نساء أفغانستان تتعرضن للاضطهاد في ظل حكم طالبان

أكدت واصلة نسيم من مقاطعة لوجر بأفغانستان، على أنها تعرضت للاضطهاد والظلم خلال حكم طالبان.

بهاران لهيب

لوجر ـ لوجر هي إحدى المقاطعات الجنوبية في أفغانستان، وتقع على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة الأفغانية كابول، على الرغم من وجود عدد كبير من السكان المتعلمين في المقاطعة إلا أنها كباقي المحافظات يعيش سكانها في فقر مدقع، ويعمل معظمهم في الزراعة وتربية الماشية.

خلال حكم حامد كرزي وخليفته أشرف غني، كانت غالبية المناطق تُحكم من قبل طالبان، الذين كانوا عقبة رئيسية أمام تعليم المرأة. على الرغم من أن أشرف غني ولد في مقاطعة لوجر وهو من شعب البشتون، وفي أغلب الأحيان يتم الترويج من قبل عملاء الانقسام أن الشعب البشتوني هو سبب كل مصائب أفغانستان.

ويعاني الأهالي في مقاطعة لوجر من نفس الآلام التي يعاني منها الطاجيك والهزارة وإيماق والبلوش وغيرهم. في ظل نهب أحد أكبر وأغنى مناجم النحاس في العالم "عينك"، من قبل الشركات الصينية بالتواطؤ مع السياسيين السابقين والحاليين، يعاني الأهالي في هذه المقاطعة من الفقر والحرمان.

وتم تعيين عدد كبير من رجال المقاطعة، كما هو الحال في المقاطعات الأخرى، في رتب الجيش والشرطة والأمن القومي (وكالة المخابرات الأفغانية السابقة) والإدارات العسكرية الأخرى، والتي فُقدت بأعداد كبيرة خلال الحرب بين طالبان وحكومتا كرزي وغني.

لإعداد تقرير عن أوضاع الناس في مقاطعة لوجر والاطلاع العالم على معاناة أهالي هذه المقاطعة خلال فترة حكم حكومة كرزي وغني التي استمرت 20 عاماً واستمرار حكم طالبان، أجرت وكالتنا لقاء مع واصلة نسيم وهي إحدى النساء اللواتي عانين من الاضطهاد والظلم في مقاطعة لوجر.

واصلة نسيم زوجة أحد رجال القوات الخاصة الأفغان، وهي أم لابنتين، إحداهما تبلغ من العمر خمس سنوات والأخرى ثلاث سنوات، وتعاني ابنتها الكبرى من اضطرابات عقلية.

وعن حياتها تقول واصلة نسيم "كانت منطقتنا من المناطق التي لم تحكمها حركة طالبان، لكنها تنفذ جرائمها في كل مكان وتقتل العسكريين والمدنيين".

وتعرض زوج واصلة نسيم لكمين وقُتل من قبل طالبان بالقرب من منزله عندما ذهب لزيارة أسرته في إجازة لبضعة أيام، ووضعت جثته بالقرب من بئر المياه ووجدته أسرته بعد عدة ساعات، وفقدت الأسرة معيلها الوحيد وتعرضت واصلة نسيم للإهانة والإذلال، وأبلغتها طالبان أن زوجها كان عدو وليس لها الحق في أن تتقاضى راتب زوجها.

وأوضحت واصلة نسيم أنه "بعد المعاملة السيئة التي تلقيناها من قبل طالبان، قررت أنا ووالدي زوجي العمل في قطعة أرضنا. وأحاول أن أجعل ابنتاي متعلمات، إذا لم تسمح طالبان بذلك، فسوف نجد حلاً لتتعلمان القراءة والكتابة حتى تتمكنا من الوقوف على أقدامهما. على الجيل الجديد أن يبني وطنه لأنه لا يمكن لطالبان أن تفعل ذلك".