'نحن ندافع عن نسائنا وبلدنا على حساب حياتنا'

مع استعادة حركة طالبان للسلطة، نظمت النساء الأفغانيات احتجاجات واسعة النطاق وبالرغم من أنها جوبهت بالمنع والقمع بطرق مختلفة، إلا أنهن يواصلن الاحتجاج دون خوف.

بهاران لهيب
كابول ـ تواصل حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان في آب/أغسطس الماضي، الضغط على النساء من  خلال ارتكاب المجازر واختطافهن ومداهمة منازلهن، إلا أن تلك الممارسات لم تمنع الأفغانيات من قول كلماتهن.
تتعرض النساء في أفغانستان لضغوط في كل مرة يخرجن فيها إلى الشوارع للتعبير عن غضبهن من حركة طالبان وممارساته، وقد خرجن في احتجاجات حملن خلالها صور زينب عبد الله، التي قتلت عند نقطة تفتيش تابعة لطالبان، وعليا عزيزي التي اختطفتها حركة طالبان ولم يسمع عنها أي شيء، وقد هوجمت النساء برذاذ الفلفل والهراوات الإلكترونية خلال احتجاجهن.
"إذا لم نرد، سنعاني من نفس المصير"
وقالت الناشطة في مجال حقوق المرأة مرجان أميري التي شاركت في المظاهرات والاحتجاجات أنها فقدت وظيفتها في وزارة الداخلية بعد استيلاء طالبان على البلاد، "كان هدفنا هو المطالبة بعودة النساء إلى العمل. لكن الهدف من مظاهرتنا التي خرجت في السابع من كانون الثاني/يناير الجاري، هي تحديد سبب مقتل زينب ومكان عليا التي اختفت منذ شهور، نحن كناشطات قلقات على مستقبلنا المجهول، نريد أن نعرف مصير عليا لكي لا نواجه نفس المصير".
"الرصاصة التي أصابت قلب زينب أصابتني"
وأكدت مرجان أميري أنهم يطالبون بوضع حد لعمليات الاختطاف، قائلةً "الرصاصة التي أصابت قلب زينب أصابتني، أشعر بألم عائلتها، اليوم تم ذبح زينب ربما غداً سأكون أنا من يذبح".
وأوضحت أن طالبان لم يشهد تغييراً في أفكاره وآرائه على النحو المنشود، إنه يحاول رسم صورة أخرى للعالم"، مؤكدةً أنه "مهما فرضت طالبان علينا سياسة الخوف والعنف، سنواصل نشاطاتنا".
وقالت مرجان أميري "نحن ندافع عن نسائنا وبلدنا على حساب حياتنا، ولن نستسلم، يجب أن نقاتل من أجل مستقبل جميل للأجيال القادمة"، موضحةً "صحيح أن رجالنا ليسوا معنا اليوم، لكنهم يتعرضون للاعتقال والتعذيب، ويتعرض أطفالنا أيضاً للضرب". 
"نشاطاتنا لن تتوقف"
فيما قالت الشاعرة والكاتبة والناشطة في مجال حقوق المرأة هدى خاموش، "كانت لدينا ورشة عمل قبل أن تسيطر طالبان على كابول، ولكن الآن جميع النساء عاطلات عن العمل ومحكم عليهن بالفقر"، مشددةً على أنهن لن يقبلن ممارسات طالبان وحجزهن في منازلهن "سننزل إلى الشوارع، وننظم المظاهرات، ونعقد مؤتمرات صحفية، كل الإجراءات التي اتخذناها كانت للتأكيد على أن المرأة الأفغانية لها رأي يجب إيصاله للعالم أجمع، وسنواصل القيام بذلك".
وقالت هدى خاموش أن الجميع يخافون من الناشطات الأفغانيات اليوم، "سنواصل نشاطاتنا حتى معرفة مكان عليا ولماذا ذبحت زينب، سنقف في طريق طالبان وممارساته في كل هجوم نتعرض له".
وأشارت إلى أنهم يخرجون إلى الشوارع للمطالبة بحقوق الإنسان الأساسية في أفغانستان، وأن مطالبهم هي مطالب جميع الشعب الأفغاني، "هناك حالات تسمم بسبب رذاذ الفلفل والإصابات الناجمة عن مسدسات الصعق الكهربائي خلال الهجوم على الاحتجاج الأخير".
دعوة لنساء العالم
وقالت هدى خاموش في ختام حديثها "أنا على استعداد للموت من أجل بلادي، من حقنا أن نطالب بحقوقنا، دعوا النساء اللواتي قتلن ينمن بسلام في قبورهن، سنواصل النضال"، ودعت نساء العالم أن يكن صوتاً واحداً.
 
https://www.youtube.com/watch?v=F5Mi_1oJ50w
https://www.youtube.com/watch?v=m21gXF1Zghs