نادي "الإعلاميات الفلسطينيات" وسيلة لخرق التابوهات المغلقة

أكدت مديرة مكتب فلسطينيات في قطاع غزة منى خضر على أن "نادي الإعلاميات الفلسطينيات يشكل وسيلة لاختراق التابوهات المغلقة".

رفيف اسليم

غزة ـ لم تكن الحاجة لمكان يجمع الصحفيات ويوحدهم مسألة أتت من محض الصدفة، بل كان هناك مطلب لعدد من النساء المبدعات في إيجاد حاضنة لهن، تضم تخصصات مختلفة كالكتابة الصحفية والإبداعية والإخراج والمونتاج وعدد آخر من المجالات، من هنا جاءت فكرة تأسيس نادي "الإعلاميات الفلسطينيات".

تقول مديرة مكتب فلسطينيات في قطاع غزة منى خضر أن نادي الإعلاميات هو واحد من برامج المؤسسة الذي أنشأ قبل 13 عام ليكون بمثابة حلقة وصل بين الصحفيات القدامى والجدد، لتبادل الخبرات وتقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، مشيرةً إلى أنه عند تأسيس النادي لم يكن لمكتب فلسطينيات مقر فتمت استضافتهم في مقر إعلاميات الجنوب حتى استطعن التغلب على تلك المشكلة.

ولأن الإدارة الجيدة سمة من سمات نجاح العمل سعت منى خضر أن يكون عمل النادي منظم من خلال لائحة وضعتها هي والعضوات المؤسسات كما تم وضع اللائحة الداخلية والأنظمة والأهداف والرؤية الاستراتيجية، مضيفةً أن جميع الخطوات السابقة تمت بعد عدة جلسات تشاورية بين العضوات ومن رغبن بالانضمام للنادي أيضاً ليتم الاتفاق بشكل نهائي على الاسم واللجنة الاستشارية.

وتعتبر أولى الأنشطة التي نفذها النادي بحسب منى خضر هو لقاء التجربة الصحفية ففي كل أسبوع كانت تجتمع الصحفيات لتبادل الخبرات، كما تم توفير فرص عمل للصحفيات ضمن عدة مشاريع كالكتابة بنظام القطعة لأكثر من 25 صحفية بالعام أو التشبيك مع المؤسسات الإعلامية لاستيعابهن على بند التشغيل الموقت، لافتةً إلى أنه في نهاية كل عام تنعقد جلسة لدراسة المشاكل والتحديات واحتياجات تلك الصحفيات للعمل على حلها في العام المقبل.

وأكدت على أن النادي ليس بديل عن نقابة الصحفيين بل هو جزء من ذلك الجسم الذي يسعى باستمرار إلى تعديل الواقع من خلال الضغط لإجراء الانتخابات وتقديم حلول عملية للإصلاح، منوهةً إلى أنه بعد اخفاق بعض المحاولات السابقة تم التركيز للعمل مع الصحفيات بشكل منفرد لتمكينهن نقابياً ليستطعن نيل حقوقهن وتحقيق التوازن بين أعضاء النقابة.

"نادي الإعلاميات يشكل حالة لاختراق التابوهات المغلقة" بهذه الجملة ردت منى خضر عندما تم سؤالها عن الهدف من إنشاء النادي، موضحة أنه تم تدريب الصحفيات على أن المرأة تستطيع فعل كل شيء وحدها دون الاستعانة بالرجل، وهذا ما تم تطبيقه بشكل عملي خلال إنتاج برنامج تلفزيوني من النساء للنساء بداية بالكتابة وحتى مرحلة التقديم والاخراج والمونتير والتصوير.

وترى منى خضر أن جهود النادي بهذا المجال تحديداً لم تذهب سدى فقد استطاعت الصحفيات العمل في كافة المجالات، مشيرةً أن من وجهة نظرها المرأة يجب أن تعطى فرص أكبر لامتلاكها نظرة مختلفة عن الرجل في رؤية القضايا لكونها تستطيع صياغة الأسئلة من جانب نسوي وتقدير الوضع الإنساني الذي ستؤول إليه الأمور.

ولفتت الانتباه إلى أن أهم ما يميز نادي الإعلاميات هو التكاملية في تقديم الخدمات بالإضافة إلى العديد من الدورات في المجال الإعلامي كصناعة القصص والقصة الرقمية والإلقاء والكتابة النسوية وتقارير المسائلة، يتم التنوع في اختيار المجالات ما بين الرياضة والاقتصاد والسياسية وغيرها، مضيفةً أن هناك أيضاً خدمات الدعم النفسي التي تعتبر حاجة ملحة في ظل العيش تحت وطأة الاحتلال ومعايشة ظروف اقتصادية وسياسية صعبة للغاية.

وعن اختيار الملتحقات بتلك الدورات تشير منى خضر أن الاختيار يتم عن طريق إرسال السير الذاتية أو الأعمال السابقة من خلال صفحة النادي عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أو البريد الإلكتروني ليتم دراسة الطلبات واختيار الصحفيات الأنسب للاستفادة من كل دورة تدريبية على حدا، موضحةً أنه يراعي التنوع وأن لا تستفيد الصحفية من برنامجين أو دورتين متتاليتين.

وأوضحت أن النادي في الوقت الحالي يضم حوالي 600 عضوة والانضمام مفتوح للصحفيات ولخريجات كليات الإعلام في قطاع غزة للاستفادة من الخدمات المقدمة بشكل متواصل طوال العام والتي تعتبر الاستشارات القانونية للتوعية بحقوقهن أهمها من خلال العمل بالشراكة مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومركز الميزان لحقوق الإنسان لتقدم تلك المعلومات من مصادرها وأشخاص ذات خبرة.

وأكدت منى خضر أن من أهم مهام النادي هو الوقوف بجانب الصحفيات اللواتي يتعرضن لفصل تعسفي من وظائفهن وكذلك التصدي لأي تميز قد يقع ضدهن، من خلال عقد الجلسات ومساءلة الجهات المناطة بذلك، مختتمة أن مهام النادي وتحدياته تزداد مع ارتفاع نسبة خريجات الإعلام من الجامعات الفلسطينية لتتمكن تلك الأجيال من إيجاد حاضنة حقيقة لهم تقدم كافة أنواع الدعم وتساعدهن على مد جسور التواصل مع الجهات المختلفة.