نساء الفرات: مشروع الأمة الديمقراطية هو الحل الأمثل للأزمة السورية

تستمر النساء في مدينة السويداء السورية بالمشاركة في الانتفاضة الشعبية التي بدأنها للمطالبة بالمساواة والديمقراطية، داعيات غيرهن من النساء في سوريا بأخذ دورهن الريادي في المطالبة بحقوقهن.

نورشان عبدي

كوباني ـ أوضحت نساء مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا بأن مطلب الشعب السوري في كافة المناطق السورية تطبيق نظام ديمقراطي لامركزي، يحترم كافة المكونات والشعوب ومنح المرأة هويتها وحقوقها.

في 15 آذار/مارس عام 2011 انتفض الشعب في سوريا مع انطلاق ربيع الشعوب في الشرق الأوسط وانطلقت الشرارة الأولى من مدينة درعا السورية، ولكن مع كثرة التدخلات الخارجية منها العسكرية بشكل خاص تحولت الانتفاضة أو الثورة إلى أزمة يعاني منها الشعب السوري وبذلك تم قتل روح الثورة، إلا أن أهالي مدينة السويداء أعادوا إيقاد نارها مرة أخرى وطالبو بتطبيق نظام ديمقراطي لامركزي.

ومنذ قرابة تسعة أشهر والانتفاضة الشعبية في مدينة سويداء السورية مستمرة وأثبت أهلها للجميع في الداخل والخارج أن الشعب السوري لن يكل ولن يمل حتى تحقيق مطالبه، فقد خرجوا إلى الساحات والشوارع للمطالبة بحقوقهم والمساواة والعدالة والديمقراطية، وللنساء نصيب كبير في المشاركة فخلال هتافاتهن وشعاراتهن أكدن على أنهن اتخذن من ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا قدوة لهن وحافزاً للاستمرار حتى تحقيق مطالبهن.

الانتفاضة الشعبية تعرضت للكثير من المحاولات لإخمادها إلا أن إرادة المرأة أقوى من كل تلك المحاولات التي لطالما تحث وتشجع المحتجين على عدم التراجع عن مطالبهم وبصوت النساء وقوتهن أفشلن كافة مخططات حكومة دمشق من القضاء على إرادة الشعب في السويداء.

 

"بريادة المرأة سنبني سوريا ديمقراطية"

 

 

عن تضامن نساء روج آفا مع انتفاضة المرأة في السويداء قالت عضوة مكتب المرأة في حركة المجتمع الديمقراطية في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا بيريفان جمعة "في البداية نحن كنساء مقاطعة الفرات نحيّ وندعم انتفاضة المرأة في السويداء تلك الانتفاضة التي تطالب بالحرية والديمقراطية من أجل الشعب بشكل عام وللمرأة بشكل خاص، منذ بداية انطلاق الثورة السورية عام 2011 سعت حكومة دمشق لإخمادها، إلى جانب ما يقوم به الاحتلال التركي من تدخلات عسكرية في المنطقة، كل ذلك حول الثورة السورية إلى أزمة تعاني الشعوب من تبعاتها على مدار أعوام، وبالتالي بقيت الشعوب منهكة وتحت سلطة الحكومة المركزية".

وأوضحت أن "ما تشهده السويداء يثبت للعالم بأن الشعب ليس كما كان في عام 2011، فمنذ تسعة أشهر والمرأة تخرج إلى جانب الرجل إلى الساحات وينتفضون معاً ويطالبون بحريتهم وحقوقهم، موقف المرأة في السويداء يعتبر خطوة مهمة في تاريخ سوريا فقد استطاعت أن تقف شامخة وترفع صوتها بوجه الظلم والعبودية والسلطوية، ومن خلال انتفاضتها تحارب تلك الذهنية التي سيطرت على الشعب عامةً والمرأة خاصة منذ مئات الأعوام، وكما نلاحظ أنه بريادة النساء في السويداء منذ أشهر هذه الانتفاضة مستمرة مع فشل حكومة دمشق في إخمادها وإسكات صوت الشعب الذي أثبت أنه ليس كما في السابق".

