نازحات إدلب: ليس للأمن والاستقرار وجود في المناطق التي احتلتها تركيا

طالبت نازحات مدينة إدلب بانسحاب تركيا من الأراضي السورية المحتلة وعدم تدخلها بشؤون البلاد، مؤكدات على ضرورة التكاتف ووحدة الشعوب لحل الأزمة السورية.

روبارين بكر

الشهباء - أكدت نازحات إدلب في بلدة تل رفعت بمقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، بأن تركيا ليست إلا دولة محتلة وأينما حلت يرافقها الدمار والانتهاكات، مطالبات كافة أهالي إدلب وجميع السوريين بالوقوف أمام سياسات تركيا الاحتلالية.

يمارس الاحتلال التركي سياسة الإبادة بحق السكان الأصليين ومهجري عفرين وغيرهم من النازحين القاطنين في بلدة تل رفعت عبر التهديدات بشن عمليات عسكرية على العديد من مناطق شمال وشرق سوريا وهددت مؤخراً باحتلال منبج وتل رفعت، بذريعة إنشاء منطقة آمنة على الحدود بعمق 32 كم.  

 

لماذا تل رفعت؟

لأن بلدة تل رفعت تعد ذات أهمية استراتيجية كونها تقع على خط عفرين وتشرف على مطار منغ، وتقع على بعد 35 كم على الطريق الدولي الممتد من مدينة عينتاب إلى مركز محافظة حلب.

وتتعرض مدينة تل رفعت التي تعد ملجأ للعديد من العوائل السورية النازحة من إدلب، والباب، وإعزاز، وجرابلس بشكل مستمر للقصف التركي والتهديدات بالاحتلال.  

سعاد أحمد هي نازحة من إدلب وتقطن في بلدة تل رفعت تقول إنه "عندما احتلت تركيا مدينة إدلب تغيرت الحياة، ولم يعد فيها أمان، وضاقت علينا سبل العيش، لذلك نزحنا إلى مقاطعة عفرين للبحث عن الأمان والاستقرار".

وأضافت "المكان الذي تسيطر عليه تركيا يفتقد للأمان والاستقرار لذلك رفضنا العيش تحت الاحتلال في إدلب وكذلك في عفرين التي نزحنا إليه، لذلك توجهنا نحو تل رفعت ولن نقبل بالعودة إلى إدلب إلا أن تتحرر".

عن أحوال القاطنين في تل رفعت بعد تهديدات تركيا باحتلالها قالت "شعرنا بالخوف من النزوح مرة أخرى وكنا قد جربنا ذلك من قبل، والهجمات المستمرة على تل رفعت زرعت الخوف في قلوب الأطفال الذين لا يكفون عن البكاء كلما سمعوا صوت القصف".

كما طالبت سعاد أحمد برحيل تركيا من أراضيهم "فلترحل تركيا من أراضينا ونحن سنكون بألف خير"، مشيرةً إلى أن مطالبهم تتمثل بخروج تركيا من كافة المناطق المحتلة وليس من إدلب فقط، منددةً بسياسة الاحتلال التركي "تركيا دولة محتلة، فتاريخها مليء بالانتهاكات لذلك النصر سيكون حليف الشعوب المطالبة بالحرية، وليس لدولة تسعى للتوسع على حساب أمان الشعوب".

أما النازحة نغم الأحمد فتحدثت عن فترة نزوحهم من إدلب "نحن أهالي إدلب مشردون منذ حوالي 10 سنوات وسبب تشردنا هو المحتل التركي"، مشيرةً إلى أنهم يعملون بالزراعة لكسب قوت يومهم ورغم صعوبة حياة النزوح إلا أنهم راضين بها ولا يرغبون بالعودة إلى إدلب طالما تسيطر عليها تركيا ومرتزقتها.

وطالبت الدول الضامنة والمتدخلة في الشأن السوري بـ "عدم التدخل بشؤوننا، نستطيع نحن الشعب السوري حل الأزمة بأنفسنا دون تدخلهم فمصالحهم تزيد من تعقيد الوضع... نرفع صوتنا مع صوت أهالي إدلب المتبقين هناك بأن ينتفضوا أمام سياسات المحتل التركي وأن نتكاتف لنستطيع طرد تركيا ومرتزقتها من كافة أراضينا".

ومن جانبها أكدت النازحة فاطمة محمد "لولا وقوف الإدارة الذاتية بجانبنا لكان حالنا أسوء من ذلك بكثير، في ظل ما تعيشه المنطقة من صعوبات"، مؤكدةً رفضهم لتهديدات تركيا ومساعيها لاحتلال أجزاء جديدة من أراضيهم.

فيما بينت صباح حسن أن "تركيا تستهدف المناطق الآمنة فعندما كنا في ناحية جنديرس بعفرين عملنا بالزراعة واستقرت أحوالنا إلا أن المحتل التركي هاجم المدينة وهجر أهاليها"، مشيرةً إلى أنه "نعيش في تل رفعت منذ نحو 5 سنوات وخلال هذه الفترة لم يهدأ القصف علينا"، متسائلةً "أين سنذهب إن هاجمت تركيا هذه المناطق؟".

وطالبت الدول المتدخلة بالشأن السوري بالخروج من سوريا "القضية السورية هي قضيتنا ونحن شعبها نستطيع إيجاد الحل لها، الأراضي السورية لنا وستبقى لنا وفي النهاية إرادة الشعوب سوف تنتصر".