.

نورشان عبدي  

كوباني ـ أوضحت المشاركات في مقاومة كوباني أنهن رغم كل الصعوبات والخطورة التي كانت تلحق بهن أثناء سيطرة داعش، لم تخرجن من مدينتهن ووقفن إلى جانب المقاتلين/ات.

هاجم مرتزقة داعش في 15أيلول/سبتمبر عام 2014 مدينة كوباني وقراها، ولكن بفضل مشاركة أبناء ونساء المدينة في المقاومة أفشلوا مخططات المرتزقة لتتحرر المدينة في 26 كانون الثاني/يناير عام 2016.

مع اقتراب الذكرى السنوية الثامنة لهجوم داعش على مدينة كوباني قالت المشاركة في قوات حماية المجتمع زكية محمد 38 عاماً "بعد هجوم داعش على ريف كوباني بدأ نزوح الأهالي من الريف إلى المدينة، وبهدف توعيتهم لاتخاذ التدابير اللازمة بدأنا بتدريب النساء على السلاح وطريقة استخدامه، وأيضاً توعيتهن من الناحية الفكرية، وكنا ننظم حواجز خاصة بالنساء على الطرقات والأحياء من أجل حماية منازلنا من أي هجمات للمرتزقة".

وأضافت "ساندنا القوات العسكرية من أجل الدفاع عن كوباني، لم يكن لدى المقاتلين من وحدات الشعب والمرأة تلك الإمكانية العسكرية لمحاربة داعش المدعوم من الاحتلال التركي، لكنهم كانوا أصحاب إرادة وقوة، ودافعوا بكل ما لديهم عن أرضهم، من جهتنا ساندنا القوات وكنا نحمي جبهاتهم الخلفية".

وأوضحت زكية محمد أنه "بعدما اشتدت الهجمات علينا لم أستطع إكمال القتال، وبدأت العمل في دار الجرحى وكنت أطهو الطعام لهم، وأهتم بنظافة ملابسهم وجروحهم، في ذلك الوقت كان المئات من الأهالي على الشريط الحدودي ينتظرون تحرير كوباني، لم يستطع أحد منهم التخلي عن أرضه كانوا يعدون الأيام والساعات لرؤيتها محررة من سواد داعش، فبقائهم على الحدود كان يعطينا القوة لكي نستمر بالتصدي لتلك الهجمات الوحشية".

وبينت أن "كوباني بمساحتها الصغيرة حاربت أخطر قوة على الأرض فتلك المقاومة العظيمة التي أبداها أهالي كوباني لم تكن لصالح الاحتلال التركي، لذلك أدخل الآلاف من المرتزقة"، مشيرةً إلى أنها أجبرت على ترك كوباني بعد ما يقرب الشهر من المقاومة.

وأشارت إلى أنه "بفضل مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة تحطمت أحلام الاحتلال التركي وحررت كوباني، وعدت مع تحرير القليل من الأحياء إلى منطقتي، وفي ذلك الحين كنا مجموعة نقوم بتمشيط الأحياء المحررة لتكون مؤهلة لعودة سكانها، فالحرب التي دامت على كوباني كانت مقاومة تاريخية أبداها مقاتلي وحدات حماية المرأة والشعب الذين حرروا شمال وشرق سوريا من أخطر قوة إرهابية".

 

"مقاومة تاريخية"

عدلة بكر وهي من النساء اللواتي بقين خلال حرب كوباني عن تجربتها في المقاومة من خلال مساعدتها للجرحى وتنظيم المهجرين "حرب كوباني أصبحت كالأساطير القديمة أصبحنا نسردها للعالم كما كانت تفعل أمهاتنا وجداتنا في الماضي حين يسردن لنا القصص والروايات التي جرت في زمنهن من حروب وأحداث تاريخية".

وأشارت إلى ورود أنباء عن سيطرة مرتزقة داعش على المناطق القريبة من مدينة كوباني ولكنهم لم يتخيلوا بأنهم سيكونون الهدف التالي لها.

وأضافت "بعد وصول مرتزقة داعش على المدينة بدأنا بالاستعدادات اللازمة لصد الهجوم، وتنظيم أنفسنا من جميع النواحي بالإمكانيات المتواجدة"، مؤكدةً أنه بفضل قوات حماية الشعب والمرأة وقفوا سداً منيعاً أمام السيطرة على المدينة "كل مخططاتهم لاحتلال كوباني وتوسيع السيطرة على جميع مناطق شمال وشرق سوريا باءت بالفشل". 

وعن دورها في تلك المقاومة تقول عدلة بكر بأنها اتخذت قرارها بالبقاء في مدينة كوباني لمساندة المقاتلين/ات ودعمهم معنوياً ونفسياً "رغم جميع المخاطر والصعوبات اتخذت قراري بالبقاء لقد عملت ليلاً نهاراً من أجل مساعدتهم في الطبخ، والاهتمام بالجرحى وغسل ملابسهم، وتقديم الدعم النفسي لهم".

وبالإضافة إلى مساعدة الجرحى والمقاتلين/ات كانت تعمل على تنظيم المهجرين وتقديم يد العون لهم "وفي الجانب الآخر من الحدود كنا نذهب إلى خيم المهجرين من أجل مساعدتهم ورفع معنوياتهم وتنظيمهم من خلال عقد الاجتماعات، وتوعيتهم من أجل المحافظة على أنفسهم من مخاطر الحرب والهجمات الوحشية من قبل داعش والذي يستهدف النساء بشكل خاص".

وفي ختام حديثها أشارت عدلة بكر إلى المقاومة الكبيرة التي أبداها أهالي شمال وشرق سوريا لصد هجوم مرتزقة داعش وتحرير مدينة كوباني "رغم جميع الدعم اللوجستي الذي قدمه الاحتلال التركي لمرتزقة داعش في سبيل القضاء على الشعب الكردي إلا أن داعش لم يستطع الصمود أمام هذه المقاومة، وأصبحت رمزاً للمقاومة ومكان لزيارة الوفود من جميع أنحاء العالم بعد تحريرها وتحولت من مدينة صغيرة في مساحتها إلى كبيرة في مقاومتها وشجاعة أبنائها وبناتها ومقاتليها".