متعافية من سرطان الثدي تطلق مبادرة للتوعية بمرض "الليمفيديما"

يطلق على تشرين الأول/أكتوبر الشهر الوردي، الذي تنشط فيه المبادرات والحراك النسائي للتوعية بمرض سرطان الثدي ومن حراك أحد المجموعات التقطنا أطراف الحديث مع صاحبة مبادرة فريدة من نوعها للتوعية بمرض مزمن وخطير وهو "الليمفيديما"

إيناس كمال
القاهرة ـ .
من حس نابع من المسؤولية تجاه الآخرين، لم تكتف ولاء خميس بما ألم بها من سرطان كاد يفتك بها لولا إيمانها بالشفاء، إلا أنها أسست مبادرة لتوعية الآخرين ونشر ما حصلت عليه من معلومات عن أحد الأعراض الجانبية للسرطان.
أما عن قصة إصابتها به والتي خصت وكالتنا بها قالت "تم تشخيصي بسرطان ثدي منذ عامين والبداية كانت بالصدفة أثناء سفري، كنت وقتها في قمة سعادتي وألتقط الصور وأقوم بأنشطة عديدة ثم بدأت الشعور بألم وكتلة ما في صدري".
من قمة السعادة إلى قمة القلق، تبدل حال ولاء خميس، والتي حدثت نفسها قائلةً إن ذلك بالتأكيد أمر ليس هام وشيء عادي وحاولت تجاهل الأمر، حتى بدء الألم يزداد يوماً بعد يوم فقررت الكشف الطبي للاطمئنان.
تصورت أنها لن تقلق لكن مع عمل الكشف الطبي والأشعة "السونار" بدأ القلق خاصةً مع التوتر البادي على الأطباء آنذاك، ثم بدأت دوامة جديدة من الفحوصات حتى أكدت العينة أنها مصابة بسرطان الثدي.
وعن تلك اللحظة تقول "بالطبع لم أكن مستوعبة ما حدث وكنت في غاية الارتباك لكن كان لدي يقين أن وراء كل شيء خير دوماً لكن كانت مشكلتي الكبرى هي كيف سأخبر أهلي خصوصاً أنهم متقدمين بالعمر وسيكون هذا الخبر صادماً لهم، لكني استجمعت قواي وأخبرتهم وحاولت التماسك والتقاط القوة من أجلهم".
كانت ولاء خميس محظوظة بدعم أصدقائها وعائلتها وكانوا أكبر سند لها في رحلة علاجها والتي وصفتها أنها كانت مرهقة جداً جسدياً ونفسياً وبدأت بعدة عمليات جراحية ثم رحلة علاج كيميائي أهلكها وعلاج إشعاعي وعلاج هرموني الذي يستمر معها حتى الآن واستطاعت بفضل إيمانها أن تمر من كل تلك المراحل بسلام لكن مع وجود مضاعفات تقول "أنا ممتنة أنني اكتشفت المرض في البداية قبل أن ينتشر في الجسم". 
من أحد مضاعفات العلاج كان إصابتها بمرض "الليمفيديما" في ذراعها وهي حالة مزمنة قد يتعرض لها أي شخص يزيل جزء أو كل الغدد الليمفاوية، بعد إزالتها من ذراع ولاء خميس أخذ ذراعها في التورم والانتفاخ وبعد بحث كثير وآراء مختلفة تنوعت بين أن هذه الحالة ليس لها علاج أو لها علاج طبيعي وآخرون حذروا من العلاج الطبيعي أنه قد يزيد الورم، أخذت ولاء خميس قرارها وبدأت رحلة العلاج الطبيعي مع طبيب متخصص في "الليمفيديما" وأتى العلاج بنتيجة إيجابية وأخذ ذراعها في التحسن وقل الورم وأصبح الوضع تحت السيطرة مع الحفاظ على جلسات العلاج الطبيعي والتمارين والأربطة. 
ومن هذه اللحظة قررت ولاء خميس أن تفيد غيرها بما وصلت إليه من معلومات وبحث "وجدت أنه لا يوجد وعي كاف لدى الناس بالليمفيديما وعلاجها كما أنني عثرت على معلومات هامة جداً، لذلك قررت أخذ موقف إيجابي وإفادة غيري وأطلقت مبادرة بعنوان "Breast Cancer Lymphedema Support Group" للنساء والرجال على حد سواء لمشاركة المعلومات ولنشر الوعي ومساعدة أي أحد للحفاظ على ذراعه من الليمفيديما ومشاركة التجارب بين الناس وبعضهم عن العلاج والتعايش مع المرض". 
ولاقت الصفحة التوعوية التي أنشأتها على موقع التواصل الاجتماعي والتي تحمل منشوراً مثبتاً عن أبرز الأماكن التي تعالج الليمفيديما وعناوين لبعض الأطباء، وترشيحاتها للأطباء والمعلومات التي تشاركها عن الليمفيديما وعروض الكشف المجاني من الأطباء المتخصصين، ردود فعل إيجابية على مساعدتها.
واختتمت حديثها موجهةً إياه إلى المصابات بالسرطان أو الليمفيديما قائلةً "في كل محنة نمر بها وداخل كل محنة هناك منحة ربانية"، ونصحت الجميع بضرورة الكشف المبكر فوراً عند الشعور بأي عرض وألا يتراخوا مع الأمر ولا يستمعوا للنصيحة التي تقول "طالما هناك وجع فإن الورم حميد" زوروا الطبيب لتطمئنوا.
وأضافت ولاء خميس "صحيح أن الليمفيديما مرض مزمن لكن له علاج ويمكن تحجيمه والتعايش معه خاصة مع اللجوء من البداية لطبيب علاج طبيعي متخصص في علاج الليمفيديما".