مشروع الأمة الديمقراطية... ريادة المرأة ركيزة أساسية في بناء المجتمع

مشروع الأمة الديمقراطية يسعى لان تكون المرأة هي الريادية لبناء المجتمع، انطلاقاً من مبدأ المجتمعات المتطورة والمنظمة تكون المرأة ريادية وقيادية فيها.

سيبيلييا الإبراهيم

منبج ـ تطوير وتنظيم المجتمعات يعتمد على أن يكون الدور الريادي فيها للمرأة، فمنذ بداية البشرية وضمن المجتمعات الطبيعية كان للمرأة الدور المهم في بناء وتطوير تلك التجمعات، والوصول بها إلى حياة يسودها العدل والمساواة.

خلال الأزمة السورية دائماً ما كانت المرأة مغيبة من أماكن صنع القرار، إلا أن مشروع الأمة الديمقراطية الذي طبق ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا، والذي أعطى المرأة الدور الريادي في قيادة المرحلة والوصول بالمجتمع إلى بر الأمان وتنظيمها في ظل ما تشهده المنطقة من صرعات وحروب، شكل ظاهرة في المنطقة.  

 

"المرأة والشبيبة هما القاعدة الأساسية في بناء المجتمع"

نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها نورا الحامد أشارت إلى أن نهج الإدارة الذاتية في إدارة المؤسسات وتنظيم المجتمع، وفقاً لمشروع الأمة الديمقراطية يرتكز على فكر وفلسفة القائد عبد الله اوجلان الذي يؤكد على أن تحصل جميع شرائح المجتمع والمكونات على حقوقها، وأن يكون هنالك قاعدة أساسية في بناء هذا المجتمع ألا وهي المرأة والشبيبة.   

 

"المرأة وجدت نفسها ضمن مشروع الأمة الديمقراطية"

وعن ضرورة أخذ المرأة لدورها في هذا المشروع شددت نورا الحامد على أن "كافة الأنظمة همشت دور المرأة في المجتمع والمؤسسات، ولكن في مشروع الأمة الديمقراطية وجدت المرأة ذاتها من خلال عودتها إلى تاريخها الحقيقي وإثبات جوهر المرأة في هذا المشروع، كون المرأة أساس المجتمع وهي الأساس الذي تقوم عليه المؤسسات في بناء المجتمعات وتطويرها". 

 

"المرأة هي الريادية في المجتمعات الحضارية والمتطورة"     

"المرأة هي الريادية في المجتمعات الحضارية والمتطورة، فلا بد أن تكون الأساس في مشروع الأمة الديمقراطية"، هذا ما أكدته نورا الحامد عن أهمية أخذ المرأة لدورها، مبينةً أن "المرأة في مشروع الأمة الديمقراطية تعمل على إعادة صياغة هذا المجتمع بطبيعتهِ التي تقودهُ المرأة الريادية والمثقفة".

وأضافت "لو عدنا إلى التاريخ فالمرأة هي الريادية في المجتمعات الحضارية، كالمجتمع الطبيعي الذي كانت المرأة تقودهُ وتطورهُ وتنظمهُ، ولذلك فالحل للأزمة السورية هو تمكين النساء للعودة بالبلاد إلى جادة الطريق، فالنساء بطبيعتهن تملن إلى السلم وتقبل الآراء والتنوع".

 

نظام الرئاسة المشتركة من المبادئ الأساسية لمشروع الأمة الديمقراطية

تقول نورا الحامد أن أهم المبادئ الأساسية لمشروع الأمة الديمقراطية هي نظام الرئاسة المشتركة "من خلال نظام الإدارة الذاتية الذي يعتمد على مشروع الأمة الديمقراطية، تم العمل بنظام الرئاسة المشتركة لجميع المؤسسات المدنية والعسكرية". مؤكدةً أن "نظام الرئاسة المشتركة يطور النساء والرجال والمؤسسات وكذلك المجتمع".

 

للمرأة دور بارز في تحرير المناطق

كما أشارت نورا الحامد إلى الدور البارز للنساء في القوات العسكرية "من خلال تشكيل القوات العسكرية وجدت المرأة ذاتها وأثبتت دورها"، مشددةً على أن "تواجد المرأة ضمن صفوف القوات العسكرية ساهم في دحر مرتزقة داعش وتحرير المنطقة".

وبينت أن "من الأهمية تنظيم النساء في صفوف القوات العسكرية، لكي يكون للمرأة قوة ضمن المجتمع وفي الإدارات، ويجب العمل على تمكين المرأة إدارياً وسياسياً واجتماعياً من خلال الإدارات الذاتية والقوات العسكرية".   

