'عندما نعمل في الأرض تتحسن حالتنا النفسية'

في مخيم سردشت الواقع على جبل شنكال، يعمل الأهالي منذ 8 سنوات دون انقطاع ليجعلوا من موطنهم جنة. أهالي سردشت يعملون بجد ويبذلون جهود كبيرة لكسب الرزق وتدبر معيشتهم، وليعيدوا أرضهم كما كانت من قبل خضراء ومليئة بالأشجار والحدائق والبساتين.

أفين زندا

شنكال ـ نتيجة لعمل الناس أصبحت سردشت على جبل شنكال، والذي يعيش معظم سكانها في الخيام، جميلة جداً لدرجة أن الناس من جميع أنحاء شنكال يذهبون إلى هناك للاستمتاع بجمالها.

على الرغم من أن جبال شنكال كانت تحتوي على ينابيع وأشجار، إلا أننا اليوم نرى أنه وبسبب المذابح التي تعرض لها المجتمع الإيزيدي، تم تدمير الغابات في الجبال وتم ردم العشرات من الينابيع وصبها بالزفت كيلا يستطيع الناس اللجوء والاحتماء في الجبال. وبهذه الطريقة، تُركت الجبال بلا مياه وينابيع، وأُعيد توطين الناس قسراً في الصحاري والسهول. في ذلك الوقت، تم الاستعداد للإبادة الجماعية للمجتمع الإيزيدي. بهذه الطريقة تم تنفيذ المذبحة الوحشية الـ 74 على المجتمع الإيزيدي. ولكن كما هو الحال دائماً، قام المجتمع الإيزيدي بحماية نفسه بالاحتماء في الجبال. وقد كانت سردشت في جبل شنكال واحدة من تلك الملاذات المقدسة التي لجأ إليها الإيزيديون. وعلى الرغم من الصعوبات، يعيش الناس في سردشت منذ 8 سنوات. وقام عدد كبير من العائلات التي تعيش في الخيام ببناء منازل لأنفسهم هناك. لكن للأسف، لا تزال هناك عائلات تعيش في الخيام. لكن على الرغم من كل الصعوبات، قام الأهالي بتزيين سردشت بأكملها بالبساتين والأشجار المتنوعة.

 

كيف تسير الحياة في سردشت؟

كلنا نعرف سردشت على أنها المنطقة أو المخيم الذي يعيش فيه السكان الذين نسفت منازلهم ودمرت من قبل مرتزقة داعش. لكن هذا غير كافي من أجل تعريفها. لأن الأهالي في سردشت قد جعلوا من موطنهم جنة بالعمل الجاد والجهود الكبيرة التي يبذلونها منذ 8 سنوات. معظم الأهالي سردشت هم من سردشت نفسها، ولكن في الوقت نفسه، تعيش العائلات التي دمرت منازلها في قرى ونواحي ومدن شنكال الأخرى أيضاً في سردشت. كما هناك العديد من العائلات التي قررت مواصلة حياتها في الجبال، وبالتالي قامت ببناء منازل لأنفسهم هناك. في سردشت يتم تلبية جميع احتياجات العائلات بمساعدة مؤسسات وهيئات الإدارة الذاتية. تقوم العائلات نفسها بوظائف وأعمال مختلفة لتكون قادرة على إدارة نفسها لتأمين احتياجاتها وكسب الرزق. وغالباً ما يقوم الأهالي في سردشت بتأمين سبل عيشهم من خلال تربية الماشية وزراعة البساتين، وتحتل زراعة التبغ أيضاً المرتبة الأولى.

 

"جميع أفراد الأسرة يعملون معاً"

الشابة سهو بري التي تستيقظ بشغف وحب كبير كل صباح مع شروق الشمس، وتتوجه إلى البستان وتعمل مع أسرتها، قالت عن حياتها في القرية "بدأنا في شهر حزيران بزراعة هذا البستان وأنا أعمل مع جميع أفراد عائلتي. نحن نسقي البستان حسب احتياجاته، نسقيه إما في المساء أو في الصباح كيلا تجف الخضروات بسبب الحرارة، ونقطف المحاصيل بعد الظهر".

 

"تربة سردشت مناسبة للزراعة"

وعن المحاصيل التي تُزرع في سردشت أوضحت "تربة سردشت مناسبة للزراعة. لذلك يتم زراعة كل شيء فيها تقريباً. في هذا البستان زرعنا خضروات مثل البندورة والخيار والباذنجان والفليفلة والبامية والقثاء والخضروات الورقية وكذلك الفاكهة مثل البطيخ والشمام. كما زرعنا أشجار الفاكهة ونبات دوار الشمس".

 

"عندما نعمل في الأرض تتحسن حالتنا النفسية ونشعر بالطاقة والنشاط"

لفتت سهو بري الانتباه إلى الغرض من الزراعة "في سردشت، يولي الناس المزيد من الاهتمام بالزراعة مع مرور الوقت، ويتم زراعة مئات الأشجار كل عام. هذا يجعلنا سعداء جداً. لأنه إذا ركزنا على الزراعة، فسيكون هناك العديد من التغييرات الجيدة بالنسبة لنا وللطبيعة. على سبيل المثال، لقد زرعنا هذا البستان الآن، صحيح أننا نستفيد منه كمصدر رزق ونتشارك منتجاته مع جيراننا أيضاً، ولكن الأهم من ذلك، هو أننا عندما نعمل في الأرض، تتحسن حالتنا النفسية، وتتحسن طاقتنا ونشعر بالنشاط، لذا فالزراعة مهمة جداً بالنسبة لنا. ولكي نتمكن من جعل شنكال جميلة، يجب على جميع أفراد شعبنا أيضاً أن يعملوا ويفكروا بهذه الطريقة".

 

https://1128498596.rsc.cdn77.org/video/12-08-2022-sengal-bikede-war-dibe%20bihest%20%281%29.mp4