نساء عفرين تتحدين الحصار والهجمات

أكدت مهجرات مقاطعة عفرين في شمال وشرق سوريا على أن هجمات الاحتلال التركي وحصار حكومة دمشق، لن يضعفان من مقاومتهن ونضالهن من أجل إفشال المخططات التي تحاك ضد المنطقة.

روبارين بكر

الشهباء ـ إحدى أبشع أنواع الحروب التي يتم استخدامها ضد إرادة الشعوب هي الحرب الاقتصادية، فمنذ خمسة أعوام وحكومة دمشق تستخدم سياسة التجويع ضد إرادة ومقاومة مهجري مقاطعة عفرين وأهالي الشهباء في شمال وشرق سوريا.

يقطن مهجري عفرين المحتلة في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، ويتقاسم أهالي مقاطعة الشهباء من كافة المكونات العيش معاً، وينظمون أنفسهم على مبادئ أخوة الشعوب والتعايش المشترك، هذا ما يجعلهم يتعرضون للكثير من الهجمات من قبل الاحتلال التركي، وعلاوة على ذلك يعانون من الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق على المقاطعة للقضاء على مقاومة الأهالي والنيل من إرادتهم.

وحول الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق على مقاطعة الشهباء قالت لوكالتنا إحدى المهجرات من مقاطعة عفرين زينب بلال إن "الاحتلال التركي والدول المتفقة معهم كانوا السبب وراء تهجيرنا من عفرين. سياساتهم ومخططاتهم لم تكتفي بنزوحنا فقط، فمنذ بداية تهجيرنا ونحن نتعرض لسياسة التجويع على أراضي الشهباء من قبل حكومة دمشق، فهم يمنعون دخول المواد الغذائية، والأدوية، والمحروقات إلى المنطقة، وهذا من أبشع أنواع الحروب التي تمارس ضد الشعب".

وأشارت إلى أنه "منذ أكثر من شهرين ومع قدوم فصل الشتاء شددت حكومة دمشق حصارها الخانق ضدنا، فالآن نتعرض لكارثة إنسانية، بسبب عدم تواجد المحروقات في المنطقة الأمر الذي يجعل الحياة أصعب أمامنا، خاصةً عندما نرى أطفالنا يرتعشون من شدة البرد ولا نستطيع فعل أي شيئاً لهم".

ولفتت إلى أن "المشفى الوحيد في الشهباء تعاني من عدم توافر الأدوية"، مضيفةً أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى المشفى عندما يمرض أطفالهم بسبب عدم توافر المواصلات منذ فقدان مادة المازوت في المنطقة.

وحول بقاء أهالي عفرين في الشهباء ومقاومتهم من أجل عودتهم إلى منطقتهم توضح "تحملنا معاناة خمسة أعوام من الهجمات والحصار، وبقائنا في الشهباء يضعف العدو ويزيد من غضبه تجاهنا، لهذا يحاولون بكافة الوسائل القضاء على إرادتنا ومقاومتنا، كوننا تجاوزنا المعاناة في خمس أعوام فهذا الحصار لن يأثر على مقاومتنا".

وفي ختام حديثها أكدت زينب بلال على أنه "سنتحمل البرد، وسنتحدى الحصار لأننا أصحاب الحق، تعلُقنا بتراب آباءنا وأجدادنا سيجعلنا ننتصر أمام مخططات العدو، وبهذه المقاومة سنحرر كافة الأراضي المحتلة وستفشل جميع المخططات التي تستهدف قضيتنا ووجودنا".

 

 

خديجة خليل وهي مهجرة من عفرين إلى مخيم سردام "العصر"، أوضحت أن "فرض حصار حكومة دمشق ضدنا يعتبر عمل غير إنساني يتم ممارسته ضد النازحين، وتعاني المرأة بشكل كبير من هذا الحصار لأنها الأكثر تأثراً بالأزمات والحروب والحصار ومن جانب آخر هي التي تقاوم أكثر".

وأضافت "نسعى ونناضل لنعيش بكرامة، ولن نرضى بالذل أو نضعف أمام المعاناة، لذلك نقوم باستخدام سبل ووسائل أخرى بديلة لتفادي الأزمة والحصار، فبدلاً من الغاز نستخدم موقد الكاز للطبخ، ونقوم بتدفئة أبنائنا بإشعال النيران باستخدام الأكياس والبلاستيك".

 

 

وبدورها أوضحت عائشة رسلان طريقة مقاومتها أمام الحصار "في كل يوم منذ ساعات الصباح الباكرة أذهب بين الأراضي لأجمع أكياس النايلون، والحطب الصغيرة لإيقاد النار التي تستخدم للطبخ، ولأدفئ أبنائي بها، بسبب عدم توافر مادتي الغاز والمازوت وغيرها من المواد في مقاطعة الشهباء".

وناشدت عائشة رسلان المنظمات الحقوقية والإنسانية لـ "وضع حد للمخططات التي يمارسها الاحتلال التركي عبر هجماتها، وحكومة دمشق عبر سياسة التجويع ضدنا"، مشددة على ضرورة "العمل على عودتنا إلى منطقتنا عفرين".

ظريفة إبراهيم أكدت على مقاومتهم أمام الهجوم التركي على عفرين "نزحنا من عفرين، لأننا لن نقبل بالعيش تحت سياسة تركيا المحتلة التي تسعى لنهب وتدمير المنطقة. قاومنا أمام طيرانها الحربي وكافة أسلحتها، لهذا حصار حكومة دمشق لن يقضي على مقاومتنا وإرادتنا، وبروح مقاومة العصر سنتحدى وسنتجاوز كافة المعاناة وسننتصر أمام هجمات الاحتلال التركي وحصار حكومة دمشق".