 

أخذت المرأة مكانتها البارزة بدأ من أصغر خلية في مشروع الأمة الديمقراطية (الكومين) 

أما إلى أي مدى فتح مشروع الأمة الديمقراطية المجال أمام النساء للانخراط ضمن كافة المجالات لفتت نورا الحامد إلى أن "مشروع الأمة الديمقراطية يعتمد على المرأة كركيزة أساسية لأن المرأة هي أساس المجتمع وأساس تطور هذه المجتمعات، لذلك دخلت في كافة المجالات من أصغر خلية وهي الكومين ونظمت الأحياء من خلال عملها الدؤوب فيه وفي المجالس الشعبية التي تقدم الخدمات للشعب".   

 

"نسبة النساء العاملات باتت تفوق نسبة الرجال"

وعن عمل النساء، والدور الذي لعبته المرأة في كافة القطاعات بينت أن "المرأة اثبتت للمجتمع بأنها جديرة بأن تكون في كافة المجالات، وأن تلعب دورها بشكل فعال لتنظيم المجتمع في مشروع الأمة الديمقراطية الذي يهدف إلى إشراك كافة شرائح المجتمع ضمن هذا المشروع دون اقصاء أو تهميش"، مشيرةً إلى أن الأنظمة السابقة همشت وأقصت المرأة وجميع المكونات "نسعى لأن تكون المرأة موجودة ضمن كافة المؤسسات، وأن تكون نسبة النساء فيها مساوية لنسبة الرجال".

وأشادت بانخراط النساء في المؤسسات قائلةً إن "نسبة النساء أعلى من نسبة الرجال، فكان هناك اندفاع قوي من قبل النساء للانخراط ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية للعمل في هذا المشروع".

 

"خطت المرأة خطوات كبيرة نحو التقدم والتحرر"

وأما عن الخطوات التي خطتها النساء ضمن المؤسسات لتصلن إلى أماكن صنع القرار أكدت أن "خلال السنوات الستة الأخيرة خطت المرأة في مدينة منبج خطوات مهمة فمن خلال عملها ضمن المؤسسات النسوية عملت على تقوية ذاتها وتقوية النساء من الناحية الإدارية والفكرية، فهنالك فارق كبير بين وضع المرأة سابقاً والآن"، موضحةً أن "جميع النساء اليوم تنخرطن في العمل والمؤسسات، إضافةً إلى وجود العديد من المشاريع الخاصة بالمرأة الهادف إلى تطوير الاقتصاد المجتمعي والاقتصاد الخاص بالمرأة الذي يعمل على تمكين المرأة اقتصادياً"، مؤكدةً أنه "عندما يكون هناك اقتصاد حر خاص بالمرأة يساعدها على أن تأخذ حريتها دون أن يكون هناك تقيد في المجتمع".

كما أكدت أن "هناك العديد من المشاريع التي تقوم المرأة بادرتها وتنظيمها وهذا يدل على تطوير المرأة وقدرتها الإدارية والاقتصادية في إدارة هذه المدينة، فالمرأة وصلت إلى مرحلة جيدة من التطور من خلال مشاركتها في القرارات المصيرية التي تخص مدينة منبج أو شمال وشرق سوريا، وللوصول لمراحل أكثر تقدماً يجب على كافة نساء المجتمع الانخراط ضمن المؤسسات النسوية التي تعمل على توعية المرأة بأن تلعب دورها بشكل فعال".

 

"عندما تكون المرأة حرة وريادية، سيكون المجتمع حر وريادي"

وأما عن العوائق التي وقفت بوجه المرأة وتقدمها أوضحت نورا الحامد أن "المرأة عانت الكثير من الصعوبات في مدينة منبج، فالرجل يسيطر بشكل كبير على الحياة، ولكن عمل المرأة ضمن المؤسسات النسوية فتح لها آفاقاً واستطاعت كسر هذا الحاجز والذهنية الأبوية". مشيرةً إلى أن "الرجال سيطروا سابقاً على المحاكم، لكن القانون اليوم يحمي النساء، فعندما تكون المرأة حرة وريادية يكون المجتمع حر وريادي".  

 

"نساء شمال وشرق سوريا تسعين إلى مشاركة كافة نساء العالم تجربتهن"  

وأكدت نورا الحامد أن المرأة تشارك بكافة القرارات أي أنها تشارك في بناء المجتمع وليست عنصراً مهمشاً كالسابق، "النساء في الإدارة الذاتية تطورن في ظل الإدارة الذاتية، ووصلن إلى مرحلة هي الأفضل في سوريا والمنطقة، لذلك تعمل النساء على إيصال هذا الفكر لكافة نساء العالم".

واختمت نورا الحامد حديثها بتوجيه رسالة للنساء مفادها "على كافة النساء أن تكن رياديات وقياديات، ويكون ذلك بالوعي، والانخراط في كافة المجالات، وكسر المفاهيم التي تأطر النساء، وامتلاك فكر حر فعلى المرأة أن تشارك في كافة المجالات التي تساعد على توعية النساء، وأن تنظم جميع النساء وفي كافة أنحاء العالم إلى مشروعنا مشروع الأمة الديمقراطية".