نساء الشهباء ومهجرات عفرين: تركيا تشن الحروب ولا يمكنها تحقيق الأمن لأحد

المنطقة الآمنة لا تملك من الأمان غير اسمها، هذا ما أكدت عليه نساء الشهباء ومهجرات عفرين بشمال وشرق سوريا.

روبارين بكر

الشهباء - "من يخلق الفوضى والتوتر في المناطق الآمنة لا يمكنه خلق الأمان والاستقرار، لكن السلام والأمان سيتحققان فور خروج تركيا من الأراضي المحتلة"، هكذا ردت نساء مقاطعتي عفرين والشهباء على تهديدات الاحتلال التركي بإقامة منطقة آمنة.

خطط الاحتلال التركي منذ بداية الحرب السورية إلى إنشاء منطقة آمنة، أو ما يمكن وصفه بـ "ملحق لتركيا"، أو لواء اسكندرون جديد، فمنذ أن فتحت تركيا أبوابها لملايين اللاجئين السوريين، الذين أجبروا على اللجوء خارج بلدهم ومناطقهم أصبحت تستخدمهم تارة للضغط على أوروبا وتارة أخرى لتحقيق مشروعها التوسعي.

وكشفت ممارسات تركيا عن خططها الحقيقية، حيث تسعى لفرض سياسة التتريك على المنطقة في كل من إدلب، وإعزاز، والباب، وجرابلس، وعفرين، ورأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، ويستمر مشروعها من خلال ضم أراضي جديدة عبر الهجمات.   

 

تهديدات تمس أمان المنطقة وتنعش الإرهاب في سوريا   

تجولت وكالتنا في شوارع مقاطعة الشهباء ورصدت آراء مهجرات عفرين ونساء الشهباء حيث قالت فاطمة حسن من مهجرات مقاطعة عفرين أن الاحتلال التركي ومرتزقته يشنون بين فترة وأخرى هجمات وحشية على المدنيين، "يسعى الاحتلال التركي دائماً لخلق الفوضى والتوتر في مناطق شمال وشرق سوريا الآمنة".

وأشارت إلى أن مخططات ومساعي الاحتلال التركي في سوريا ليست بجديدة حيث أنه كان السبب في نشر الفصائل الإرهابية المسلحة في كافة المناطق السورية، وتركيا هي الداعم الرئيسي للإرهاب وتمويله، معتبرةً أن هذه التهديدات والهجمات محاولة لإنعاش الإرهاب مرة أخرى.

وترى أن الاحتلال التركي لا يهدد أمن واستقرار مناطق شمال شرق سوريا فحسب إنما "احتلال هذه المناطق يعبد لأردوغان الطريق لاحتلال سوريا، ومن خلالها سيوسع نفوذه واحتلاله لجميع دول المنطقة".

 

أطماع تركيا لا حدود لها  

من جهتها قالت شيراز علي أنه قبل 5 أعوام هددت تركيا ومرتزقتها مقاطعة عفرين وشنت هجمات استهدفت المدنيين العزل مما أجبر سكانها على النزوح، ليعيشوا ظروف التهجير القاسية في مقاطعة الشهباء "يتكرر السيناريو ذاته بتهديدات تركيا لمقاطعة الشهباء وغيرها من مناطق شمال وشرق سوريا، وهذا يدل على أن إطماع الدولة التركية باحتلال الأراضي السورية لا حدود لها وتطمع لتوسيعها نحو الدول المجاورة".

وعبرت عن رفضها لشن أي هجوم على مناطق شمال وشرق سوريا، مؤكدةً أنه "لا نريد سفك المزيد من دماء الأبرياء، كفى ظلم وانتهاك بحق الإنسانية، نريد أن يعم الأمان والسلام في المنطقة وعودة كل سوري إلى دياره وإخراج المحتل التركي من أراضينا".

 

 "الوجود التركي في سوريا احتلال"

أماني عبد الله وهي من مقاطعة الشهباء قالت إن تهديدات الاحتلال التركي وهجماته على الأراضي السورية غير مشروعة ولا يحق لتركيا تحديد مصير شعوب المنطقة، مؤكدةً أنه "نريد تحرير ما احتلته تركيا من أراضينا لا توسيع وجودها".

وعن غاية الاحتلال التركي من السيطرة على المزيد من الأراضي وما يخفيه من نوايا بينت أن "ما تدعيه تركيا من إنشاء منطقة آمنة لإعادة الاجئيين السوريين حجج واهية لا مصداقية لها، حيث أن كل سوري مهجر يريد أن يعود إلى أرضه ومنزله، كما أن اللاجئيين خارج سوريا على يقين أن المناطق السورية المحتلة خالية من الأمان والاستقرار".

وشددت على أن ما يرتكبه الاحتلال التركي من انتهاكات في المناطق المحتلة، هو تغيير في ديمغرافية المنطقة، وإعادة اللاجئين رغماً عنهم إلى مناطق هو يحددها احتلال جديد.

 

"على السوريين الاستيقاظ"

في حين أشارت خولة محمد وهي أيضاً من أهالي مقاطعة الشهباء إلى أن على جميع السوريين أن يستيقظوا من كابوس ما يعدهم به أردوغان ومرتزقته "تركيا تستخدم المرتزقة لتحقيق أجندتها في المنطقة من ثم ستتخلص منهم، بعد أن تضمن نجاح مشروعها في تتريك المنطقة".

وأكدت أن تهديدات وهجمات الاحتلال التركي على المنطقة لن تغير شيء، ولن تزعزع إرادتهم وإصرارهم بل ستزيد من تكاتف شعوب المنطقة.