ناجية إيزيدية تروي ما شهدته من انتهاكات في عفرين المحتلة

امرأة إيزيدية فارة من مدينة عفرين المحتلة إلى مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، تروي ما تتعرض له النساء من انتهاكات وتعذيب على يد الاحتلال التركي ومرتزقته.

روبارين بكر

الشهباء - مقاطعة عفرين المحتلة بشمال وشرق سوريا تعاني من انتهاكات وسياسات ممنهجة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، وهو السبب وراء نزوح أعداد كبيرة من العوائل لحماية النساء والفتيات من هذه الانتهاكات وللحصول على الأمان الذي سلب منهن.

الناجية الكردية الإيزيدية (ر. ج) من أهالي قرية باصوفان بناحية شيراوا في مقاطعة عفرين المحتلة، هربت إلى مقاطعة الشهباء بعد أن تعرضت للاعتقال على يد مرتزقة الاحتلال باحثةً عن الأمن والاستقرار.

 

"الاحتلال ومرتزقته يصفون الإيزيدين بالكفار ويرون أن قتلهم حلال"

أكدت (ر. ج) بأنه "منذ اليوم الأول لاحتلال منطقة عفرين على يد تركيا ومرتزقتها، وهي تمارس كافة أشكال الانتهاكات بحق الأهالي من قتل وخطف وتعذيب واغتصاب، وكذلك قطع الأشجار وتدمير مزاراتنا الخاصة بالديانة الإيزيدية، كل ذلك بهدف تهجيرنا من أرضنا، والقرى التي يقطنها المكون الإيزيدي تكون أكثر عرضة لهذه الانتهاكات، ولأنهم لا يتقبلون وجودنا في عفرين وبهدف تهجيرنا منها كانوا يصفوننا نحن الإيزيدين بالكفار ويرون أن قتلنا حلال".

أضافت "خلال الخمسة أعوام التي احتلت فيها تركيا عفرين لم نجد الأمان والاستقرار والسلام على أرضنا، وفقدت المدينة جميع مقومات الحياة ولن تعود كما كانت عليه، كما أن الاحتلال يسعى لبناء منطقة جديدة يجسد بها سياسته وفكره العثماني لذلك شرع في بناء المستوطنات بعد أن دمر غالبية المواقع الأثرية التي تُعرف عن جغرافية وتاريخ مقاطعة عفرين".

 

"المرأة في عفرين تتعرض لنفس الانتهاكات التي تعرضت لها نساء شنكال"

أكدت أن المرأة في عفرين أكثر الفئات تضرراً بسبب انتهاكات الاحتلال ومرتزقته "على خلفية حجج واهية تتعرض النساء في عفرين للانتهاكات وخاصة الفتيات القاصرات، فقد رأيت أفراد من مرتزقة الاحتلال يقومون باغتصاب طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات تقريباً، كما قاموا أيضاً باغتصاب امرأة تبلغ 70 عاماً، هذه الجرائم والانتهاكات تؤكد أن الاحتلال والفصائل التي يدعمها لا تختلف كثيراً عما كان يمارسه تنظيم داعش الإرهابي بحق النساء في شنكال".

ولفتت إلى أن الأطفال أيضاً لم يسلموا من الظلم والانتهاكات "الأطفال يحرمون من كافة حقوقهم في عفرين المحتلة، كما أنهم يتعرضون للقتل والخطف والتعذيب، كما يقوموا المرتزقة بخطف الأطفال مع أمهاتهم حتى يروا كل ما يمارسونه بحقهن، ليعيش هؤلاء الأطفال مرارة هذه الانتهاكات مع أمهاتهم".

 

"يجب على المنظمات الحقوقية رفع الستار عن هذه الانتهاكات"

قالت (ر. ج) "حالات النهب والسرقة في عفرين كثيرة فمرتزقة الاحتلال يشرعنون لأنفسهم الحصول على كل ما يريدون تحت ذرائع وحجج كاذبة، فهم استولوا على أملاكنا من أراضي زراعية ومنازل ومحال، لذلك غالبية الأهالي يقطنون خارج منازلهم".

تابعت "الانتهاكات كثيرة هناك والناس يعانون من ظلم كبير، على الرغم من أن الكثير من وسائل الإعلام والمناشدات الشعبية فضحت هذه الانتهاكات، إلا أن المنظمات الحقوقية والإنسانية لم تلتزم بدورها في الدفاع عن حقوق الإنسان بل فضلت الصمت والتستر على فاعلي هذه الانتهاكات، يجب عليها رفع الستار وإعلاء معاناة الناس والخروج عن هذا الصمت الذي يفاقم من معاناتهم، الناس هناك ليس لهم ذنب سوى أنهم من المكون الكردي فأين العدالة والحقوق والإنسانية".

وعن المساعدات الإنسانية المخصصة لمقاطعة عفرين أوضحت "دخلت الكثير من المساعدات إلى المنطقة بهدف توزيعها على الأهالي بعد وقوع كارثة الزلزال، ولكنهم لم يحصلوا ولو على شيئاً بسيط منها، لأن المرتزقة قاموا بتوزيعها على ذويهم وعوائلهم فقط".

 

"اعتقلت مرتين على يد مرتزقة الاحتلال التركي"

لم تسلم (ر. ج) من جملة الانتهاكات "تم اعتقالي مرتين على يد مرتزقة الاحتلال التركي، ولم أكن أعرف إلى أين تم اقتيادي أو حتى مكان السجن الذي كان يوجد فيه أكثر من 60 امرأة من المكون الكردي بالإضافة لعدد من الأطفال المعتقلين، كانوا يمارسون بحقنا أشد أنواع التعذيب من الناحية النفسية والجسدية، ورأيتهم كيف يقومون باغتصاب النساء"، وأضافت "تم اعتقالي بهدف إجباري على دفع مبلغ مالي لمرتزقة الاحتلال، ولأنني لا أمتلك هذا المبلغ قاموا بالإفراج عني بعد شهر ونصف من الاعتقال".

وعن هروبها من عفرين "لم أستطع تحمل هذه الانتهاكات والسياسات التي يمارسها الاحتلال التركي في عفرين لذلك قررت الهروب، وعندما وصلت إلى مقاطعة الشهباء وجدت الأمان والاستقرار الذي تحلم به كل امرأة في عفرين، والجهات المعنية في المقاطعة لم تتوانى عن مساعدتنا فقد قدمت لنا ما نحتاجه كما وأمنت لنا منزلاً يأوينا".

وناشدت (ر. ج) كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية بإرسال لجان تقصي الحقائق وجهات إعلامية إلى عفرين المحتلة للكشف عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي ومرتزقته بحق منطقة عفرين وسكانها ومحاسبتهم.