"مواقع التواصل الاجتماعي" ترفض مشاركة أحداث العدوان على غزة

يستخدم سكان قطاع غزة والمتضامنين معهم حول العالم مواقع التواصل الاجتماعي لنقل صورة العدوان كاملة وتوضيح الأهداف التي تقصفها الطائرات الإسرائيلية وهي عبارة عن بيوت سكنية للمدنيين

رفيف اسليم
غزة ـ ، ووسائل نقل متحركة، ومؤسسات خدماتية وطبية، ومراكز ثقافية، إضافة لبعض الأراضي الزراعية، وقد تم الاستعانة بتلك المواقع (توتير، انستغرام، فيسبوك) بعد أن أثبتت فعاليتها بالوصول لملايين المستخدمين حول العالم.
لكن إدارة تلك المواقع لم يرق لها التحدث عما يحدث في قطاع غزة، لذلك عملوا على محاربة المحتوى الفلسطيني بكافة الطرق بداية من تقييد وصول تلك المنشورات، ثم إغلاق حسابات آلاف المتفاعلين عبر الوسم لتداولهم محتوى حساس حسب الخوارزميات المضافة لتلك التطبيقات مؤخراً، والتي تتضمن صور وفيديوهات القتل وبعض الكلمات مثل الأقصى، القدس، المقاومة، وأي محتوى مسيء آخر يرافق كلمة إسرائيل.
فتقول ماسة البحطيطي ذات (24) عاماً أن "العدوان على قطاع غزة ليس كما يصوره الاحتلال الإسرائيلي للعالم، بل هو حالة من الإبادة الجماعية لعدة أبراج سكنية سقطت على رؤوس ساكنيها من المدنيين خلال ساعات متأخرة من الليل وهم نيام"، مشيرةً إلى أن "تداول جميع تلك الأحداث من أخبار وصور وفيديوهات موثقة إضافة لقصص الشهداء من خلال الاستعانة بوسم "غزة تحت القصف" بالعربية والانكليزية ساعد على إيصال الصورة الحقيقة للمجتمع العربي والدولي".
وتكمل ماسة البحطيطي أنها ليست الوحيدة التي تداولت تلك الصور بل تساندها عشرات الصفحات العربية والمؤثرين الذين تم التواصل معهم مسبقاً لدعم القضية خاصة الذين يصل عدد متابعيهم للآلاف وربما للميلون، مشيرة إلى أن "العمل على وسم غزة تحت القصف، جاء ليقابل وسم الاحتلال الإسرائيلي، فكان لابد من توحيد الجهود العربية في العالم أجمع لتصدير الوسم وما ينشر ضمنه ليراه ويتفاعل معه أكبر عدد ممكن من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي".
وتشير ماسة البحطيطي أنها خلال عملية النشر تحاول التحايل على الخوارزميات الإلكترونية التي تحارب المحتوى الفلسطيني عن طريق تقطيع الكلمة (ش ه ي د، المقاwمة، إسرائ. يل) لتنجو بذلك من تصنيف محتواها بشكل مستمر على أنه محتوى حساس ويجب إزالته، لافتةً أنها تلقت تحذير بإغلاق الحساب للمرة الثانية لذلك وضعت لمتابعيها حساب بديل كما بقية المؤثرين والصفحات لمتابعته في حال إغلاق الحساب، وقد لاقى ذلك استجابة جيدة من قبل المتابعين. 
وتضيف ماسة البحطيطي أن تخرجها من كلية الإعلام ساعدها في صنع محتوى جيد لكنها عانت خلال الأيام السابقة من محدودية وصول منشوراتها بسبب القيود التي فُرضت على الحساب، داعية جميع مناصري القضية الفلسطينية حول العالم من خلال وكالتنا وكالة أنباء المرأة إلى الدخول لمتجر التطبيقات وتقييم مواقع التواصل بنجمة واحدة لتضييقها على حرية الرأي والتعبير وكسلوك رادع يهدف إلى معاقبة مالكي تلك التطبيقات لانحيازهم لإسرائيل ودعمها.
فيما تعبر حنين فايز البالغة من العمر (19) عاماً وهي فلسطينية الجنسية تسكن دولة إسبانيا عن سعادتها كونها استطاعت من خلال سعيها المستمر هي وبعض الأصدقاء أن تكثف من النشر على وسم "غزة تحت القصف" ليتساوى في الوصول مع وسم إسرائيل، مشيرةً إلى أنه "بالرغم من تركي قطاع غزة منذ سنوات إلا أنني مازالت أحن لمدينة غزة الجميلة التي حولها الاحتلال الإسرائيلي لكومة من الركام".
