دلال رمضان

الحسكة ـ أيدت أمهات الشهداء في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا، قرار الإدارة الذاتية الديمقراطية، بمحاكمة داعش ومحاسبتهم على جرائمهم التي ارتكبوها في المنطقة، وفقاً للقوانين الدولية والمحلية الخاصة بالإرهاب.

رداً على عدم تلبية المجتمع الدولي المطالبات والدعوات بإعادة عناصر مرتزقة داعش الأجانب إلى البلدان التي ينتمون إليها وإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاسبتهم، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في العاشر من حزيران/يونيو الماضي، عن استعدادها لمحاكمة عناصر داعش الأجنبية والذين ينحدرون من 60 دولة، يقبعون في سجونها منذ بدء معركة تحرير مدينة كوباني عام 2014 وحتى آخر معاقلهم في بلدة الباغوز عام 2019، وستكون محاكمتهم وفق القرارات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان واستناداً للعقد الاجتماعي الخاص بها.

وكان قد فقد أكثر من 10 آلاف مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، حياتهم خلال المعارك التي خاضوها ضد المرتزقة، كما راح الآلاف من المدنيين ضحايا الهجمات والقصف العشوائي.

 

 

وعبرت عضوة مجلس عوائل الشهداء في مدينة الحسكة فاطمة علي عن تضامنها ودعمها لقرار الإدارة الذاتية بمحاكمة هؤلاء المرتزقة "نؤيد قرار الإدارة الذاتية بمحاكمة المرتزقة الذين عاثوا فساداً طوال سنوات ومارسوا كل أشكال الإرهاب بحق أهالي شمال وشرق سوريا، نحن عوائل الشهداء نؤمن بفلسفة القائد عبد الله أوجلان ومبادئ الأمة الديمقراطية والذي ينص على ضرورة أن يسود العدل والمساواة بين جميع المكونات داخل وخارج شمال وشرق سوريا".

وأضافت "لم يرتكب مرتزقة داعش المجازر في شمال وشرق سوريا فقط بل ارتكب عشرات المجازر بحق أهالي شنكال الذين عانوا كثيراً في ظل سيطرة داعش الذي قتل وهجر الآلاف، كما أن النساء تم سبيهن وبيعهن في أسواق النخاسة، وجعلوا من المنطقة ضحية لأفكارهم المتطرفة"، مطالبةً الإدارة الذاتية بتسريع محاكمة هؤلاء المرتزقة دون تردد والحكم عليهم بالقصاص "نتمنى أن تكون محاكمتهم علنية أمام مرأى العالم ومسمعهم وأن تشارك أمهات وزوجات الشهداء فيها".

وأكدت على ثقتها بالقرار الذي اتخذته الإدارة الذاتية وقوانينها "نعيش على مبدأ أخوة الشعوب والتعايش المشترك في ظل الإدارة الذاتية، ونثق بقراراتها وقوانينها العادلة، نتمنى من المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية تأييد الإدارة لأنها شاهدة على جميع جرائم المرتزقة وخير دليل على ذلك الهجوم الذي شن على سجن الصناعة في مدينة الحسكة".

وفي ختام حديثها ناشدت فاطمة علي المجتمع الدولي لمساندة الادارة الذاتية بقرار محاكمة عناصر داعش "على المجتمع الدولي إعادة المرتزقة إلى بلدانهم الأصلية وإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاسبتهم، لأنهم يشكلون خطراً على العالم أجمع".

 

 

من جانبها تقول إحدى أمهات الشهداء والتي تدعى عزيزة يونس "لقد قتل مرتزقة داعش الصغير والكبير، لقد يتموا أطفالنا دون ذنب، لم يسلم أحد من جرائمهم الوحشية، نتضامن مع قرار الإدارة الذاتية بمحاكمة داعش وعلى يد أمهات الشهداء حتى ترتاح ضمائرنا ونعيش بسلام، إن وجودهم في مناطقنا يشكل خطراً علينا وعلى العالم أجمع، لن نرتاح حتى تتم محاكمتهم وتقديمهم للعدالة"، مطالبة الدول المعنية بدعم قرار الإدارة الذاتية أو أخذ رعاياها من مرتزقة داعش إلى دولهم ومحاكمتهم.

 

 

فيما قالت إحدى أمهات الشهداء صباح موسى إن "ابني شارك في الدفاع عن أرضه وشعبه ضد مرتزقة داعش، إلى أن استشهد خلال المعارك التي دارت في جبل كزوان، أنا فخورة به". 

وأضافت "ندعم قرار الإدارة الذاتية بمحاكمة هؤلاء المرتزقة الذين أقدموا على قتل المئات من الأطفال والنساء وأجبروا الأهالي على ترك أرضهم وفرضوا أحكامهم باسم الشريعة والدين، بدعم من الدولة التركية وأمام مرأى من العالم أجمع، يجب فرض أقسى العقوبات عليهم، سندافع عن أرضنا حتى الرمق الأخير ولن نتركها لقمة سائغة بيد كل من يحاول الاقتراب منها".