نساء السودان ترفعن شعار "بتقدري" لتمكين النساء اقتصادياً واجتماعياً

في خضم المعارك التي تدور في السودان ما بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تخوض مؤسسة "بتقدري" المجتمعية تحدي مختلف لتمكين النساء اقتصادياً واجتماعياً وتعزيز دورهن في مختلف المجالات.

آية إبراهيم

السودان ـ في ضاحية "كريمة" بالولاية الشمالية ومدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر شرق البلاد، قامت مؤسسة "بتقدري" المجتمعية بفتح مكاتبها بعد نقلها من العاصمة الخرطوم إلى هناك في ظل استمرار النزاع حيث تعمل على تدريب جميع الفئات من النساء في مجال التعليم المهني والتقني والتدريب عن طريق الإنترنت، كما تقوم بتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهن ومساعدتهن على بدء مشاريعهن وتطوير مهاراتهن تحت شعار "مع بعض حنصنع امرأة قوية قادرة على دخول السوق".

تقول منتهى عبد الله المديرة التنفيذية لمؤسسة بتقدري المجتمعية، إن المؤسسة هي منصة سودانية تعمل على تمكين النساء اقتصادياً واجتماعياً، كما تهدف لتعزيز مشاركة النساء عن طريق ريادة الأعمال ورفع وعي النساء.

وأشارت إلى أن المؤسسة كذلك تقدم برامج مختلفة وعدد من الخدمات لإخراج المرأة بمهنة تستطيع من خلالها الدخول لسوق العمل والمنافسة فيه والقيام بدورها الاجتماعي والقدرة على تغيير حياتها والمجتمع التي هي جزء أساسي منه.

جاءت الخدمات التي تقدمها مؤسسة "بتقدري" في ظل ظروف اقتصادية صعبة يمر بها السودان مع استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، ما دعا المرأة للبحث عن مصادر دخل لمواجهة ظروف الحياة حيث وجدت في المؤسسة ملاذها الآمن لتطوير مهاراتها وقدراتها والانطلاق لخدمة ذاتها والمجتمع من حولها.

 

 

انطلقت أعمال مؤسسة "بتقدري" المجتمعية في عام 2021 بمدينة بحري بالعاصمة الخرطوم وبعد اندلاع النزاع نقلت مكاتبها إلى الولاية الشمالية وولاية البحر الأحمر، بهذه الكلمات بدأت مسؤولة التدريب بمؤسسة بتقدري المجتمعية ميادة عبد الله حديثها، مشيرةً إلى أن المؤسسة تعمل في مجال الورش التدريبية والمهنية ورفع الوعي، وقالت إنها نجحت في تدريب أكثر من ثلاثة آلاف امرأة، فضلاً عما تقدمه من ورش مجانية متاحة لعدد أكبر من النساء بهدف تخطي فترة النزاع.

ولفتت إلى أن المؤسسة تعمل في أكثر من 37 ورشة منها في قطاع الصناعات الغذائية والتحويلية، الديكور والتصميم الداخلي، التسويق والذكاء الاصطناعي، مشيرةً إلى استهداف النساء من سن 18 ـ 45 عاماً، كما أن المؤسسة لا تتوقف في حال طلبت امرأة خدمات أخرى، مؤكدة أن هناك عدد من النساء اللواتي غيرت المؤسسة حياتهن للأفضل.

بدورها تروي عهد أسامة وهي طالبة جامعية، تجربتها مع مؤسسة "بتقدري" بعد نزوحها من العاصمة الخرطوم، وتقول إن الظروف ما بعد النزاع أصبحت صعبة "فكرت في تغيير حياتي إلى الأفضل فوجدت في مؤسسة بتقدري الفرصة"، مشيرةً إلى أنها تعلمت الكثير من المؤسسة كونها فتحت لها أبواب وآفاق كثيرة، ودعت جميع النساء لانتهاز الفرصة وتحسين وضعهن مع المؤسسة.

 

 

وشاركت إسراء بكري مع مؤسسة "بتقدري" في ورشة عمل حول صناعة أدوات التجميل من المواد الطبيعية، وتقول إنها استفادت من مشاركتها في الورشة باكتساب معلومات جديدة، مشيرةً إلى أن العاملات بالمؤسسة متعاونات جداً مما يسهل العمل والتدريب.

"بتقدري" الاسم الذي أطلق على المؤسسة المجتمعية كلمة عامية سودانية تعني أن المرأة قادرة على فعل كل شيء وأنه لا يوجد أمر مستحيل أمامها، وقد نجحت مؤسسة "بتقدري" من الوصول إلى هدفها وجعلت من اسمها نصيب بقدرتها على تأهيل عدد من النساء السودانيات في مختلف المجالات وساعدتهن بالفعل في تمكين أنفسهن اقتصادياً واجتماعياً وقد تبين ذلك من خلال عدد من التجارب التي عكستها المتدربات بمؤسسة بتقدري المجتمعية.