'نجاحات المرأة إفشال للمؤامرة التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان'

"ما حققته المرأة في ثورة روج آفا هو إفشال للمؤامرة التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان"، هذا ما أكدته نساء التقين بالقائد أوجلان

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ "ما حققته المرأة في ثورة روج آفا هو إفشال للمؤامرة التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان"، هذا ما أكدته نساء التقين بالقائد أوجلان.

 

"فكر القائد أوجلان أيقظنا من سباتنا"

ليمون اوسو ذات (60) عاماً تقول إن ميلاد القائد عبد الله أوجلان ليس ميلاد شخص بل هو ميلاد أمة، وشعب، "ميلاد القائد أوجلان ولادة لشعب كان منكراً".  

وقالت إن أحاديث القائد أوجلان وتوجيهاته زرعت كبذرة داخلها، وكبرت معها "عن طريق الاجتماعات وأعضاء حركة التحررية الكردستانية، تعرفت على فكر القائد أوجلان، وتاريخ كردستان، وكيف تم سلبها منا وتقسيمها مثل كعكة بينهم، تعرفنا على حقيقتنا وتاريخنا كما وأننا استيقظنا من سباب عميق".   

وعما دفعها للقاء القائد أوجلان بينت أن أحاديث القائد أوجلان عبر أشرطة الـ CD التي كانت توزع على الشعب، وفلسفته العميقة كانت من إحدى الأسباب "عندما قررنا اللقاء بالقائد أوجلان كنا نعلم مخاطر هذا اللقاء إن كان قتل أو اعتقال أو تعذيب، في ظل حكم نظام البعث، لكننا امتلكنا هدفاً وقضية لذلك لم نأبه بتلك المخاطر".  

عن خطاب القائد أوجلان قالت "حدثنا عن كردستان وعن شعبها، وعراقتها، كيف كانت في السابق وكيف تقسمت إلى أجزاء، حدثنا عن المرأة وتاريخها كيف كانت المرأة سيدة كل شيء وصاحبة القرار، وكيف سلب منها كل شيء".

حتى اليوم ما زالت العديد من الكلمات والعبارات التي قالها القائد عبد الله أوجلان قواعد حياتية تمشي عليها ليمون اوسو "استقبلنا القائد أوجلان بالهتافات وترديد الشعارات والزغاريد، لكنه قال إن ذلك لا يفيد، فبالصخب لا يمكن اكتساب المعرفة، لكن بالإنصات يتم اكتساب كل شيء، هذه الكلمات لا تزال في ذاكرتي وعرفت عمق معناها مع مرور الأيام". 

 

"نضالنا اللبنة الأساسية لثورة روج آفا"

ومن مبدأ إيمانهم بفكر القائد كانوا يسيرون على نهجه رغم جميع المخاطر التي يتعرض لها المؤمنين بهذا الفكر من قبل نظام الدولة السورية، "عملنا كل ما يتطلب منا لنشر فكر القائد عبد الله أوجلان، فزوجي من بين الأشخاص الذين تم اعتقالهم وتعرضوا لصنوف التعذيب في أقبية النظام إلا أننا لم نتوقف عن النضال الأمر الذي كان يثير دهشة أهالي الحي".

وأكدت أن نجاح ثورة روج آفا التي اندلعت في 19 تموز/يوليو 2012 إحدى ثمار هذا النضال، "استطعنا إيصال فكر القائد أوجلان لهذه الأجيال لتكون جزءاً من الثورة، فبعد الانجازات التي حققتها ثورة روج آفا وشمال شرق سوريا، لسنا نادمين على التضحيات التي قدمناها ونحن فخورين بذلك".

 

"تحققت إرادة الشعوب وفشلت المؤامرات"  

وأما عن العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان والتي سعت للنيل من فكره قالت ليمون اوسو "الرأسمالية لم تصل إلى أهدافها بل إن شعبنا هو الذي وصل لهدفه، وحقق آمال القائد أوجلان، ولا يزال يواصل مسيرته لتحقيق المزيد من الانتصارات، فتحقيقنا لثورتنا في شمال وشرق سوريا كان إفشالاً لمخططات الدول التي تآمرت على فكر وفلسفة القائد أوجلان".

