نحو مجتمع طبيعي... أول مخيم تدريبي في الشهباء للشابات

للاستفادة من وقت الشابات في أفكار وبرنامج نافعة في ظل انتشار ظاهرة التكنولوجيا وتأثيرها الكبير على الفئة الشابة افتتح بتاريخ 5 أيلول/سبتمبر الجاري مخيم لتدريب الشابات في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا

فيدان عبد الله 
الشهباء - .
بعملٍ مشترك بين مركز أبحاث ودراسات علم المرأة (جنولوجي) وحركة المرأة الشابة في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا افتتح مخيم لتدريب الشابات استمر لعشرة أيام. 
ويعمل مركز أبحاث ودراسات علم المرأة (جنولوجي) منذ تأسيسه بداية هذا العام في الشهباء وحركة المرأة الشابة التي تأسست مع ثورة روج آفا على فتح المجال أمام الشابات لتفعيل دورهن في المجتمع باعتبار أنهنَّ يمثلن المستقبل. 
 
 
وخلال رصد وكالتنا ليوميات تدريب الشابات في المخيم قالت لنا عضو مركز أبحاث ودراسات علم المرأة زهريبان حسين "رغم محاولات إخراج المرأة من جوهرها واستعبادها وتهميشها إلا أنها تبقى قيادية في المجتمع، وبناءً على ذلك سعينا نحن مركز أبحاث ودراسات علم المرأة مع حركة المرأة الشابة لافتتاح هذا المخيم لإحداث التغيير في المجتمع". مضيفةً "افتتحنا التدريب ضمن الإمكانيات والظروف المتاحة في المنطقة على مدار 10 أيام".   
وحول تقبل فكرة التخييم قالت "معنويات وانضمام الشابات للتدريب عالية بكونه المخيم الأول من نوعه في مقاطعة الشهباء، ويختلف هذا التدريب عن باقي التدريبات الفكرية بتنوعه وبرنامجه المدعوم بالفعاليات المختلفة".
وخلال اليوم تتلقى الشابات الدروس الفكرية لـ 4 ساعات في الفترة الصباحية، بينما يستمر اليوم بعرض مختلف النشاطات الترفيهية "ضمن اليوم عروض فنية وثقافية من المسرح، ومسابقات، كما نستفيد من أوقات الفراغ بالزراعة في مكان التدريب".  
وأضافت "كذلك تدون الشابات ما يعبر عن شخصياتهن خلال نقاشات جماعية"، وعن الفائدة من هذه النشاطات بينت زهريبان حسين أنه "يمكن من خلال ذلك التعرف على أفكار المرأة الشابة، وكيف ترى نفسها مستقبلاً وعن مدى قدرتها على تغيير نفسها والمجتمع". 
أهالي عفرين النازحين منذ ربيع عام 2018 مستمرين في صمودهم كما أكدت زهريبان حسين وهذا النشاط أحد أشكال المقاومة "بهذا النشاط نرسل رسالة للأعداء والاحتلال أن النزوح والخروج من أرضنا قسراً لن يبعدنا عن ثقافتنا وتاريخنا، وكل مكانٍ سيتواجد فيه أهالي عفرين سيحولونه لوطن بأفكارهم وحرصهم على وجودهم فكراً وجسداً".
وحول ما إذا كانت هناك نية لافتتاح مخيمات تدريبية في المستقبل بينت زهريبان حسين أن الشابات كنَّ متحمسات ومتفاعلات في التدريب وبرنامجه الغني بالنشاطات "ردود الفعل الإيجابية شجعتنا للتفكير بافتتاح مثل هذا النوع من التدريبات خلال الصيف القادم". 
 
 
بدورها اعتبرت عضو لجنة جنولوجي في حركة المرأة الشابة ريم داده أن التجديد وعدم الوقوع في الروتين غاية في الأهمية "أردنا إحداث التجديد في تدريبات المرأة الشابة والخروج من الروتين".
وأضافت أن "دور المرأة الشابة في المجتمع يعتبر الأكثر أهمية وتأثيراً في المجتمعات فهنَّ المسؤولات عن كل ساحة في الحياة ويمثلنَّ المستقبل"، مؤكدةً أن "المرأة هي لذاتها وليست عائدة أو ملك لأحد على عكس ما رسمته الذهنية السلطوية والرأسمالية بتصغير مكانة النساء في المجتمع". 
وترى ريم داده أن هذا النوع من التدريبات وعلى هذه الأسس تسعى لتقوية إرادة المرأة وثقتها بذاتها لرسم مستقبل مشرق قادر على حمايتها من الاضطهاد والاستعباد الذكوري وتحصيل حقوقها وتجديد فعاليتها في المجتمع "علم المرأة علم يجدد ذاته فهو بعيد عن الروتين والإطارات المغلقة وهذا ما تتحلى به الشابات أيضاً".
فيما قالت الشابة المشاركة في التدريب روليان حمو أنها استفادت بشكل كبير من التدريب "الطريقة الصحيحة في التفكير وتفعيل دور المرأة في المجتمع يؤثران بشكلٍ مباشر على العائلة التي تعتبر أهم مؤسسة في المجتمع".
وأضافت "دافعي للانضمام إلى التدريب هو محاولة عدم تكرار الأخطاء والسلبيات التي فرضت على أجدادنا وأمهاتنا".
مشيرةً إلى استفادتها من التدريب "أكثر الدروس التي أثرت في تفكيري وشخصيتي ضمن التدريب هو درس حقيقة العائلة حيث أن العادات والتقاليد البالية فرضت على العائلة بتزويج بناتها بعمرٍ صغيرة وهذا هو أكبر خطأ في حياة المجتمعات".
وأكملت أن تعرف المرأة الشابة على تاريخها وسعيها لحماية مكانتها بالعلم والمعرفة وتحقيق كيانها المستقل هو سلاحها الوحيد أمام التخلف والرجعية، "نستفيد من ساعات التدريب بالقيام بالكثير من النشاطات من خلال تبادل الآراء حول مواضيع متنوعة في الحياة وحول المرأة، بالإضافة لكتابة مقالات وأفكار نعيشها ونفكر بها ونزرع الزهور ونهتم بالطبيعة".