مشاركة المرأة في المجال الإعلامي تحدي مضاف على كاهل النساء

استطاعت الإعلامية الأردنية أن تتجاوز نظرة المجتمع السلبية تجاه عملها في القطاع الإعلامي، وتمكنت من صناعة مواقف مؤثرة في المجال السياسي.

سرى الضمور

الأردن ـ أكدت داما الكردي أن الإعلاميات تواجهن العديد من التحديات، والمتمثلة بصعوبة ممارسة العمل الميداني في ظل النظرة المجتمعية السائدة التي تحبط من دور مشاركة المرأة في التغطيات الإعلامية المختلفة، والتي تسودها بعضاً من المخاوف جراء قربها من الحدث.

قالت الإعلامية والمذيعة في التلفزيون والإذاعة الأردنية داما الكردي لوكالتنا أن الإعلاميات في الأردن تمكن من تجاوز النظرة السلبية حيال عملهن في القطاع الإعلامي خصوصاً وأن التحديات التي تواجههن ضئيلة مقارنةً بدول النزاعات والحروب، مما ساهم بتقديم حضور نسائي واضح في المشهد الإعلامي وهو ما اعتبرته "مدعاة للفخر".

وبينت أن تمييز الأردن بالجانب الأمني نتيجة الاستقرار السياسي مكن الإعلاميات والمراسلات الميدانيات من الوصول إلى منطقة الحدث دون معوقات أو تحديات تذكر، لافتةً بأن العمل الصحفي "الميداني" في الأردن هادئاً ومطمئناً إلى حد كبير بالمقارنة مع وضع المراسلات والصحفيات في دول النزاع والحروب التي تواجه كماً كبيراً من الضغوط نتيجة الأحداث الخطيرة والمتتالية. 

وأضافت أن عمل المرأة في القطاع الإعلامي لتغطية الجوانب السياسية يحذوه بعض من التشكيك حول قدرتها على إيصال صوتها ورسائلها الإعلامية في مؤسساتهم أو جهات الإعلامية المختلفة، غير أنها تمكنت من صناعة مواقف مؤثرة في المجال السياسي.

وأوضحت داما الكردي أن نسبة المراسلات في العمل الميداني أقل عدداً من حيث المشاركة من الرجال، في حين ترتفع مشاركتهن كمذيعات داخل القنوات الإذاعية والمتلفزة بشكل أعلى، نظراً لميل بعض النساء إلى العمل داخل الاستوديوهات كونه يتميز بالهدوء والنمطية في العمل. 

وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من أيار/مايو، تأمل داما الكردي من المؤسسات الإعلامية دعم جهود المرأة، والعمل على تمكين المزيد من النساء في المناصب الإدارية والقيادية في المؤسسات الإعلامية، وألا يقتصر تكريم جهودها وحصره في يوم المرأة العالمي، وتقليدها المنصب الإداري كمنزلة شرف احتفالاً بهذا اليوم فقط كما هو متعارف عليه.

وتحدثت داما الكردي عن النظرة التميزية في العمل الإعلامي الذي يفرزه المجتمع بناءً على طبيعة العمل الميداني التي تتطلب حضور أثناء وقوع الحدث، والذي يتبعه البقاء في العمل لأوقات متأخرة من اليوم أو السفر إلى الخارج، وإنه ليس مبنياً على رؤية المؤسسة الإعلامية، وهو ما يعتبر تحدي مضاف على كاهل المراسلات جراء النظرة المجتمعية السلبية حيال مشاركة المرأة في العمل الإعلامي عموماً والميداني بالخصوص.

وإلى جانب ذلك حاربت وهزمت داما الكردي أشد الأمراض قسوة على الإنسان مرض السرطان، كما تجاوزت تحديات مهنة المتاعب "الصحافة"، فكانت وما زالت نموذجاً للمرأة الساعية إلى التميز والنجاح رغماً عن الظروف، ووقفت صامدة في وجه المعوقات التي تحول دون تطورها بل عزمت وبإصرار على مواصلة أحلامها وتطلعاتها لتصنع بصمة واضحة في القطاع الإعلامي والصحفي.

ومن أبرز محطات حياة داما الكردي إصدارها لكتابها الأول بعنوان "المرأة التي هزمت السرطان" حرصت من خلاله على تقديم جزء من تجربتها الشخصية عند محاربتها لمرض السرطان لتتناول فيه جوانب دقيقة عايشتها خلال مسيرة العلاج، والتي فقدت بسببه أشخاص كانوا يوماً أقرب الناس إليها.

وكانت تقصد في كتابها الأخذ بالتحدي وسيلة، والتسلح بالتفاؤل غاية، لتبعد قسوة المرض النفسية والمعنوية لتقاوم الظروف، وتعود إلى أدراج عملها بكامل قوتها وانتصارها رغماً عن الألم والخوف.

ومنحت داما الكردي من خلال كتابها رسالة هادفة إلى النساء بأن المرض ليس نهاية الحياة بل يشكل دافع لمستقبل مشرق أفضل، مبينةً أن الكتاب تم إصداره من قبل دار الأهرام للنشر والتوزيع في القاهرة، والمتوفر حالياً في الأسواق، وتطمح إلى ترجمة الكتاب إلى اللغة الكردية مستقبلاً ليستفيد منه أكبر قدر من النساء.

وتعد داما الكردي ناشطة بعدد من القطاعات الحيوية من أبرزها حقوق المرأة والتوعية ضد سرطان الثدي، وحاصلة على جائزة لعاميين متتاليين في هذا المجال من خلال رسائلها الإعلامية في برنامجها الخاص بالتوعية ضد السرطان والكشف المبكر عنه.