نازحات على خطوط النار تأملن العودة إلى أراضيهن ومنازلهن

تأمل النازحة زهية قاسم التي تعيش في إحدى القرى الواقعة على خط النار في ناحية تل تمر التابعة لمدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا، العودة إلى أرضها ومنزلها.

سوركل شيخو

الحسكة ـ عملت تركيا بعد احتلالها لعدة مدن في شمال وشرق سوريا، على تهجير أهاليها قسراً، ودفعهم للنزوح إلى أماكن أخرى، ليستقر بعضهم في المخيمات التي أنشأتها الإدارة الذاتية أو الاستقرار في القرى البعيدة عن خطوط النار، وبعضهم اضطر للمكوث في القرى الواقعة على خطوط نيران القواعد العسكرية للدولة التركية ومرتزقتها.

زهية قاسم البالغة من العمر 30 عاماً، وهي أم لثلاثة أطفال، اضطرت للنزوح من قرية سيباطية التابعة لناحية تل تمر في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا، والتي قامت تركيا ومرتزقتها باحتلالها، بسبب الهجمات المستمرة والانتهاكات بحق السكان المحليين.

لزهية قاسم قصة معاناة وعمل شاق ومقاومة، فبدلاً من الاستقرار في مخيمات النزوح في شمال وشرق سوريا كغيرها من المهجرين، اختارت الاستقرار على خطوط النار المقابلة لقاعدة منخ التابعة للاحتلال التركي، واختارتها عنواناً لقصة هجرتها.

 

الزراعة مصدر الرزق الرئيسي للقاطنين على خط النار

تقول زهية قاسم التي تقطن قرية باب الخير التي تبعد حوالي 9 كيلومترات غرب قريتها المحتلة، وتعيش مع عائلتين آخرتين، أن الزراعة هي المورد الأساسي ومصدر معيشتهم "تزرع هنا أنواع كثيرة من المحاصيل التي يستفيد منها الناس، خاصة الخضار الموسمية، والقطن، والبطيخ، والذرة، حتى القمح والشعير. كما نزرع بذور دوار الشمس حول محاصيل القطن ونحصدها خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر، ونجففها ثم نستخرجها، ونفصل حبات المعبئة عن الفارغة، ونخزنها لفصل الشتاء"، مشيرةً إلى إنه عمل متعب للغاية.

وعن وصعوبات تأمين المياه تقول وهي تجلس أمام البئر وتقوم باستخراج المياه بالدلو "المياه العذبة قليلة جداً وليس لدينا ما يكفي للشرب، ولأننا على خط النار، صهاريج المياه لا تصل إلينا. الآن نستخدم المياه التي نستخرجها من البئر لتنظيف الفناء ورشه، فهو لا يصلح لغير ذلك مثل الشرب وغسل الملابس، ولكن كيفما كان نتدبر به أمورنا".

 

"المحتلون في بيوتنا، ونحن لاجئون في بيوت الناس"

وعن عودتها إلى موطن طفولتها "نريد العودة إلى القرية، لكن الآن لا نستطيع العودة لأن المرتزقة استقروا في منازلنا. في المقابل، نحن ثلاث عائلات نعيش في بيت صغير من الطين. لأنه في الواقع ليس لدينا أي مأوى غير بيتنا لنعيش فيه. اتمنى أن نعود إلى قريتنا، صحيح أن بيوتنا كلها دمرت، ولكن على الأقل سنعود لنعيش على أرضنا".

وأضافت "لا نريد فقط أن نناشد العالم أجمع لإخراج الاحتلال التركي والمرتزقة من أرضنا، ليس من السهل أن نعيش على خطوط النار في ظل استمرار القصف، إن أطفالنا خائفون. نحن ندعو كل الدول والعالم لمساعدتنا في طرد المحتل من أرضنا لنعود إلى أراضينا، لم نطلب سوى العودة إلى بيوتنا".

من جهة أخرى تقول فاطمة هيشي "إن المرتزقة في الجهة المقابلة لنا، والأطفال يخافون ويبكون عندما يحدث القصف. وبسبب القصف قمنا مرات عديدة بإخراج الأطفال وحملنا مائدة العشاء وركضنا نحو البرية وفي حقول القطن تناولنا طعامنا. أتمنى أن نعود إلى قريتنا. سنعيش في حظيرة الدجاج حتى نبنيها حجراً حجر ونبني بيتاً جديداً".