نهلة البايض أول أسيرة فلسطينية محررة

نهلة البايض أول أسيرة فلسطينية محررة، تؤكد على استمرارها النضال رغم تعرضها للاعتقال والانتهاكات لأكثر من مرة.

نغم كراجة

غزة ـ تعتبر نهلة البايض التي اعتقلت عدة مرات، أول أسيرة فلسطينية محررة، أفرجت السلطات الاسرائيلية عنها عام 1971، بعد تعرضها لشتى أنواع التعذيب.

بدأ نشاط نهلة البايض التي ولدت في الرابع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر عام 1949، مع محاصرة إسرائيل لفلسطين وفرض سياسات قمعية وقسرية على الأفراد، وكانت أولى خطوات عملها السياسي نقل الرسائل السرية، بمشاركة مجموعة من زميلاتها.

وحول عملها السياسي والعنف الذي تعرضت له في السجون تقول نهلة البايض لوكالتنا "لقد تعرضت للتعذيب والتعنيف الشديد في السجون، اعتقلت لأول مرة بتهمة الانتماء لقوات التحرير والتنظيمات عام 1968 وحكم علي بالسجن 15 عاماً، وهو ما أثار غضب الشعب وثأره، ليتم خفض الحكم لثلاث أعوام، ليسقط عني الحكم بعد قضاء أكثر من ستة أشهر ويتم إخلاء سبيلي مقابل كفالة مالية".

وأشارت إلى أن الاعتقال الأول كان برفقة زميلاتها فاطمة عفانة، وفاطمة مرتجى، وأنهن عانين كثيراً بعد تعرضهن لكافة أشكال العنف والتعذيب، وتقول "لا تختلف معاملة الفتيات والنساء عن الرجال في السجون، فهن أيضاً تتعرضن للتعذيب والضرب والركل، والعزل الفردي، وتوجه لهن الألفاظ السيئة التي تمس الشرف "لم أرضخ أبداً لتهديدات السجانين بالرغم من شدة المعاناة، وتكثيف التحقيقات وبقيت صامدة حتى تم الإفراج عني بعد عام من الاعتقال".

وأوضحت إنه "لم ينتهي مطاف الاعتقال إلى هنا بعدما أفرج عني، عدت مرة أخرى للسجن عام 1971 بتهمة الانتماء إلى الجبهة الشعبية وبالرغم من شدة التعذيب والضرب لم أدلي بأي اعترافات"، لافتةً إلى أنها عادت للنشاط السياسي بسبب "استمرار انتهاكات إسرائيل وممارسة عنجهيته على الشعب الفلسطيني".

ولفتت إلى أنه تم إيداعها السجن الإداري والحربي كذلك وهو من أبشع الاعتقالات خاصة للنساء على حد قول نهلة البايض "خلال الاعتقال وضعوا غطاءٍ أسود على رأسي ذو رائحة سيئة نتيجة الدماء المتواجدة بها لإخفاء معالم المكان، كنت أسمع فحيح الأفاعي وأشعر بوجود نيران من حولي، وبعد عامٍ كامل من العنف الجسدي والنفسي تم إخلاء سبيلي من المعتقل".

وأشارت إلى أنها بالرغم من الاعتقالات المتتالية التي تعرضت لها لم تستسلم للأمر الواقع بل استمرت في نشاطها السياسي، واعتقلت للمرة الثالثة تبعاً لاستكمالها في التنظيمات السياسية وحينها اعتقلت هي وطفلها الذي لم يتجاوز عمره العام "المرة الثالثة من الاعتقال كانت الأشد والأعنف بالنسبة لي حيث كان طفلي رضيع ولم استطع الاهتمام به بسبب الانعزال والتحقيقات التي استمرت لساعات طويلة تحت التعذيب والتنكيل".

وأوضحت أن "الأمر الأكثر إجراماً وانتهاكاً لمعالم الإنسانية في العالم كله هو أنني كنت حامل في الشهر الثاني وتم إجهاضي عمداً وهذه تعتبر جريمة مع سبق الإصرار والترصد، حيث قام المحقق بإعطائي كبسولة دواء وأجبرني على أخذها ولم تمضِ نصف ساعة حتى حدث نزيف قوي وأسقط الجنين".

وقالت في ختام حديثها أن "المحققون يندهشون من قوة صمودنا وتحملنا للعنف وأشكاله حيث كانوا يضربون رأسي بشكل متكرر بحائط إسمنتي، وشتمي بأسوأ الألفاظ والتهديد بالاغتصاب لكنني لم أيأس لحظة أو تخليت عن واجبي كامرأة فلسطينية بالرغم من أنني حرمت من حق العمل بعد تخرجي الجامعي ومنعت من تلقي الراتب الشهري للأسيرات ومع ذلك لازلت أواصل رسالتي ومسيرتي النضالية".