نساء ضحايا الأخطاء الطبية في إدلب

تعاني نساء إدلب من الفقر والنزوح والفقدان، كما تقع الكثيرات ضحايا للأخطاء الطبية، فمنهن من تفقد أمل الشفاء أو تخرج بإعاقة دائمة، بينما تدفع أخريات حياتهن بالكامل ثمناً لجريمة طبية عنوانها الإهمال.

لينا الخطيب

إدلب ـ  الكثير من النساء إدلب وقعن ضحايا للأخطاء الطبية التي تتكرر باستمرار في المستشفيات والنقاط الطبية نتيجة الإهمال أو ضعف الخبرة أو الخطأ في التعامل مع التجهيزات الطبية، فضلاً عن غياب المراقبة والمحاسبة على الأخطاء الطبية التي كثرت في ظل الحرب.

بتاريخ 4 من شهر تموز/يوليو من عام 2021، فارقت فاطمة مصطفى نوح ذات 35 عاماً، الحياة في مدينة إدلب إثر خطأ طبي في أحدى المشافي، بعد نسيان الكادر الطبي قطعة قماشية تستخدم لتجفيف الدماء في بطنها بعد إجراء عملية قيصرية.

وقالت المقربة من الضحية عائشة نوح إن "بعد العملية القيصرية عانت فاطمة وهي أم لثلاث بنات، من ألم شديد في منطقة البطن دون معرفة السبب، وعند مراجعة طبيب داخلية، قرر إجراء عملية استئصال للمرارة، ولكن الألم في البطن عاد وبشكل أشد".

وأضافت "بعد قرار الأطباء بأجراء عملية فتح بطن، لمعرفة سبب الألم الذي رافق الضحية لسنتين بعد ولادتها، ليتم اكتشاف وجود قطعة قماشية تستخدم عادة لتجفيف الدماء خلال الجراحة، كان الكادر الجراحي قد نسيها في بطنها بعد العملية القيصرية".

ولفتت إلى أن "الأطباء أكدوا أن المنشفة التصقت بالمعدة نتيجة لبقائها مدة طويلة في بطن الضحية، فتسببت بالتهابات حادة، وعند محاولة انتزاعها أدت لثقب في المعدة مما أدى إلى وفاتها".

سناء المعلم وهي أم لطفلة، فقدت قدرتها على الإنجاب بعد ولادة طفلتها بعملية قيصرية، وعن سبب ذلك قالت "بعد العملية القيصرية أصبت بالتهابات ونزف حاد، الأمر الذي أدى لاستئصال الرحم، وبذلك فقدت قدرتي على الإنجاب". 

وأشارت إلى أنه "لم تتقدم بشكوى قضائية ضد الطبيبة التي أجرت العملية، بسبب طول إجراءات التقاضي وتعقيدها في هذا الصنف من الدعاوى".

وأضافت "من المؤسف أن يدخل المريض للمعالجة في مستشفى خاص أو عام، فيخرج منها جثّة هامدة، أو مصاباً بعاهة دائمة أو بضرر أكبر من إصابته السّابقة".

وبدورها قالت وئام البكور التي فقدت جنينها نهاية عام 2020 بسبب خطأ طبي "بعد الحمل بدأت أزور طبيبة مختصة بالأمراض النسائية في المدينة، وكانت في كل مرة تخبرني أن وضع الجنين جيد، ولم تلحظ في الشهر الأخير للحمل تكلس المشيمة وانقطاع التغذية عن الجنين، ما أدى إلى موته داخل الرحم". 

وفقدت اللاجئة علا السراقبي من مدينة سراقب إلى مخيم بلدة قاح شمال إدلب، البصر بإحدى عينيها بسبب خطأ طبي من قبل طبيب مختص وقالت "خضعت لعملية بسيطة في عيني اليمنى لسحب المياه البيضاء منها وتركيب عدسة، وبعد العملية شعرت بألم في عيني مع احمرار شديد، وفقدت القدرة على الرؤية بها بشكل نهائي".

وأشارت إلى أن "راجعت طبيباً آخر أكد فوات الأوان واستحالة استعادة النظر مجدداً، وواجهت الطبيب الذي تسبب بالخطأ الطبي، لكنه أنكر وحملها المسؤولية واتهمها بعدم اتباع تعليماته وعدم تناول الأدوية بالشكل الصحيح" .

وعن مخاطر الأخطاء الطبية قالت الطبيبة نور الدغيم "باتت الأخطاء الطّبية واقعاً ملموساً وكابوساً يقض مضاجع المرضى، بسبب التساهل بالعلاج نظراً لكثرة أعداد المرضى، فضلاً عن تزوير شهادات الطب أو التمريض أو القبالة أو الصيدلة، ووصول الكثيرين إلى المؤسسات الطبية بطريقة غير شرعية بهدف الربح المادي دون أي اكتراث بحياة الناس، إلى جانب هجرة عدد كبير من الأطباء والكوادر الطبية المؤهلة والخبيرة إلى خارج البلاد". 

وأشارت إلى انتشار الصيدليات العشوائية وأخطاء الصيادلة في تبديل الدواء في كثير من الأحيان، ووصف الدواء للمريض بدون تشخيص طبي، الأمر الذي يوقع الصيدلي والمريض في خطأ طبي نتيجة التشخيص الخاطئ.

وأكدت على ضرورة الاعتماد على أشخاص يحملون مؤهلات علمية، خصوصاً في مجال حساس كالمجال الطبي، وتوعية الناس حول المتابعة القانونية والشكاوي في حال ورود أي خطأ طبي.