متحف الفن الإسلامي... إحياء الحرف التراثية والمعارض التعليمية والفنية

متحف الفن الإسلامي هو الأكبر من نوعه في العالم حيث يقتني نحو 100 ألف قطعة أثرية يعرض منها نحو 4400 قطعة في قاعاته، ويقدم العديد من الخدمات ويعمل على التواصل بشكل مباشر مع البيئة العمرانية المحيطة والزوار والجمهور.

أسماء فتحي

القاهرة ـ يتيح متحف الفن الإسلامي في مصر الفرص أمام الأطفال للاشتراك بالأنشطة والتفاعل والتعلم، ويقدم عدد من المعارض المتنوعة ويعمل على إحياء التراث من خلال إحياء وتشجيع الحرف اليدوية التراثية من داخل أروقة هذا الصرح.

من داخل أكبر متحف للفنون الإسلامية بالعالم كان لنا لقاء مع مدير القسم التعليمي في المتحف رشا جمال، لنتعرف من خلالها على واحد من أهم الأقسام والمجالات الخدمية في متحف يقدم ألوان مختلفة وأنماط من الأنشطة التي تفتح المجال للتواصل المباشر مع الزائرين.

أوضحت رشا جمال أن المتحف يعمل على تقديم خدمات متنوعة لرواده "المتحف ليس مجرد مكان يعرض المقتنيات الأثرية ولكنه مؤسسة تعليمية ثقافية نعمل من خلاله على تقديم العديد من الخدمات للجمهور فالقسم التعليمي يحتوي جانب أصيل من عمله على التواصل المجتمعي وهو أساس ما يقدمه من أنشطة وفاعليات".

وعن أهم مجالات عمل المتحف وخاصة القسم التعليمي الذي تديره تقول "يعمل القسم التعليمي الذي أشرف على إدارته على عدد من الملفات الهامة منها على سبيل المثال لا الحصر، إحياء الحرف التراثية والورش التعليمية والمعارض التعليمية والفنية".

وأشارت إلى أن "الأمر لم يعد كما كان قديماً في المتاحف وقد توسع دورها خارج نطاق عرض القطع الأثرية، فلدينا دورات تعليمية كاملة للأطفال خاصة في فترة الصيف متنوعة منها "الرسم وطباعة الزخارف" في محاولة منا لتقريب التراث إلى وجدانهم، ونقيم معارض للأطفال سواء كانت ناتجة عن الورش التي اندمجوا بها داخل المتحف أو عملهم الخاص خارجه"، لافتةً إلى أنهم "معنيين بالمناسبات العامة ونعقد لقاءات بالتزامن معها، كما نقوم بعرض حرف تراثية ومعارض أخرى مجتمعية، فضلاً عن الجولات الإرشادية داخل المتحف وجميع الخدمات المقدمة بالمجان تماماً".

وحول دورها في العمل الثقافي والتعليمي بالمتحف تقول "تخرجت من كلية الآثار بجامعة القاهرة وحصلت على ماجستير في العمارة الإسلامية والآن مقيدة في درجة الدكتوراه في التعليم المتحفي، وأعمل بالمتحف منذ عام 2018، وتدرجت في العمل بالمتحف حتى أصبحت مدير القسم التعليمي، وفي الواقع المتحف عبارة عن خلية نحل في العمل والكفاءة والبيئة بشكل عام هي واحدة من أهم العوامل التي تساعد على النجاح والإنتاج وهو ما تمكنت إدارة المتحف من توفيره لنا".

ونوهت إلى أن هناك "نسق متميز للتعاون بين الإدارات فالعمل هنا قائم على أساس المحبة وجميعنا نعتبر المتحف منزلنا الثاني الذي نعطيه وقتنا بكل حب وراغبين في الوصول لأعلى مستويات النجاح والتميز الممكن".

وعن المعارض الذي نظمها المتحف تقول "يمكننا أن نبدأ بآخر معارضنا الذي حمل عنوان "رسالة فنان" خلال الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، ومن خلال القسم التعليمي رأينا أن قوة المتاحف تتحقق من خلال البرامج التعليمية التي تؤثر على المشاركين بشكل مباشر"، مشيرةً إلى أن "القسم التعليمي عمل على برنامج المرأة المعيلة وإحياء الحرف اليدوية خاصة أنها جزء أصيل من الفن الإسلامي كما أن الكثيرين استفادوا منها بشكل مباشر، وعمت الفائدة أيضاً الأطفال الذين تأثروا بما يقدم لهم من أنشطة داخل المتحف".

وفيما يتعلق بأبرز العناصر الإبداعية التي قام بها القسم التعليمي داخل متحف الفن الإسلامي تقول "حرصنا خلال المعرض الأخير على عرض كل الورش والأنشطة التي تمت خلال السنوات الماضية والمستفيدين منها وكان بالمعرض نحو 30 عارض وقاموا بالتعليم في ورش حية وفي خلفيتهم صور لما قاموا بتقديمه من أنشطة سابقة. ونقوم أيضاً بعمل معارض مجتمعية ففي 2020 في اليوم العالمي للمرأة قمنا بعمل دعوة لمن يعملون في الأعمال اليدوية ووصل عدد المشاركين وجميعهم من النساء لنحو 35 عارضة يعملون في التراث بشكل أو بآخر"، لافتةً إلى أن أولى مهام القسم التعليمي "تطويع المعلومات الخاصة بالمتحف وتقريب التراث للجمهور ونعمل بالأساس على فكرة التواصل الاجتماعي المباشر مع الزوار وإتاحة مختلف أنماط التثقيف بشأن التراث الإسلامي أمامهم".

وتعتبر رشا جمال متحف الفن الإسلامي مرآة لتلك الحضارة، وعن المقتنيات التي يتم عرضها به تقول "متحف الفن الإسلامي اسم عريق، والمبنى القائم أثري تم تأسيسه سنة 1903 على يد الخديوي عباس حلمي الثاني، وللأسف تعرض لتفجير كان يستهدف مديرية الأمن وتم ترميمه بشكل احترافي. وينقسم لجناحين الشرقي والغربي وبينهما قاعة الاستقبال "زيرو" التي تحمل رسالة المتحف".

واختتمت حديثها بالإشارة إلى أنه "يبرز المتحف أيضاً الخط العربي المجسم على الزجاج وكذلك نماذج لإسهامات غير العرب في الحضارة الاسلامية، فضلاً عن الإسهامات العلمية للحضارة الإسلامية ومنها "الاسطرلاب"، مشيرةً إلى أن "جميع الدعوات الخاصة بالأنشطة مفتوحة يتم الإعلان عنها عبر الصفحة الرسمية له ومن ثم يمكن التواصل معنا والحضور والمشاركة في الفاعلية المعلن عنها".