مركز هيفي أمل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
أصبح مركز هيفي الذي تم افتتاحه في مخمور خصيصاً للأطفال المصابين بمتلازمة داون والتوحد والمعاقين، أملاً كبيراً لتنمية الأطفال
هيفيدار تالي
الموصل ـ .
يتزايد عدد الأطفال المعاقين في كل أنحاء العالم يوماً بعد يوم. ويمكن القول إن نسبة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مخيم مخمور للاجئين بالقرب من مدينة الموصل يصل إلى عشرة بالمئة من عدد الأطفال الموجودين هناك. وبسبب قلة الإمكانات وظروف اللجوء فإن رعاية هؤلاء الأطفال والاهتمام بهم من قبل أسرهم وذويهم صعبة للغاية. لهذا السبب، وعلى الرغم من عدم وجود إمكانية لإنشاء مكان للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مخمور، افتتحت مجموعة صغيرة من الشباب الذين تخرجوا من قسم علم النفس بمساعدة لجنة الصحة في المخيمـ مدرسة صغيرة لذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2018 تدعى مدرسة هيفي. حيث أصبحت هذه المدرسة مكان خاص لهؤلاء الأطفال يتوجهون إليها بحماس وأمل كبير.
وحول تنمية وتطوير الأطفال ذوي الإعاقة ومتلازمة داون والتوحد تحدثت غربة تونج مديرة مركز هيفي لوكالتنا وأوضحت أن هدفهم هو تمكين هؤلاء الأطفال من تلبية احتياجاتهم اليومية في المجتمع بأنفسهم.
"نحاول جاهداً لنكون استجابة لأوجه القصور الموجودة"
في بداية حديثها بينت غربة تونج بأنهم يقومون بتعليم وتدريب الأطفال ذوي الإعاقة ليكونوا قادرين على إدارة أنفسهم، وحول إنشاء هذا المركز تقول "تم إنشاء مركز هيفي في العشرين من آب/أغسطس عام 2020 من قبل لجنة الصحة وبعض طلاب قسم علم النفس. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة أتت متأخرة، إلا أننا نحاول الاستجابة لأوجه القصور والنقص الموجودة. ونظراً إلى التقليل من شأن هؤلاء الأطفال في المجتمع والبيئة المحيطة بهم، والتعامل معهم واعتبارهم مجانين نحاول أن نساعد ونفيد هؤلاء الأطفال اجتماعياً. فإذا ما تعلم الطفل وتم تدريبه جيداً، سيكون قادراً على القيام بعمله في المجتمع والبيئة المحيطة وقادراً على عيش حياته الطبيعية وعلى إدارة نفسه، وسيتمكن مثل الأطفال الآخرين من تلبية احتياجاته اليومية".
"الانقطاع في التعليم يسبب فجوة ونقص"
لفتت غربة تونج الانتباه إلى أهمية تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وقالت "يبلغ عدد الأطفال المسجلين لدينا 35 طفل. لكن بعضهم لا يأتون إلى المركز بشكل منتظم بسبب انتشار مرض كورونا والبعض الآخر بسبب إهمال وعدم اهتمام الأسرة. حيث يحضرون في بعض الأيام ويتغيبون أيام أخرى وهذا يؤدي إلى نقص في التعليم. فالانقطاع عن التعليم يؤدي إلى نسيان الأشياء التي تعلمها الأطفال. وبشكل عام يجب تعليم هؤلاء الأطفال بطريقة منتظمة دون انقطاع. كما يجب أيضاً تكرار الأشياء التي يتعلمها هنا ومن البيئة المحيطة في المنزل".
"نعلم الأطفال خمسة أيام في الأسبوع"
أوضحت غربة تونج أنهم يعلمون ويدربون ثلاثة أنواع من الأطفال وهم ذوي الإعاقة والمصابين بمتلازمة داون والتوحد، وأضافت "بشكل عام يوجد ثلاثة أنواع من الطلاب في مركز هيفي. فنحن هنا نعلم الأطفال ذوي الإعاقة ومتلازمة داون والتوحد. ويمتد تعليمنا على مدار خمسة أيام في الأسبوع، فقط يومي الجمعة والسبت عطلة، أما بالنسبة للأيام الأخرى يأتي الأطفال ويتلقون التعليم والتدريب في الصباح والمساء".
"تعليمنا يتم خطوة خطوة"
وفي نهاية حديثها أشارت غربة تونج مديرة مركز هيفي إلى التطورات التي حدثت مع هؤلاء الأطفال بعد تلقيهم للتدريب والتعليم، "يعتبر هذا المركز من أكثر الأماكن المقدسة. هدفنا هو مساعدة هؤلاء الأطفال في المجتمع، ليكونوا قادرين على إدارة أنفسهم وتلبية احتياجاتهم المعيشية واليومية بأنفسهم. بالطبع يتطور الأطفال هنا لأن تعليمنا يتم خطوة خطوة. فأصبحوا يميزون بين الألوان شيئاً فشيء، ويتعرفون على الحيوانات وعلى البيئة المحيطة بهم، كما يتعلمون القراءة والكتابة وإن كان بشكل قليل، حيث نعلمهم القراءة وكتابة الأحرف، كل هذه الأشياء موجودة ضمن تدريباتنا وتعليمنا".