السليمانية ـ لعبت المرأة دائماً دوراً في الحفاظ على تاريخ وأصالة انتمائها، كما تفعل المرأة الكردية التي حملت على عاتقها الحفاظ على ثقافتها وتراثها حتى أنها لا تزال ترتدي زيها التقليدي للتعريف بهويتها.

كافحت النساء دائماً للحفاظ على أصالة منطقتهن، إحداهن عطية عبد الرحمن من حي جوارباخي بمدينة السليمانية مواليد عام 1947، التي تجوب العالم وهي ترتدي الملابس الكردية، لتظهر تقاليد منطقتها للعالم أجمع، حيث أنها تعيش بعيداً عن بلادها منذ عدة سنوات وهي من النساء اللاتي حافظن على ثقافتهن وتقاليدهن الكردية، سافرت إلى العديد من البلدان مرتديةً الملابس الكردية وشاركت في العديد من الأعمال الفنية.

 

"على المرأة أن تكون أكثر إلماماً بطبيعة كردستان"

عطية عبد الرحمن امرأة مسنة تسعى للحفاظ على النمط الأصلي للملابس الكردية، ومن خلال إنشاء مجموعة سياحية للنساء، تمكنت من تعزيز نظام التنظيم الذاتي للمرأة، ويتم ذلك من خلال الأنشطة المختلفة، التي تجمع النساء معاً لتدعمن بعضهن بعضاً وتخلق شعوراً بالتعاون والدعم فيما بينهن، وحاولت من خلال مجموعتها السياحية إخراج النساء من منازلهن وتعريفهن بطبيعة كردستان كشعب حر.

وقالت إنها كانت شغوفة بارتداء الملابس الكردية منذ الطفولة، وعندما اشترى لها والداها الملابس الكردية، شعرت بأنها مقدسة، وقالت إنها حافظت على لغتها وثقافتها على الرغم من شعورها بالغربة الذي عاشته بعيداً عن بلدها، لقد استخدمت دائماً لغتها وثقافتها في حياتها اليومية حتى لا تنساها.

 

"إنشاء مجموعات نسائية سيخلق المزيد من السلام والوحدة فيما بينهن"

قالت عطية عبد الرحمن إن حبها لكردستان كان سبباً لعودتها إليه "عندما عدت إلى كردستان، رأيت فجوة في حياة النساء، خطرت لي فكرة إنشاء مجموعة سياحية نسائية، ولهذا السبب بدأت بالتنقل بين مناطق كردستان منذ عام 2010 وأقوم بكل رحلاتي وأنا ارتدي الملابس الكردية".

وأضافت "خلال رحلاتي لم يتم منعي من السفر إلى أي بلد، وقد أعجبوا برغبتي وأهدافي، ثم قررت تشكيل مجموعة خاصة من النساء للسفر معي إلى مناطق مختلفة من كردستان وخارجها".

تقود عطية عبد الرحمن المجموعة التي تتكون من عدد من الموهوبات والناشطات والحرفيات اللاتي تعملن لحسابهن الخاص، وقد حررن أنفسهن من عبودية المجتمع المحافظ، وأثرن في النساء من حولهن من خلال جهودهن.

فخريجة اللغة الإنجليزية من جامعة الموصل وعضوة في المجموعة باسوز أحمد تقوم بجدولة الرحلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قالت "الهدف من تنظيم الرحلات للنساء هو خلق علاقة قوية فيما بينهن والحفاظ على الثقافة الكردية، وكذلك الحفاظ على ثقافة زيهم التقليدية والتغلب على الذهنية الذكورية في المجتمع، بحيث لم تبقى المرأة مستعبدة تقوم بالأعمال المنزلية، كما نحاول خلق عالماً جديداً للنساء".

 

"هدفنا ألا تقبل المرأة بعد الآن بالعقلية الذكورية"

من جانها قالت الناشطة في المجتمع المدني شوخان محمود وهي كذلك عضوة في المجموعة، "كعضو أشعر براحة شديدة في القيام بالعديد من الرحلات مع هذه المجموعة لزيارة الطبيعة الجميلة في كردستان، نحاول إخراج النساء من نمط الحياة المتمثل في البقاء بالمنزل وهيمنة العقلية الذكورية".

وأضافت "أقول للمرأة إنها حرة وعليها أن تحصل على كامل حقوقها في الحياة، يمكن لأي امرأة تريد أن تصبح عضوة في مجموعة نساء كردستان السياحية الاتصال بنا والمشاركة في جولاتنا".