مشروع "مؤسّسة وقائدة" لتعزيز دور النساء في المجتمع المدني

عمل مشروع مؤسسة وقائدة" الذي نظم من قبل منصة أثر لدعم المجتمع المدني، واستهدف الفتيات والنساء لتمكينهن من التخطيط الاستراتيجي لإدارة وتأسيس المنظمات

ابتسام اغفير
بنغازي ـ .  
تقول منسقة مشروع "مؤسسة وقائدة" وعضو مؤسس بمنصة أثر، استبرق الحوتي، "المشروع من تنظيم منصة أثر وبدعم من المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية"، مشيرةً إلى أن المشروع يشمل أربعة أنشطة مختلفة تختص جميعها بالمرأة.  
وأوضحت أن النشاط الأول ضمن المشروع كان عبارة عن ندوة علمية تم من خلالها تقديم ثماني أوراق بحثية تغطي الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حول مشاركة المرأة في المجتمع المدني، وتم صياغة هذه الأوراق في نهاية الندوة على شكل توصيات ستقدم لصناع القرار لتنفيذها مستقبلاً.
وأشارت إلى أن مشروع "مؤسسة وقائدة" الذي انعقد في الفترة ما بين 29 كانون الثاني/يناير والثاني من شباط/فبراير، نظم من قبل منصة أثر لدعم المجتمع المدني، وبدعم من المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية، وبعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، لافتةً إلى أن المشروع استهدف الفتيات من سن 18 إلى 30 عاماً.
فيما تضمن النشاط الثاني للمشروع دورة تدريبية تستهدف الفتيات الشابات لتأسيس وإدارة المنظمات، حيث يتعلمن التخطيط الاستراتيجي لإدارة وتأسيس المنظمات وكتابة مقترحات المشاريع، وتم تقديم الدورات من قبل مدربين رائدين في مجالهم، "طلبت منصة أثر من المتدربات تقديم مقترحات مشاريع في نهاية التدريب، وقمن بتقديم المقترحات بشكل جيد وكأنهن متمرسات في المجتمع المدني منذ فترة طويلة". 
أما النشاط الثالث فتضمن حلقات بثت عبر الراديو حول رائدات في المجتمع المدني اثبتن نجاحهن في هذا المجال، والنشاط الرابع كان عبارة عن فيديو يصور نجاحات الناشطات سواء في المنطقة الشرقية أو الغربية أو الجنوبية، ونساء من جميع المجالات.  
 
"لدى الفتيات رغبة وطموح لتطوير أنفسهن"
وعن العدد المستهدف تدريبه من الفتيات في هذا المشروع تقول استبرق الحوتي "يستهدف المشروع 45 شابة، ولكن الطلبات التي وصلتنا لغرض الالتحاق بالدورة كانت أكثر، فلدى الفتيات رغبة وطموح لتطوير أنفسهن في هذا المجال، لذلك فمن الممكن أن نفتتح المشروع مرة أخرى ولكن سيكون بمجهودنا الذاتي كمنصة أثر دون مساندة المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية".
وتبين أن الهدف من إقامة هذا المشروع هو "تعزيز دور النساء في المجتمع المدني، وتمكينهن وتأهيلهن في هذا المجال عن طريق الدورات"، وأضافت "كذلك نسعى إلى كسر النظرة النمطية للناشطات في المجتمع المدني عن طريق حلقات الراديو والحلقات المصورة للنساء الناجحات".
 
