مشروع الأمة الديمقراطية يؤهل الشعوب للدفاع عن نفسها وحماية ثرواتها

أكدت نساء مقاطعة دير الزور في إقليم شمال وشرق سوريا على أهمية المشروع الديمقراطي قائلات إنه يهدف إلى بناء مجتمع سياسي أخلاقي بدلاً من نظام الدولة القومية.

زينب خليف

دير الزور ـ المجتمع هو أساس الإنسانية لأنه تعرض للقمع من قبل السلطات منذ آلاف السنين وعاش تحت مظلة الدولة على الرغم من كل تلك الممارسات، تمكن من حماية ثقافته ولغته في مواجهة الدولة القومية.

طرح القائد عبد الله أوجلان مشروع الأمة الديمقراطية كبديل للدولة القومية والأنظمة السلطوية والرأسمالية ليدير المجتمع نفسه، وعن ذلك تقول الرئيسة المشتركة للمجلس التشريعي في الإدارة المدنية الديمقراطية لدير الزور ضحى الصالح "تأتي أهمية هذا المشروع الديمقراطي الأممي في المنطقة من كونه منح فرص للتعددية والاستفادة من تجارب الشعوب، ومن طاقتها وإنهاء التسلط والاستبداد من القوى المهيمنة التي حاولت في السنوات السابقة تغيير ديموغرافية المنطقة ومحو هذا الإرث الحضاري التاريخي الذي هو قوام وأساس تحرر الشعوب ووصولها للأفضل ويمكن من خلال مشروع الأمة الديمقراطية تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي".

‏وأوضحت "من هنا انطلق هذا المشروع ليواكب متطلبات وآمال وتطلعات هذه الشعوب بعد أن خرجت من حروب لسنوات طويلة، وأصبح لديها وعي فكري وسياسي ومعرفة بأجندات الدول الاستعمارية ودعمها للاستبداد ومحو الثورة الفكرية التي تقود أي مجتمع نحو الازدهار والقوة وتمنحه الصلابة".

‏وأشارت إلى أن "أي دولة استعمارية تسعى إلى سياسة فرق تسد فنحن نجمع كل هذه الألوان وكل هذه المكونات في منطقة واحدة وسينتج عنها قوة تمنح دول الاستعمار قلق دائم حول هذه الشعوب ومدى قوتها وصلابتها من الداخل مما يؤهلها أن تدافع عن نفسها وثرواتها ومكوناتها ومكتسباتها التاريخية".

‏وأكدت أنه "من هنا انطلق الفكر الأممي ليضع للمرأة أساساً لحركته الفكرية للنهوض بالمجتمع، لأن المرأة أساس المجتمع وتؤثر إيجاباً على النصف الآخر في حال كان لها دور وتؤثر سلباً في حال تهميش دورها التاريخي"، مستذكرةً الملكة زنوبيا "يشهد التاريخ بعظمة زنوبيا وغيرها من النساء اللواتي قدن المجتمع بكل جدارة".

‏ونوهت إلى أن الاستعمار يدرك أهمية تفعيل دور المرأة من أجل تحرير المجتمعات لذلك يحاربها "سعت الدول الاستعمارية إلى طمس دور المرأة والتقليل من مكانتها، بينما أكد المشروع الأممي الديمقراطية كما في فكر القائد عبد الله أوجلان على دور وأهمية المرأة في قيادة المجتمع والنهضة الفكرية والسياسية والاقتصادية".

‏وقالت "من هنا أخذت المرأة دور فاعل ليس فقط كأم وزوجة وأخت وأيضاً كامرأة عاملة ومناضلة ومقاتلة على الجبهات، ويشهد التاريخ أن الجبهات كانت تملأها النساء وكن هن الأصلب والأكثر مقاومة، ويشهد التاريخ على أن المرأة قادرة وأنها ينبوع الحياة".

من جهتها بينت رئيسة لجنة المرأة في مجلس دير الزور المدني فاطمة حسين أن أهمية الأمة الديمقراطية تكمن في بناء مجتمع مكتمل سياسياً، وأخلاقياً، واجتماعياً، واقتصادياً "تعتبر الديمقراطية الوسيلة أو الآلية الوحيدة للتواصل بين أفراد المجتمع والإدارة الحاكمة، وإشراك جميع مكونات الشعب في صنع القرار".

وأوضحت أن "نموذج الأمة الديمقراطية هو نموذج جديد ولكن يعتبر مثالاً يحتذى به في جميع دول العالم، وأكثر ما ارتكز عليه المشروع، هو اتخاذ دور المرأة كركيزة أساسية في جميع المؤسسات، وتطبيق نظام الرئاسة المشتركة في جميع القطاعات وفي جميع المجالات ويعتبر قفزة نوعية في تاريخ المرأة".

‏وأضافت "أصبحت المرأة متطورة من جميع النواحي اقتصادياً، وعسكرياً، وسياسياً، ونراها في جبهات القتال في المواجهة والدفاع عن الأرض ونراها في جميع القطاعات وفي جميع مجالات الحياة".

‏وأكدت أن "الثورة الديمقراطية نموذج جديد على المجتمع في إقليم شمال وشرق سوريا وفي الشرق الأوسط عامةً فهي قائمة على الحوار من أجل فض النزاعات". قائلةً أن النساء في إقليم شمال وشرق سوريا حققن تطوراً مهماً في شخصيتهن "‏كانت المرأة مهمشة ومستضعفة لكن الآن نرى المرأة في جميع المؤسسات صانعة قرار".