نساء الرقة: استهداف الصحفيتين محاولة لطمس الحقيقة
أثارت عملية استهداف طائرة مسيرة تابعة للدولة التركي سيارة تقل صحفيات من وكالة "جتر" الإعلامية في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، استهجان واستنكار المتعطشين للحقيقة.
سيبيلييا الإبراهيم
الرقة ـ أكدت نساء مقاطعة الرقة بأن استهداف الصحفيات ما هو إلا محاولة لطمس الحقيقة وتشويهها، وأنهن لن تتوانين لحظة عن إكمال مسيرتهن وتحقيق أهداف ثورتهن.
أثارت عملية استهداف الصحفيات بإقليم كردستان غضب نساء إقليم شمال وشرق سوريا، اللواتي أكدن على أنها محاولة لطمس الحقائق وإسكات صوت الحرية، خاصة بعد الإنجازات والمكتسبات التي حققتها الصحفيات والإعلام النسائي الذي لعب دوراً بارزاً في إيصال حقيقة قيادة المرأة للثورة في إقليم شمال وشرق سوريا إلى العالم بأسره.
فقد أدانت نساء مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا استهداف الصحفيتين كلستان تارا وهيرو بهاء الدين من قبل الدولة التركية في محاولة منها لإخفاء وطمس الحقائق وكسر عزيمة النساء، مؤكدات أن ذلك يزيدهن إصراراً لمتابعة النضال والمقاومة.
وفي هذا الصدد قالت الإدارية في تجمع نساء زنوبيا في الخط الجنوبي من مقاطعة الرقة مريم الجرف إن "العمل الإجرامي الذي قامت به الدولة التركية بحق الصحفيتين كلستان تارا وهيرو بهاء الدين، كان على مرأى العالم، فهو ليس الأول في سلسلة انتهاكات الاحتلال التركي سواءً في إقليم شمال وشرق سوريا أو دول الجوار".
ولفتت إلى أن "الاستهداف بالطائرة المسيرة تزامن مع الذكرى السنوية الأولى لاستهداف طاقم تلفزيون المرأة في مدينة عامودا بإقليم شمال وشرق سوريا، والهدف من الإصرار على هذا التوقيت بالتحديد هو كسر عزيمة وإرادة المرأة خاصة تلك العاملة في مجال الصحافة بعد أن لعبت دوراً بارزاً في إيصال حقيقة الثورة للعالم وقيادة نساء إقليم شمال وشرق سوريا لها".
كما تطرقت إلى الاتفاقيات المبرمة بين الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني "هذه الاستهدافات جاءت بعد الاتفاقيات المبرمة بحجة محاربة الإرهاب وحجج واهية أخرى، وما هي إلا ذرائع لاستهداف الشخصيات القيادية والريادية في ثورة المرأة، ومن جهة أخرى نرى التناقض الذي تمر به تركيا التي كانت الراعي الأول والداعم للإرهاب في إقليم شمال وشرق سوريا وبقيت على هذا الحال فهي تغذي الإرهاب على طول الشريط الحدودي للمناطق المحتلة، كما أن ممارساتها الإرهابية واضحة للعالم بأسره من تغيير ديموغرافي وحالات قتل واغتصاب وخطف".
وعن الاستهدافات الممنهجة التي تطال النساء قالت مريم الجرف "نرى أن المرأة دائماً في مقدمة قائمة الاستهدافات وبكافة الطرق والوسائل لأنها أصبحت صاحبة قرار وإرادة حرة، شعارها Jin Jiyan Azadî"" وصل إلى كافة النساء حول العالم، انطلاقاً من إيران بعد مقتل الشابة جينا أميني وصولاً إلى الهند بجهود المناضلات خاصة الصحفيات اللواتي أصبحن صوت الحقيقة للعالم بأسره، وهذا ما تخشاه الدول الرأسمالية والديكتاتورية، رغم وجود قوانين ومواثيق ومعاهدات دولية حول أهمية حماية حقوق الصحفيين إلا أن الدولة التركية ضربت هذه القوانين بعرض الحائط".
وأكدت "بدورنا كنساء إقليم شمال وشرق سوريا نناشد الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية والنسائية لإيقاف تركيا ومحاسبتها على انتهاكها حقوق الشعوب، ونؤكد أن هذه الانتهاكات لا تزيدنا إلا إصراراً وعزيمةً لإكمال مسيرة المناضلات".
ولفتت إلى أن "ثورة المرأة ثورة ضد هذه السياسيات التي انتشرت في كافة دول العالم، لذا بين الحين والآخر تُستهدف الصحفيات والرياديات والقياديات لكسر عزيمتهن وإرادتهن، وكل هذا يزيد من قوة نضالنا وتنظيم أنفسنا لنقاوم بشكل أكبر ودحض كل هذه التحديات التي تواجه ثورتنا".
من جانبها قالت عضو تجمع نساء زنوبيا دلال الموسى "الإعلاميتان كانتا تقومان بواجبهن المهني، وبالرغم من أنه يجب أن تكون للصحافيات حصانة وقوانين دولية تحميهن أثناء عملهن في النزاعات والحروب ومع ذلك الدولة التركية تقوم باستهداف ممنهج لهن وهن على رأس عملهن، كل ذلك بهدف طمس الحقائق وإخفاءها عن الرأي العام العالمي، خاصة أن المنطقة تشهد انتهاكات عديدة".
وأضافت "إن الاتفاقية المبرمة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني ودولة الاحتلال التركي، مجرد وهم وحجة لتصل كل جهة إلى أهدافها وعلى رأسها ضرب وحدة وكيان الشعب الكردي بالدرجة الأولى وخيانته من قبل قيادة إقليم كردستان".
واختتمت حديثها بالقول "كتجمع نساء زنوبيا نندد هذا العمل الإجرامي وسيكون لدينا العديد من الفعاليات في هذا الصدد، ولن نقف مكتوفي الأيدي حيال ما يحدث بحق النساء الرياديات وبنضالنا سنصل الى أهداف ثورتنا وسنفشل كافة المخططات التي تسعى للنيل من إرادة وعزيمة المرأة".
بدورها شددت عضو تجمع نساء زنوبيا ثريا خليل على أن "استهداف الصحفيات هو تعدي وجريمة بحق النساء كافة، فبعد الإنجازات والمكتسبات التي حققتها المرأة على صعيد ثورتها التي وصل صداها إلى كافة أرجاء العالم باتت مصدر قلق للدول الرأسمالية التي تحاول بشتى الطرق لكسر إرادة المرأة واستهداف الشخصيات الريادية والصحفيات والسياسيات".
وأضافت "لن نستسلم وسنكمل مسيرة ثورتنا ولن تكون هذه الاستهدافات كافية لكسر عزيمتنا، فكل هذه التحديات والهجمات هدفها عرقلة تقدم المرأة في قضيتها وإبعادها عن طريق الحرية والديمقراطية سواء من قبل دولة الاحتلال التركي أو إيران كونهما أبرز الدول التي قامت بالعديد من الانتهاكات خلال الفترة الماضية بحق الصحفيات".
وقالت ثريا خليل ختام حديثها "المنظمات الحقوقية والإنسانية تلتزم الصمت حيال ما تتعرض له النساء والصحفيات والمدنيين العزل، وبدورنا نعول على أنفسنا وإدارتنا ولن نستسلم مهما كانت التحديات وسنبقى مستمرين في طريق النضال لغاية تحقيق الحرية لكافة النساء حول العالم".