'نضال نسائنا سيطيح بحركة طالبان'
في أفغانستان التي حرمت نسائها من كافة حقوقهن وتم استعبادهن من قبل حركة طالبان، وعلى الرغم من ذلك لم تقف النساء والفتيات مكتوفات الأيدي ولا تزلن تحاولن مواصلة تعليمهن.
بهاران لهيب
كابول ـ أرادت حركة طالبان في اليوم العالمي لمحو الأمية الذي صادف الثامن من أيلول/سبتمبر الجاري، إظهار أنها تؤيد المعرفة وتعلم القراءة والكتابة من خلال وضع ملصقات دعائية.
إن العمل الدعائي الذي تقوم به طالبان لا يؤدي إلا إلى خداع الناس والعالم. نفس الأشخاص الذين يعملون على إعادة بناء الطرق في كابول والمقاطعات الأخرى يدعمون أيضاً اليوم العالمي لمحو الأمية بنفس الطريقة، على الرغم من حرمان ملايين النساء الأفغانيات من مواصلة تعليمهن وعملهن، ويتم استعبادهن. ففرض عليهن الحجاب، حتى أنه تم وصف صوت المرأة بـ "عورة".
لم تبذل الحكومات الاستبدادية السابقة في أفغانستان، أي جهود لتعليم الشعب، وجاء في تقرير "مكتب الإحصاء المركزي الأفغاني" لعام 2009، أن 5.5 مليون امرأة ومليوني رجل و48% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 ـ 12 عاماً، أميون، ولا يلتحق بالمدارس الابتدائية حوالي 2.3 مليون طفل.
وفي العام نفسه، وعدت وزارة التعليم بأن يصبح جميع أفراد الشعب الأفغاني قادرين على القراءة والكتابة بحلول عام 2020. وقيل إنه قد أنفق على هذا القطاع مليارات الدولارات خلال العشرين سنة الماضية، الأموال التي استثمرت في قطاع التعليم، وضعها حفنة من الفاسدين في جيوبهم، واكفتوا ببناء عدة مدارس.
وتقول شهلا فاصل التي كانت طالبة في الصف العاشر عندما سيطرت حركة طالبان على أفغانستان "اضطررت إلى الزواج من أحد أقاربي لكي أنقذ نفسي من الزواج القسري من أحد عناصر طالبان".
وأضافت "أعيش في لوغار، وقد دخلت للتو الصف العاشر عندما استولت طالبان على السلطة. كان أحد أعضاء طالبان يعيش بالقرب من منزلنا، وكان لديه امرأتان ويريد إجبار عائلتي على الزواج مني".
وتابعت "أهلي أعلنوا خطوبتي لابن عمي من أجل إنقاذي منهم، لكن لو أنهم لم يسيطروا على البلاد، لما تزوجت بهذه السرعة، كنت أود مواصلة تعليمي ومساعدة النساء والفتيات المحرومات من معرفة القراءة والكتابة في منطقتنا ويتعرضن للعنف كل يوم"، مشيرة إلى أنها رغم كل ذلك لم تقف مكتوفة الأيدي "حتى بعد زواجي وحرماني من التعليم، لم ألتزم الصمت، وأساعد فتيات منطقتي على القراءة والكتابة".
وقالت في ختام حديثها إن "طالبان تريد تطهير نفسها من الجرائم التي ترتكبها ضد النساء، قد يتم خداع بعض الناس من خلال إعلاناتهم، لكن النساء المطلعات في أفغانستان لم يستسلمن قط للديماغوجيين، في النهاية نضال نسائنا سيطيح بطالبان".