مشاركة النساء في المجتمع المدني لا تتجاوز 16%
وتضيف استبرق الحوتي أن تقديم المشروع بهذه الطريقة تم بناءً على دراسات أجرتها مفوضية المجتمع المدني حيث خلصت الدراسات إلى أن نسبة مشاركة النساء في المجتمع المدني لا تتجاوز 16% في التأسيس، بينما في التطوع فالنسبة كبيرة، وربما هذا مرده إلى افتقارهن للشجاعة أو الخوف من المجتمع أثناء مبادرة التأسيس "نحاول معالجة هذه المخاوف عن طريق تأهيلهن وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، وسوف نقوم بدعم المشاريع التي تقدمنها في هذا المشروع، حيث ستقدم منصة أثر الدعم لهن والتعريف بهذه المشاريع وتقديم الاستشارات".
وتشير استبرق الحوتي إلى أنه "سيتم متابعة المشاريع التي ستتقدم بها المتدربات في الدورة بعد الانتهاء، وهذا ما يعرف بقياس الأثر، كما أننا سنحتضن هذه المنظمات التي تسعى الفتيات لإنشائها بتقديم الاستشارات والمراجعة والمشورة".
 
"ستكون النتائج مميزة"
كان من ضمن الشروط للمشاركة في المشروع أن يكون عمر المتقدمة للمشاركة في الدورة ما بين 18 و30 عاماً، وتقول استبرق الحوتي عن ذلك "غالباً النساء غير المنخرطات في المجتمع المدني بعد عمر 30 عاماً ليس لديهن إقبال نوعاً ما على المشاركة ويكن قد اندمجت في أشياء أخرى، ولكن ارتئينا استهداف هذه الفئة لنزرع فيها بذرة أهمية المجتمع المدني وأهمية المشاركة فيه كونها مؤسّسة وقائدة، وعلى ذلك سيكون النتاج مميزاً في المستقبل"، وتضيف "المنخرطات حالياً في المجتمع المدني أعمارهن فوق الـ 30 عاماً لذلك لابد من الاهتمام بالمرحلة من 18 إلى 30 حتى يستلمن فيما بعد العمل وهن على دراية كاملة به".
وحول إمكانية استطاعة هذا المشروع تغيير الصورة النمطية حول المجتمع المدني في ليبيا أكدت أن "التغيير صعب فغالباً هذه الصورة تكون راسخة في عقول المجتمع ولكن نقلل من نسبة هذه الصورة في عقول الناس".
 
"تنمية وتطوير مهاراتي الشخصية" 
من جانبها تقول المتدربة فاطمة الفايدي عن مشاركتها في مشروع مؤسسة وقائدة "اخترت المشاركة في هذا المشروع من أجل تنمية وتطوير مهاراتي الشخصية، حيث تدربت على كيفية تأسيس مشروع أو منظمة من الصفر في حال كانت لدينا فكرة حول منظمة خاصة بالمجتمع المدني، كيف من الممكن أن نستخدم الأدوات اللازمة لهذا التأسيس، وحالياً أنا وصديقتي لدينا مشروع اخترنا له اسم فسيلة وهو مشروع يختص بالتثقيف النفسي، وهو قيد العمل".
 
"رغبتي في قيادة مشروعي الخاص"
فيما تقول المتدربة سالمة الغرياني عن مشاركتها في هذا المشروع "جاءت مشاركتي في هذا المشروع نتيجة لرغبتي في قيادة مشروعي الخاص وهو التثقيف النفسي حيث وجدت فيه كل الإمكانيات من أجل صقل المهارات القيادية لدي بحيث أصبح بإمكاني كتابة خطة مشروعي والبحث عن الداعمين للمشروع بحيث أحصل على المنحة لمنظمتي الخاصة والتي اخترت أن تهتم بالتثقيف النفسي".
 
"كانت لدي تجربة فاشلة"
فيما تبين المتدربة رتاج الرعيض سبب انضمامها للتدريب "لمست الأثر الذي تركه التدريب في المجموعة السابقة، فأحببت التجربة وكان قراري لخوض هذا التدريب قرار صائب، وفعلاً قدمت لي المنصة تدريباً كي أكون مؤسسة وقائدة لمنظمتي فيما بعد".
وأوضحت "لقد كانت لدي تجربة فاشلة سابقاً في إنشاء منظمة، ولكن من خلال الأيام القليلة التي تواجدت فيها في هذا التدريب تعرفت على سبب فشل منظمتي وهو كثرة الثغرات والأساس الخاطئ، ولكن بعد التدريب آمل أن أكون قادرة على تأسيس منظمتي من البداية".