ناشطات مصريات: وحدات حماية المرأة تنظيم الضرورة للدفاع عن النساء

قالت ناشطات نسويات مصريات أن وحدات حماية المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا، التي آثرت خوض المعارك من أجل حماية النساء

أسماء فتحي

القاهرة ـ قالت ناشطات نسويات مصريات أن وحدات حماية المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا، التي آثرت خوض المعارك من أجل حماية النساء، ولدت من رحم الأزمة فأصبحت هذه القوة قادرة على الدفاع عن نفسها وعن المجتمع. 

غيرت المرأة في وحدات حماية المرأة التي تدربت على السلاح والفكر النير الصورة النمطية عن النساء وقدراتهن، ليس في شمال وشرق سوريا فقط بل وفي العالم أجمع، بعد أن تحدين المجتمع الأبوي والتابو المتعلق بحمل المرأة للسلاح.

قالت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية فاديا كيوان، أن وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا تعكس إلى حد كبير الواقع الذي يتم الحديث عنه دائماً في مجال حماية النساء من كل أشكال العنف، ومنه الذي يرافق النزاعات المسلحة والحروب وتداعياتها.  وأوضحت أن الأحداث المتتالية قد أظهرت في العديد من الدول ومنها بعض الدول العربية التي عصفت بها نزاعات مسلحة أن هناك استعمال للعنف الممنهج ضد المرأة، لذلك من الطبيعي أن يكون هناك ردة فعل مثل تأسيس وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا.

 

"حماية النساء جزء أساسي من عمل اللجان الشعبية في ثورة يناير المصرية"

ولفتت فاديا كيوان إلى أن وحدات حماية المرأة تذكرها بما حدث في مصر أيام الثورة، حينما كان هناك توجه لاستخدام العنف الممنهج ضد النساء المشاركات في الاحتجاجات التي عمت البلاد في تلك الفترة، مؤكدةً أن نتيجة تلك الممارسات التي تستهدف نساء مصر، شكل الشباب والفتيات لجان في الأحياء لحماية النساء عند تنقلهن، من أجل منع التعرض لهن، لافتةً إلى أن هذه المبادرات تعكس الحاجة إلى مؤسسات رسمية تحمي الجميع، وكذلك تشديد العقوبات بحق المرتكبين لمثل تلك الجرائم المرتبطة بمختلف أشكال العنف الممارس على النساء، وبخاصة ما يحدث في ظل النزاعات والحروب.  

 

"وحدات حماية المرأة وليدة رغبة النساء في حماية أنفسهن"

فيما ترى مسؤولة الرصد والتوثيق في مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية أسماء رمزي أن النساء عادة ما يدفعن ضريبة مختلف الأزمات، وهو ما حدث بصيغة أخرى في مصر أثناء ثورة يناير 2011، حينما تكاتف الجميع وتشكلت اللجان الشعبية التي كانت حماية النساء أحد أهم أدوارها.

تقول أسماء رمزي أن وحدات حماية المرأة خرجت لمواجهة العنف الممنهج الواقع على النساء في شمال وشرق سوريا من مرتزقة داعش وغيرها، وهو نتيجة طبيعية للأزمة القائمة، موضحةً أن هذه الوحدات خرجت بالمرأة من الصورة النمطية المأخوذة عنها لتتمكن بشكل كامل من كسر سلطة المجتمع الأبوي المسيطر، واستطاعت النساء حمل السلاح والدفاع عن أنفسهن بأنفسهن لحاجتهن ذلك.

فيما اعتبرت مديرة مشروع مناهضة العنف ضد المرأة بمؤسسة قضايا المرأة نورا محمد، أن تجربة وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا خاصة، وناتجة عن ظروف الحرب في سوريا، وما تتعرض له المرأة من استغلال بصور عديدة.

وأوضحت أن النساء دفعن الضريبة في مواجهة مرتزقة داعش، والأزمات التي تمر بها البلاد، وكن الأكثر تأثراً وتضرراً بتلك الأحداث، فلم يجدن أمامهن سوى الدفاع عن أنفسهن.

كما أشارت إلى دور الشرطة النسائية في مصر في الدفاع عن النساء، معتبرةً أن هذا الدور منقوص لذلك شددت على ضرورة تقديم دور أكبر في حماية المرأة.