وعن دور النساء في المشاركة ضمن الثورات والانتفاضات أكدت بيريفان جمعة أنه "عندما تتواجد المرأة في ساحات الثورة والانتفاضة تضفي لها لون ومعنى مختلف، لأن النساء تمتلكن قوة وإصرار لإنجاح ما بدأن به، وأكبر دليل على قوة وإرادة المرأة التي حققت بها منجزات ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، فقد شاركن بمقاومة كوباني ضد مرتزقة داعش وتصدين للهجمات التركية المستمرة على مناطقهن وحاربن الذهنية الذكورية الأبوية التي فرضت قوانينها ومبادئها على المرأة، كما استطعن بريادتهن تحويل الثورة في روج آفا إلى ثورة نسوية عالمية، فقد أثر نضالهن على كافة النساء في العالم وبشكل خاص على نساء السويداء اللواتي بتن تطالبن بنظام ومشروع يحمي وجود المرأة وكيانها كما في مناطق شمال وشرق سوريا".

وفي نهاية حديثها قالت بيريفان جمعة "تسعى حكومة دمشق للقضاء على هذه الانتفاضة كما فعلت في السابق ولكن هذه المرة الوضع مختلف فالنساء تشاركن بوقتهن وصوتهن في هذه الانتفاضة، لذلك مهما حاولت من خلال تدخلها العسكري لإسكات صوت الشعب هناك لن تستطيع ولن تنجح، فالنساء وكما نعلم أنهن على مر العصور ومنذ بداية المجتمع الطبيعي وقفن شامخات بوجه العبودية والظلم وحاربن في أجل حقوقهن وهويتهن، لذلك يجب علينا نحن النساء ليس فقط في إقليم شمال وشرق سوريا وسوريا عامة بل في جميع أنحاء العالم أن نكون يداً واحدة وصوتاً واحداً من أجل القضاء على الذهنية التي تمارس بحقنا الانتهاكات، ونحن على ثقة تامة أنه بريادة وقوة المرأة السورية سنصل لسوريا لا مركزية ديمقراطية حرة ترحب بكافة مكوناتها وتحتضنهم وتعطي المرأة حقها ضمن المجتمع".

 

"الحل لمأساة الشعب السوري بيد أبناء ونساء سوريا"

 

 

من جانبها قالت الإدارية في حركة الهلال الذهبي في مقاطعة الفرات فاطمة خليل "تستمر انتفاضة الشعب في السويداء السورية بريادة المرأة في شهرها التاسع بشكل حضاري وسلمي دون انقطاع، يطالب الأهالي من خلالها  بإحراز تغييرات سياسية في سوريا من أجل حماية حقوق كافة المواطنين/ات بالإضافة إلى تطبيق القرار الدولي 2254، إصرار الشعب في السويداء على هذه الانتفاضة والمطالبة بحقهم يعتبر خطوة مهمة خاصة أن النساء هناك اتخذن من النساء وثورة المرأة في روج آفا قدوة لهن للاستمرار برفض ما تقوم به حكومة دمشق وتطالبن بحقهن، ونحن كنساء في مقاطعة الفرات فخورات بهن وبنضالهن".

وعن تأثير التدخلات الخارجية العسكرية والسياسية على حل الأزمة السورية قالت "على مدار أعوام تسببت التدخلات الخارجية بسلب أراضي من سوريا كما فعل الاحتلال التركي مع التزام المجتمع الدولي بالصمت واتخاذ دور المتفرج، لذا يجب على الشعب السوري أن يدرك بأن الحل للمأساة والظلم الذي يعانيه بيد أبناء ونساء سوريا وليس بيد الأجندة الخارجية".

وتابعت "بتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية في كافة المناطق السورية ستحل الأزمة التي تعاني منها الشعوب منذ أكثر من ثلاثة عشرة عام، الحل هو بأن يتم توحيد كافة مكونات سوريا وليس باستخدام أسلحة عسكرية وكيميائية من قبل قوات خارجية في الأراضي السورية".

في نهاية حديثها قالت فاطمة خليل "بروج ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا نحيّ وندعم انتفاضة المرأة في السويداء ونؤكد لهن نحن كنساء روج آفا لطالما نقف إلى جانبكن صوتاً وقلباً وندعم مطالبكن، ونحث كافة النساء بأن تكن يداً واحدة لتقوية إرادتهن من أجل تحرير كافة النساء من السلطوية كما فعلتها المرأة الكردية بمحاربة داعش والدولة التركية، من أجل هذا لا تنتظرن أي حل من أحد وكن على يقين بأن حل الأزمة السورية بيد أبنائها ونسائها".