ناشطة: العنف ضد المرأة مستهدف وممنهج وهيكلي

أكدت الناشطة شيمن جوانرودي أن العنف في معظم الدول ممنهج ويجب استئصاله، ونتيجة لذلك لا يوجد نشاط كبير للقضاء على هذا العنف، لأن المجتمع الأبوي والنظام الرأسمالي لا يستفيدان من القضاء على العنف ضد المرأة.

مجده كرماشاني

مركز الأخبار ـ تستهدف حرب القوى الرأسمالية المرأة في كل ركن من أركان العالم وتتعرض للعنف من قبل رجال متعطشين للسلطة يتربعون على قمة السياسة، وتواجه النساء أثناء الحرب القتل والجوع والتشريد والعبودية، وحتى في البلدان الخالية من الحروب، تتعرضن لكافة أشكال العنف أبرزها العنف الجنسي والنفسي وغيرها.

أكدت الناشطة النسوية شيمن جوانرودي أن مناهضة العنف تتطلب تخطيط شامل واعتماد سياسات حكومية، مشيرةً إلى الحرب بين الحكومات وإساءة معاملة النساء واغتصابهن لإضعاف القوة المتبادلة "إن معظم الحروب التي اندلعت أثناء احتلال دولة أخرى، كان الجنود والقوات المعتدية يغتصبون النساء لإضعاف وإذلال القوة المعارضة وهذه الذهنية الرأسمالية والعنف أصبحت تشكل تهديداً خطيراً ضد المرأة".

ولفتت إلى أن "العنف الجسدي أو قتل المرأة من أشكال العنف التي كانت تتعرض لها منذ بداية الحياة، ونظرة الرجال السلبية تجاه المرأة جعلتها تواجه العنف النفسي الأمر الذي زرع في داخلها الشعور بالخوف، ففي إيران أصبح الحجاب الإلزامي والقوانين الصارمة المطبقة على المرأة أحد العوائق التي تحول دون تواجدها في مواقع صنع القرار أو المشاركة في كافة مجالات الحياة".

"هناك حاجة إلى حكومة ديمقراطية للتخطيط"

وبينت شيمن جوانرودي أن "هناك حاجة إلى حكومة ديمقراطية للتخطيط. إن العنف في معظم البلدان الديكتاتورية والاستبدادية مستهدف ومنهجي وهيكلي، ونتيجة لذلك، فإنهم لا يفعلون الكثير للقضاء على أعمال العنف، لأن المجتمع الأبوي والنظام الرأسمالي لا يرى أي فائدة من القضاء على العنف ضد المرأة. القوانين التي يجب تنفيذها في دولة ديمقراطية هي تلك التي تعتبر استراتيجية وتطبق قضايا العنف والمرأة والمساواة، بحيث يتم وضع المرأة على مستوى أعلى من الإدارة مثل الإدارة السياسية والاقتصادية وما إلى ذلك، لكن العنف ضد المرأة مستهدف، أي أنه يسيطر عليها".

وفيما يتعلق بالقضاء على أشكال العنف مثل العنف الأسري، تقول "إذا أرادت الحكومة حل مشكلة العنف الأسري، فعليها حلها من الجذر والبنية، ونتيجة لذلك، هناك خطط تحتاج إلى الإعلام والتثقيف، ولكن لا تمتلك أي دولة الشجاعة لتطبيق المساواة بين الجنسين بشكل عملي، لأن كل واحد منهما يواجه العنف ضد المرأة بناءً على السياسات والقوانين التي ينفذها، لذلك يجب على النساء أن تحاربن الأفكار والآراء المهينة".

وأضافت أن المجتمع أيضاً يحول دون مشاركة المرأة وحتى الأخيرة لا تملك الشجاعة للمشاركة في مواقع صنع القرار، على الرغم من محاولتها، فإذا أرادت أن تفعل ذلك لا ترى أن لها القدرة على تولي الإدارة، فإن ثقافة المجتمع تعيد اضطهاد المرأة بسبب طبيعتها الهادفة والبنيوية والممنهجة.

عقلية المجتمع تتقبل هذا النمط من العنف ضد المرأة

وأشارت شيمن جوانرودي إلى أنه على الرغم من جهود الناشطين/ات في مجال حقوق المرأة ومناهضة العنف، إلا أن جرائم القتل والعنف لا تزال في تزايد، مضيفةً "قتل النساء يصبح مباح تحت اسم "الشرف"، أي أن الأمر ليس مثل القتل. يجب أن نحاول إلغاء هذه المفاهيم الخاطئة لأنها تجعل المجتمع يتقبل هذا النمط من العنف ضد المرأة، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة معدل جرائم قتل النساء، لأن معظم العائلات تستغل هذه الفرصة لتقتل بناتهم أو الرجل يقتل زوجته في حال خالف الأخيرة القواعد التي تفرضها العائلة عليها".

وبينت أنه حتى إذا تم تقديم شكاوى ضد الجرائم التي ترتكب تحت اسم "الشرف" يُغلق الملف ولا يُعاقب الجناة في محكمة عادلة، وهذا يعني السياسة التي اتبعتها الحكومات والنظام الأبوي والرأسمالي لقمع المرأة، ونتيجة لذلك، فهو متجذر بنيوياً في جميع المجتمعات، وخاصة في إيران، كما أن قتل النساء متأصل في ذهنية المجتمع.