مشاركة النساء في ضابطة البلدية حق وضرورة

تسجيل مخالفات البائعين وفق الشكاوى المقدمة، والنقاش حولها والإشراف على سير العمل مجال تستطيع الفتيات والنساء العمل فيه بمدينة منبج بشمال وشرق سوريا

سيلفا الابراهيم 
منبج ـ .  
العديد من الأعمال والمهن ممنوعة على النساء والفتيات نتيجة ما ترسخ في فكر المجتمع حول الأدوار التي يجب أن تلعبها المرأة في الحياة، كذلك كان الرفض سيد الموقف منذ بدأ العمل بقسم "ضابطة البلدية"، الذي عرفه المجتمع حديثاً في بلديات شمال وشرق سوريا.
 
 
عضو ضابطة البلدية غدير الإبراهيم انضمت للعمل في نيسان/أبريل 2021، ومع أن البلدية افتتحت بعد تحرير المدينة في صيف عام 2016 إلا أن غدير هي أول الفتيات اللواتي عملن في قسم الضابطة "بسبب طبيعة العمل وخوفاً من ردود الفعل لم تنخرط أي امرأة في هذا العمل فكنت أول عنصر نسائي دخل هذا المجال". 
تأسست بلدية الشعب في مدينة منبج في تشرين الأول/أكتوبر 2016 أي بعد أشهر قليلة من تحرير المدينة، وفور بدء العمل تفعل قسم ضابطة البلدية، وكان جميع أعضاءه رجال، لذلك تعرضت غدير الإبراهيم للنقد من قبل المحيطين بها "واجهت رفض من حولي، لكنني كنت عازمة على الاستمرار فعندما تكون المرأة واثقة من نفسها باستطاعتها العمل في أي مكان".  
تقول عن سبب رفض المجتمع لعمل الفتيات والنساء في قسم الضابطة "طبيعة عمل ضابطة البلدية هو تسجيل المخالفات وفقاً للشكاوى المقدمة، فالنقاش مع المخالفين وإقناعهم أمر صعب، فهم يرفضون بشكل قاطع تقبل ذلك، نضيف على ذلك أن امرأة تناقشهم فيصبح الرفض أشد"، وتبين "المجتمع يرفض أن تناقش المرأة أشخاص غرباء".
لم يستطع النقد اللاذع أن يحط من معنوياتها لذلك استمرت بالعمل مؤكدةً أن المجتمع ينتقد كل ما تفعله المرأة "ما دمت مقتنعة بما أفعله لا تعنيني آراء الآخرين عن عملي، أما بالنسبة لعائلتي فلم تقف في طريقي رغم ما قاله الجميع بأن عملي غير مناسب لامرأة".
ما يميز عمل العضوات في ضابطة البلدية هو التعامل بأريحية مع النساء المقدمة بحقهن الشكاوى "كعضوات في الضابطة نتعامل بشكل أساسي مع النساء، فأينما وجدت مخالفة لنساء نذهب ونناقشهن فيها سواء كانت إنذار أو شكوى مرفوعة ضدهن".
ما يزال عدد العضوات في ضابطة البلدية قليل لذلك فإن البلدية تعمل على استقطاب عدد أكبر منهن "في الفترة القادمة نسعى لتكثيف تواجد المرأة ضمن الضابطة وافتتاح مكتب خاص للعنصر النسائي، وهذا أحد خططنا المستقبلية التي سنعمل عليها".
 
 
أما عن أسباب حاجة البلدية للعنصر النسائي قالت دجلة شيخان عضو في ضابطة البلدية "عند افتتاح قسم الضابطة واجه أعضاءها الرجال صعوبات في التعامل مع الأهالي وبالأخص النساء، وهذا أحد الأسباب الضرورية لانضمامنا". 
بعد دخول العنصر النسائي لضابطة البلدية سار العمل بشكل أفضل كما تؤكد "بعد دخول النساء لهذا المجال قلت المشاكل التي كانت تظهر عند التعامل مع النساء، وبات العمل يسير بشكل أفضل، فبعد انضمامنا بدأنا نحن بالنقاش مع النساء حول المخالفات والإنذارات فدخولنا شكل فارقاً كبيراً على مستوى تقدم العمل مقارنة بالسابق". مشيرةً إلى أن عملهن يكون فقط في الجولات التي تحتاج النقاش مع النساء. 
واختتمت دجلة شيخان حديثها بالقول عن عدم تقبل المجتمع لعمل النساء في ضابطة البلدية "معظم الناس لا يتقبلون عملنا لكننا واصلنا العمل دون الالتفات للآراء السلبية".