نساء فلسطين... انتهاكات يومية وتحدّيات جديدة تضاف إلى معاناتهن

تعاني المرأة في غزة في ظل ما تعيشه من حروب وأزمات، مشاكل صحية إنجابية ونفسية وجسدية وحقوقية، فهي تعتبر الركن الأول والأساسي وعماد المجتمع وبالتالي فهي المتضرر الأول ويمارس بحقها جميع الانتهاكات.

مارينا عندس

بيروت ـ تعيش فلسطين حالة مزرية في ظل الهجمات المستمرة منذ أكثر من شهرين، في ظل افتقارها لكافة مقومات الحياة، ويقع العبء الأكبر في هذه الحالة على النساء، فكيف ستتدبرن معيشتهنّ اليوميةّ في ظل الحرب الدائرة؟

 

وضع النساء والأطفال وكبار السن "كارثي جداً"

تقول أليسار نوفل "إنّ الوضع في غزّة كارثي جداً، خاصة النساء الحوامل غير القادرات على تأمين أي من مستلزماتهنّ الطبية، كما لا يمكنهن استشارة الطبيب، نحن نعيش حالة مزرية بلا ماء وكهرباء وطعام" وتتساءل "كيف يمكننا تأمين مستلزمات الحوامل فأبسط الأشياء غير مؤمنة، ولا دواء أو خبز أو حليب أو فوط صحية، فعن أيّ نسويةٍ نتحدّث ما دامت الإنسانية غائبة بشكلٍ كليِّ لدينا؟".

أليسار نوفل تعيش فترة حملها بعيدةً عن زوجها وعن أهلها. وتقول إنها لا تستطيع التواصل مع أهلها لأنّ كل واحدٍ منهم هجر إلى منطقة بسبب القصف الاسرائيلي. ولا تعلم كيف حال أهلها وظروف والدتها المريضة، بسبب انقطاع الإنترنت والخطوط اللاسلكية عنهم.

وبينت أن المخيمات تفتقر لمقومات الحياة الأساسية "كل يوم ننام بلا طعام فلا يوجد ما نأكله، في فترة الصباح أعد لأطفالي الخبز وأرش عليه بعض السكر والمياه الغير صالحة للشرب ليسدو به رمقهم".

وأوضحت أنّ الطعام المتوفّر لا يكفي المتواجدين في الخيمة، فهي تأوي أكثر من أربعين شخصاً تقريباً. وما يحاولون القيام به كلّ يومٍ هو طهي البرغل بالشعيرية أو العدس وما توفّر من حبوب، لإطعام الصغار أولاً، ومن ثم كبار السنّ "إذ تبقّى القليل من بقايا الطعام، أو أحياناً فتات الخبز، يأكله الوالدين وبما فيهم النساء الحوامل، ومعظم من في الخيمة يشربون المياه الملوث، والتي تشكل خطراً على حياتهم ".

وأضافت "لم نستحمّ منذ تهجيرنا من بيوتنا، استغنينا عن الحمام وعن صحتنا الجسدية. وهذا ما دمّر نفسياتنا وأصبحنا بحاجة لمن يعيلنا، فالحرب سلبت منّا طاقتنا وكلّ ما تبقى بداخلنا".

وتصف الوضع بالمشؤوم "حتى المدارس والجامعات توقفت ودمرت أغلبها، كنّا نطمح أن نكون ممرضات وحكيمات ومعلّمات مدارس وإعلاميات، بتنا الآن نحلم برغيف خبزٍ نطعمه لأولادنا، ففي ظل الحرب والدمار الشهادة الوحيدة التي يمكن الحصول عليها هي شهادة الوفاة"، قائلةً "الأمر موجع كثيراً، شهاداتنا التعليمية رُدمت مع أحلامنا تحت الأنقاض ولا من معينٍ ولا من حسيب".

 

النساء في غزة تتعرضن لأزمة إنسانية كبيرة جداً

الصحفية النسوية كريستين مهنا، أكدت أنّ النساء الفلسطينيات تتعرضن لأزمةٍ إنسانيةٍ كبيرةٍ جداً، من ناحية الصحة الإنجابية.

وأوضحت أنّ أكثر من 50 ألف امرأة حامل موجودات في غزّة اليوم، بحسب تقرير تابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، والعديد من هؤلاء الحوامل اضطررن لإجراء عمليات الإجهاض بسبب فقدانهن المستلزمات الطبية وعدم ممارستهن حقوقهن الإنجابية بشكلٍ جيد، كما أنهن تتعرضن يومياً للإجهاض غير الآمن بسبب الوضع الكارثي الذي تعشنه.

ورصدت العديد من المنظمات، عدم وجود هذه المستلزمات الأساسية بشكل مباشر عند تقديم المساعدات أو في قائمة منح المساعدات لغزة، بالإضافة إلى أثر الخوف والصدمة، في حال كانت حامل أو خلال دورتها الشهرية، من دون وجود أي وسيلة طبية لتخفيف آلامها، وفق ما قالته كريستين مهنا، مؤكدةً أن هذه المستلزمات الطبية ليست ثانوية إنّما هي مستلزمات أساسيّة تتعلق بشكل مباشر بحياة المرأة.