ناشطات أفغانيات: سنواصل النضال حتى نيل حقوقنا

لم تستسلم المرأة الأفغانية رغم القيود المفروضة عليها، وحرمانهن من حقوقهن الأساسية، وتسعين بكل السبل لاستعادة تلك الحقوق متحديات قوانين وانتهاكات حركة طالبان.

بهاران لهيب

كابول ـ لقد كانت النساء والفتيات أول ضحايا حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان، فحرمن من حق الدراسة والعمل وممارسة الرياضة والسفر بحرية، إلا أن النساء وقفن ضد تلك الانتهاكات والقوانين والقيود الرجعية، واحتججن بطرق مختلفة.

اعتبرت الناشطات أنه من أهم التكتيكات في محاربة طالبان رفع الوعي والمعرفة بين النساء، فبادرت عدد من الناشطات والمتعلمات إلى إنشاء مكاناً للدراسة والتوعية يسمى "مكتبة المرأة" في كابول العاصمة الأفغانية، بقيت حركة طالبان تراقب عضوات المكتبة منذ الأيام الأولى لتأسيسها، وبعد بضعة أشهر اضطرت هؤلاء الناشطات إلى إغلاق المكتبة.

وحول الأسباب الكامنة وراء إغلاق المكتبة تقول عضوة مكتبة المرأة وعضو قيادة "الحركة العفوية للناشطات في أفغانستان" جوليا بارسي "افتتحنا مكتبة المرأة منذ ستة أشهر ونصف كان وجود الفتيات واهتمامهن بالدراسة كبيراً، ولكن طاردتنا حركة طالبان بجدية بعد الاحتجاج الذي شهدناه أمام جامعة كابول بسبب إغلاق أبواب الجامعة، أراد عناصر طالبان اصطحابي أنا وصديقتي ليلى باسم، تمكنا من الفرار بمقاومة شديدة".

وأوضحت أنه تم ملاحقتهن يومياً "قاموا بإغلاق مكتبتنا مرتين، المرة الأولى بحجة عدم وجود ترخيص رسمي، وفي المرة الثانية لم نكن نعرف السبب، في كل مرة حل صاحب المكان المشكلة لنا، منذ حوالي 20 يوماً، ذهبت ليلى لإبلاغ عضوات المكتبة بأن طالبان سيذهبون إلى المكتبة ويفتشونها، فاختبأت العضوات تحت طاولة المكتبة إلى حين مغادرة عناصر طالبان".

وأضافت "التهديدات التي كنا نتعرض لها ازدادت يوماً بعد آخر، ولأن حركة طالبان لا يقبل بتعليم الفتيات والنساء وفتح أبواب المدارس أمامهن، اعتبرت المكتبة إحدى طرق النضال، لقد خلقنا للفتيات والطالبات بيئة مواتية للدراسة، ولكن للأسف لم تسمح لنا طالبان بذلك، لذلك اضطررنا إلى إغلاق المكتبة".

وعن المشاكل الأمنية الشديدة التي تواجهها هي وصديقاتها، تقول "عندما أغلقت المكتبة نقلنا الكتب، لقد تعرضت وصديقاتي للتهديد بالقتل، لا أستطيع العيش في منزلي، هذا الوضع الأمني ​​السيئ يؤثر على غالبية النساء في أفغانستان، خاصة المحتجات والناشطات".

وأوضحت أنه على الرغم من المشاكل الأمنية والاقتصادية، لم تستسلمن واستمرين بالنضال "سنواصل النضال وتعليم الفتيات، تريد طالبان إقصاء النساء من المجتمع، لكننا سنفشل مخططاتهم، وسنواصل احتجاجاتنا في الشوارع".

ومن جانبها تقول عضوة مكتبة المرأة جميلة أحمدي "بعد حكم طالبان، فُرض العديد من القيود على النساء، لقد حرمن من حقوقهن الأساسية، منها حق التعليم والعمل، وفي ظل حالة القهر واليأس أنشأنا "مكتبة المرأة" كان الغرض من إنشاء هذه المكتبة تعليم الفتيات، لقد واجهنا في الشهرين الماضيين العديد من التهديدات والمشاكل وأجبرونا على إغلاق مكتبة المرأة".