نازحات تؤكدن على أنه بتكاتفهن ستحررن مدينتهن من الاحتلال

أكدت نساء مخيمي واشوكاني وسري كانيه بمدينة الحسكة في شمال وشرق سوريا، على تمسكهن بأرضهن رغم كافة الصعوبات والعوائق التي يواجهونها في المخيمات، وأنه بتكاتفهن سوف تحررن مدنهن من الاحتلال.

دلال رمضان

الحسكة ـ تستمر الدولة التركية ومرتزقتها بشن هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا، فمنذ الرابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، اخترقت أكثر من 15 طائرة مسيرة سماء المنطقة مستهدفة البنى التحتية والمنشآت الخدمية ومحطات للوقود والنفط، ما أسفر عن وقوع ضحايا.

تعرض النازحون قسراً من سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض، القاطنين في مخيمي واشوكاني وسري كانيه بمدينة الحسكة في شمال وشرق سوريا، لهجمات بطائرات مسيرة تابعة للاحتلال التركي، قبيل أيام من حلول الذكرى السنوية الرابعة لاحتلال المدينتين من قبل تركيا ومرتزقتها والذي يصادف التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.

 

 

تقول الرئيسة المشتركة لمخيم واشوكاني ملك صالح "بعد أيام ستحل الذكرى السنوية الرابعة لاحتلال مدينة رأس العين، ومع حلول هذه الذكرى تزداد معاناة ومأساة النازحين في ظل الوضع الصعب الذي يعيشونه بعد حرمانهم من أرضهم ومنازلهم، وفي ظل الهجمات التي يتعرضون لها".

وأوضحت أن معاناة النازحين تزداد مع اقتراب فصل الشتاء، فهم يقطنون في مخيمات مهترئة منذ أربعة أعوام وتحتاج لتغيير، في ظل تقاعس المنظمات عن تقديم المساعدات لهم.

وحول الخدمات المتوفرة في المخيم بينت أنه "يتضمن المخيم عدة مؤسسات خدمية كالمستوصف الذي يقدم إسعافات أولية للمهجرين، ومدارس تضم كافة المراحل، بالإضافة لتواجد مراكز لمؤتمر ستار ودار المرأة ووقف المرأة الحرة، ".

وناشدت المنظمات المعنية بحقوق الإنسان والمجتمع الدولي بالضغط على تركيا لإيقاف هجماتها والخروج من أرضهم "نحن لا نريد دعم المنظمات وتقديم المساعدات، نحن نريد العودة الآمنة إلى مناطقنا، والحد من الهجمات التركية المستمرة".

 

 

وقالت النازحة من مدينة سري كانيه/رأس العين صباح جمعة والتي تقطن في مخيم واشوكاني منذ احتلال تركيا لمدينتها "هاجمتنا تركيا بكافة الطرق الوحشية واللاإنسانية، ولم يسلم منها أحداً، عندما هاجمتنا لم نكن في منزلنا، كنا مجتمعين للخروج بمظاهرة ونصبنا خيمة اعتصام منددة باحتلاله للمدينة، وبدأ بالقصف، فنزحنا من المدينة خوفاً على حياتنا، فلم أشاهد منزلي ولم أجلب معي أي من ممتلكاتي بسبب القصف والهجوم العشوائي".

وبينت أن الاحتلال التركي "استخدم الأسلحة المحرمة الدولية ضد المدنيين العزل والأبرياء والأطفال، وخير مثال على ذلك الطفل محمد والذي احترق نتيجة استخدام الاحتلال للأسلحة الكيماوية".

وأوضحت أن الإدارة الذاتية قدمت للنازحين كافة المستلزمات الصحية والخدمية رغم إمكانياتها المحدودة "الإدارة الذاتية افتتحت هذا المخيم منذ نزوحنا وقدمت لنا كل ما نحتاج إليه من مساعدات، لكن كل ذلك لا يعادل لحظة واحدة من العيش في منازلنا وفوق أرضنا".

وأكدت بأن مطلبهم الوحيد هو العودة الآمنة إلى مناطقهم "نريد العودة إلى منازلنا، والعيش في ظل مشروع الإدارة الذاتية القائم على أخوة الشعوب، لأنه بعد احتلال تركيا للمدينة عملت على تغيير ديمغرافيتها وتوطين المرتزقة فيها وقتل وخطف وسلب منازل الأهالي، وكل ذلك بموافقة جميع الدول الضامنة في المنطقة وبضوء أخضر منهم".

وأضافت "إرادتنا قوية للعودة إلى أرضنا، لن نستسلم يوماً حتى نعود الى مدينتنا ونحررها من رجس الإرهاب والاحتلال، وسنصعد من وتيرة نضالنا ومن فعالياتنا المستمرة المطالبة بالعودة والتحرير".

 

 

وبدورها قالت غزالة حمو وهي من قاطني مخيم واشوكاني "منذ أربعة أعوام ونحن نعيش في هذا المخيم، أنه أمر صعب للغاية، فليس من السهل أن يترك المرء أرضه ومنزله للغرباء ويقطن هو في المخيم".

وأوضحت أن تركيا احتلت المدينة بموافقة دول عديدة، وطالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية بالضغط على تركيا لتحد من هجماتها على شعوب المنطقة، للعيش بسلام على أرضهم.

 

 

ومن جهتها قالت الرئيسة المشتركة لمخيم سري كانيه سلوى أحمد "افتتح المخيم في عام 2021 في حي الطلائع بمدينة الحسكة بعد عامين من افتتاح مخيم واشوكاني بسبب عدم احتواء المخيم للأعداد النازحين الكبيرة".

وأكدت على أن الإدارة الذاتية أخذت على عاتقها مسؤولية افتتاح هذا المخيم رغم الإمكانيات المحدودة والقليلة "يضم المخيم بيوت مسبقة الصنع إلى جانب خيم للعوائل، بالإضافة إلى المرافق الصحية والخدمية والمدارس، مع وجود بعض المنظمات التي تقدم الدعم المعنوي والنفسي للأهالي والتي عددها قليل جداً، وذلك لعدم اعتراف الامم المتحدة بالمخيمين إلى يومنا هذا".

 

 

وعن قصة نزوحها تقول ميساء العلي التي تقطن في مخيم سري كانيه "خرجنا من بيوتنا في 9 تشرين الأول عام 2019 بسبب قصف تركيا الهمجي على المدينة، لقد خرجنا مسلوبي كل شيء، حتى ملابسنا لم نستطع أخذها، بعد نزوحنا استقبلتنا بعض العوائل في مدينة الحسكة ومن ثم انتقلنا إلى المخيم".

 وأوضحت "منذ أربعة أعوام ونحن نعاني في المخيمات ونتحمل كافة الصعوبات في سبيل العودة إلى منازلنا، لم ولن نيأس يوما وسنبقى مصرين على العودة وتحرير أرضنا من تركيا ومرتزقتها، فالمدينة اليوم أصبحت ساحة للقتل والخطف والسلب".

وأكدت أن المرأة هي التي تتحمل دوماً صعوبات مضاعفة وتأخذ على عاتقها المسؤولية الأولى بالدفاع عن أرضها وحريتها "تشارك المرأة اليوم في جبهات القتال وتدافع عن أرضها في سبيل العودة وتحرير أرضها"، مشددة على أنه "من حق الشعوب العيش بحرية وسلام".

ووجهت في ختام حديثها رسالة قالت فيها "لتعلم الدولة التركية ومرتزقتها أن أهالي سري كانيه سيعودون إلى أرضهم منتصرين بكل عزيمة وبتكاتف جميع المكونات والشعوب".