وأكدت أن "هذه المؤامرات لم تصل مبتغاها لأن ملاين الأشخاص يطبقون فكر القائد أوجلان، الذي حقق أخوة الشعوب والتعايش المشرك. لربما استطاعوا سجن جسد القائد أوجلان، لكن فكره حر يعيش في عقل وقلب كل إنسان حر، لطالما كان المجتمع الدولي يضغط على القائد أوجلان ويحاول إجهاض مشروعه لكن هذه المخططات فشلت وانتصرت الشعوب في شمال وشرق سوريا".

 

80 عاماً وتستذكر تفاصيل اللقاء 

خديجة علي (80) عاماً، ورغم مرور ما يقارب الـ 30 عاماً على لقاءها بالقائد عبد الله أوجلان إلا أنها تستذكر تفاصيل اللقاء "مع ظهور حركة التحرر الكردستانية، اعتبرنا أنفسنا جزء من نضالها، فكنا نشارك في جميع نشاطات الحركة بشكل سري، خوفاً من بطش النظام السوري، وتمثلت أعمالنا بالتعريف بالحركة، فكنا نوزع أشرطة الـ CD، على العائلات الكردية، ونجمع المساعدات لدعم الحركة، وتنظيم وإقامة احتفالات النوروز".

عن لقائها بالقائد عبد الله أوجلان في آب/أغسطس عام 1991 قالت "توجهت نحو مدينة حلب ثم إلى دمشق، ومنها إلى لبنان، وبعد انتظار 5 أيام في لبنان، أي في 15 آب، توجهنا للقاء القائد أوجلان وسط زغاريد الأمهات، وكان هناك حشد كبير من الناس قَدِمَ هؤلاء من مختلف البلدان والمناطق".

وأضافت " القائد أوجلان صافح الجميع وسألني 'أمي ماذا تفعلين، وكيف تناضلين؟' فتحدثت له عن نضالنا في مدينة منبج وكوباني وجرابلس، واجتماعاتنا وتنظيمنا للشعوب، وقلت له 'يا قائدي أنت أب الشعب الكردي، والنور لوجودنا وتاريخنا، وبينما كنا نتحدث التقط الصحفيون صورة لنا، والتي تم تداولها بشكل كبير، وكنت أشعر بالفخر عندما يستفسر الناس عن لقائي بالقائد أوجلان".   

وعن التأثير الذي طرأ على حياتها بعد هذا اللقاء قالت "بعد لقائي بالقائد عبد الله اوجلان قررت الانضمام للحركة التحررية، لكن صحتي وعمري لم يسعفانني لتحقيق هذا الطموح".  

وحول العزلة قالت إن المجتمع الدولي يرفض فكر القائد أوجلان، لذلك يفرض عليه عزلة مشددة.

 

مخاطر الطريق وحملها لم يكونا عائقاً أمامها

عدولة ضياع (55) عاماً تقول عن الأسباب التي دفعها للقاء القائد عبد الله اوجلان "محبتي للقائد أوجلان ولفكره دفعتني للقاء به، ولذلك توجه الآلاف للقائه أيضاً"، مضيفةً "قطعنا الحدود اللبنانية السورية عبر طرق التهريب من الجبال، ورغم أني كنت حامل، وكنت أحمل طفلي الآخر بين يدي، إلا أن رغبتي للقاء القائد أوجلان كانت أكبر من هذا الحمل".

عند وصلولهم رحب بهم القائد عبد الله أوجلان، وعندما سألهم من أي مدينة قدموا تفاجأ لأن مدينة منبج جل سكانها من المكون العربي، وقال لهم "لماذا خاطرتم بحياتكم لهذه الدرجة وقدمتم؟ هناك استبداد من قبل النظام السوري ضد الكرد". 

وقالت إنهم ردوا عليه بأن "محبتنا لك ولفكرك هو ما دفعنا لهذه المخاطرة"، مبينةً أن "كلماته ومصافحته لنا زادت فينا المشاعر الوطنية". مشيرةً إلى تواضعه في التعامل مع الجميع.

عن حديث القائد أوجلان الذي استمر لنحو 6 ساعات قالت "حمل خطابه الأمل للشعوب المضطهدة، وقال إنه سيناضل من أجل تحرير الشعب الكردي، وأننا سنعيش بحرية على أرضنا كما جميع الشعوب، وسنتحدث بلغتنا". مؤكدةً أن الفضل يعود للشهداء الذين حققوا هذه الأهداف "ثورة روج آفا وما حققته مناطق شمال وشرق سوريا أحد ثمار فكر وفلسفة القائد عبد الله اوجلان".