وتوضح حنين فايز أنها تسعى من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي إلى "نشر جرائم الاحتلال الإسرائيلي وصور الأطفال والنساء والشباب منهم (الشهداء والجرحى) وهدم البيوت والأبراج وتشريد الأهالي من منازلهم لمراكز إيواء غير مؤهلة للسكن الآدمي"، لافتةً إلى أن تتبع محتواها بتلك الوسوم (غزة تحت القصف، القدس تنتفض، أنقذوا حي الشيخ جراح) بجميع اللغات خاصة باللغة الإنجليزية والعربية ليتم مشاهدته من قبل جميع الجنسيات.
وتلفت حنين فايز إلى أن "نشر صور الشهداء والدماء، وجرائم الاحتلال مثل الضرب والاعتقالات تعتبر مشاهد حساسة لتلك المواقع"، متفقة مع سابقتها بتدويل الكلمات وتقطيعها لتجنب إغلاق الحساب أو حظر المشاركة مثل حماس (ح.ما.س) والمقاومة (م.قا/ومة) وفلسطين (فل.سط|ين)، مضيفةً أنها تنشر صور طبخ أو فيديوهات للطبيعة من حين لآخر بهدف تشتيت خوارزميات فيسبوك، توتير، انستغرام.
وتضيف حنين فايز أنها تسعى لإضافة أصدقاء أجانب والتعرف عليهم لتوعيتهم بالقضية الفلسطينية والإجابة على كافة أسئلتهم وإيصال صوت الشعب الفلسطيني أيضاً، لافتةً إلى أنها تشارك العديد من القصص الإنسانية عبر تطبيق انستغرام باللغة الإنجليزية لأن البعض لا يحب أن يرى صور الدماء والقتل والدمار، لذلك هي تحظى اليوم بسبب تنوع المحتوى بالعديد من الأجانب الذين يشاركونها النشر عبر حساباتهم الشخصية. 
فيما تنفي أية ايكي ذات (22) عاماً تعرض حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأي تهديد "ربما لأنني بدأت حديثاً بنشر أحداث العدوان على قطاع غزة"، لافتةً أنها ركزت خلال النشر على وسمين فقط "غزة تحت القصف، أنقذوا الشيخ جراح"، كما تسعى للربط بين ممارسات إسرائيل من قتل ودمار واعتقال في كلاً من الضفة وقطاع غزة وذلك كي لا يتشتت المتلقي ضمن أكثر من محتوى ويصبح تداول الوسوم كعدمه.
وتكمل أية ايكي أنها بحثت عن الصفحات التي تساند الإسرائيلي وقامت بالتعليق بفيديو للاستهداف مع وسم "غزة تحت القصف" لتفاجئ من ردة فعل الناشر الذي ألغى المنشور واستبدله بآخر مناصر لسكان قطاع غزة، ناصحة كل من يحاول الكتابة ضمن هذه الوسوم ألا يشاركها ضمن مجموعات مغلقة لأنها لن تصل، ولا ضمن المنشورات المصنف رؤيتها للأصدقاء فقط، واستخدام موقع التواصل توتير للوصول للمجتمع الغربي والعالمي.
ويذكر أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي قاموا مؤخراً بحملة منظمة لمقاطعة الصفحات الإسرائيلية مثل المنسق، وأفخاي أدرعي وعدد من الصفحات الأخرى، كما تمت الدعوة أيضاً لمقاطعة الصفحات الداعية للتطبيع مع إسرائيل كصفحة ناس ديلي التي تسعى لجمع التبرعات له، وقد شملت الحملة تقديم تقارير عن نشر تلك الصفحات لمحتوى عنصري، منوهين إلى ضرورة عدم مشاركة التعليقات السلبية على تلك الصفحات لأنها تزيد من وصولها.
وكان المركز الفلسطيني للإعلام قد أطلق حملة في كانون الثاني/يناير الماضي بمشاركة كلاً من لجنة دعم الصحفيين الفلسطينيين وعدد من الصحفيين والناشطين ومؤسسات إعلامية فلسطينية لمقاطعة النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر موقعي "فيسبوك وتويتر"، احتجاجاً على سياسة محاربة المحتوى الفلسطيني بعد توسع تقييد وصول منشورات الصفحات الإعلامية وشبكات الأخبار، بنسبة زادت عن (50%).
فيما لم تعقب إدارة موقعي فيسبوك وتويتر، على اتهامها بالتحريض على العنف وبث الخطاب التحريضي أو تقييد المحتوى الفلسطيني وملاحقة العديد من الحسابات الفلسطينية بالتقييد أو الإغلاق خلال عدة رسائل إلكترونية كانت قد وجهت لهم من قبل.
مما دفع سفير دولة فلسطين في لندن حسام زملط إلى تقديم شكوى باسم دولة فلسطين للنظر في تقاعس الشركة عن مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في احترام القانون الإنساني الدولي، وحق الشعب الفلسطيني في التعبير عن الاضطهاد الذي يتعرض له، "حسبما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية وفا".