نازحات إدلب تتهمن "هيئة تحرير الشام" بسرقة مخصصاتهن من المساعدات الإنسانية

تتهم النازحات في مخيمات إدلب ما تسمى بـ "هيئة تحرير الشام" بسرقة مخصصاتهن من المساعدات الإنسانية من خلال فرض نسب كبيرة على هذه المساعدات قبل السماح للمنظمات الإغاثية بتوزيعها على النازحات.

هديل العمر

إدلب ـ منذ ستة أشهر، لم يتلقى "مخيم الأرامل" الواقع بالقرب من بلدة عقربات في إدلب، أي مساعدات إنسانية تذكر بعد رفض قاطنات المخيم الضرائب والإتاوات التي تفرضها "هيئة تحرير الشام" على المساعدات المقدمة إليهن.

تقول رولا سعد (35) عاماً اسم مستعار لإحدى قاطنات المخيم إن مخيمهم تلقى دعم نقدي من إحدى المنظمات الإنسانية لكل عائلة على مدى ثمانية أشهر، مضيفةً أن قاطنات المخيم تفاجئن بنقص في المبالغ في الشهر الثالث من توزيع المنح النقدية، ليتبين أن ما تسمى بـ "مديرية التنمية" وهي إحدى مؤسسات "حكومة الإنقاذ" التابعة لهيئة تحرير الشام، اشترطت حصولها على نسب من هذه المساعدات مقابل السماح للجهة المانحة استكمال عملها.

وأشارت إلى أن النازحات رفضن هذه الممارسات من خلال حملات احتجاج أمام مبنى المؤسسة التي تسعى لمقاسمة النساء لقمة عيشهن وعيش أطفالهن، لافتةً إلى أن المخيم لم يتلقى بعدها أي مساعدات إنسانية تذكر على مدى ستة أشهر، في إشارة إلى منع "هيئة تحرير الشام" المنظمات الإنسانية العاملة في إدلب، تقديم المساعدات إلى المخيم.

وتعاني نساء ومعيلات في مخيمات إدلب، من ظروف معيشة واقتصادية مزرية، زاد من حدتها تسلط "هيئة تحرير الشام" على المساعدات المقدمة لهن والتي لا تسد الرمق أصلاً.

لم يكن مخيم "الكرامة" التابع لبلدة دير حسان، أفضل حالاً من سابقه، حين قطعت عنه جميع المساعدات الإنسانية بما فيها الماء والخبز، وذلك بعد أن حولت "هيئة تحرير الشام" هذه المساعدات إلى مخيم مجاور تابع لهم.

بدورها قالت ولاء اليوسف (42) عاماً وهي نازحة من مدينة معرة النعمان، إن أوضاع النساء الاقتصادية والمعيشية باتت مزرية في المخيم بعد توقف الدعم عنه، علماً أن غالبية سكان المخيم من الأطفال والنساء اللواتي تفتقرن إلى المعيل.

وأضافت أن جميع المساعدات الإنسانية التي كانت تصلهم قطعت وتحولت إلى مخيم مجاور بني حديثاً، وتشرف عليه "هيئة تحرير الشام" على اعتبار أنه تابع لهم، مشيرةً إلى أن مؤسسات "هيئة تحرير الشام" المشرفة على ملف النازحين والشؤون الإغاثية، تقوم بتوزيع المساعدات الإنسانية لمخيمات دون أخرى، وذلك بحسب سياستها ومصالحها التي تكون على حساب النازحين.

وأوضحت ولاء اليوسف أن انقطاع مادتي الخبز والماء عن المخيم الذي تقطنه، زاد من أعباء المعيلات اللواتي تعتمدن على هذه المواد بشكل أساسي في تأمين الحد الأدنى من المقومات الأساسية للحياة.

من جانبها، أكدت شيماء الحسن (38) عاماً إحدى العاملات في المجال الإغاثي في مخيمات النازحين، على أن "هيئة تحرير الشام" تتدخل بعمل المنظمات والفرق التطوعية وإملاء شروطها وأحكامها على العمل الإنساني المتعلق بالمساعدات الإغاثية في المنطقة.

وأوضحت أنها لاحظت تمييز كبير في آلية توزيع المساعدات الإنسانية، أي أن هناك مخيمات تتلقى دعم ومساعدات من العديد من المنظمات، في حين توجد مخيمات أخرى لم تتلقى أي نوع من المساعدات منذ عدة أشهر.

ولفتت إلى أن المساعدات الإنسانية تكون مخصصة للفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع كالنساء والأطفال وكبار السن، إذ أن عدم وصول المعونات إلى هذه الفئة سيزيد من الحالة الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها النازحين وخاصةً النساء منهم في المخيمات العشوائية النائية.

وشددت على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية للفئات الأكثر احتياجاً لها، وذلك من خلال إشراف المنظمات الدولية على آلية توزيعها وإيصالها إلى الفئات الأكثر تضرراً من تبعات النزوح.