مراسلات فضائية روج آفا: نتائج ثورة المرأة ظهرت على أرض الواقع
بأقلامهن وصوتهن تكشفن حقيقة مجتمعاتهن وتسعين لإيصال الحقيقة للعالم بأكمله، مراسلات فضائية روج آفا تجددن عهدن بالسير على طريق الحقيقة.
شيرين محمد
قامشلو ـ أكدت مراسلات فضائية روج آفا أنهن ستسرن على طريق الحرية وتكتبن قصص النساء وتضحياتهن لإيصالها للعالم بأكمله.
تؤدي وسائل الإعلام دوراً في تشكيل الوعي لدى المواطنين سواء كانت إيجابية كترسيخ القيم والعادات السليمة أو سلبية يهدم ما سبق، وعن ذلك ومسيرتهن في الإعلام قالت مراسلة فضائية روج آفا، خريجة جامعة روج آفا (المعهد العالي للإعلام) بيريفان قاسم "بدأت بالدراسة في جامعة روج آفا عام 2021 قسم المعهد العالي للإعلام، لمدة ثلاثة أعوام على التوالي، وتخرجت منه عام 2024"، مبينةً أن الاعلام له تاريخ طويل "للإعلام معلومات كثيرة مهمة بدءاً من تعلم كيفية التصوير والتقديم وكتابة الأخبار وصولن لتاريخ الإعلام وكل التفاصيل الأخرى، مع بداية العام الثاني في الجامعة قررت العمل في مجال الإعلام لتطوير نفسي أكثر ولكسب خبرة كافية في هذا المجال".
تقطن بيريفان قاسم في مدينة عامودا إلا أنها كانت تعمل في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا لتكتسب المزيد من الخبرة "بدأت كمراسلة في فضائية روج آفا بقامشلو، اخترت قسم الإعلام لإيصال رسالة من مجتمعي للعالم بأكمله وأن أكون القلم الذي يكتب تاريخ المجتمع من كافة النواحي، فمجتمعنا عانى الكثير من الصعوبات والممارسات بحقه ويقع على عاتقنا كتابة وتصوير الحقيقة للعالم بأكمله".
وأضافت "نحن كطلاب أو خريجي المعهد العالي للإعلام جامعة روج آفا يقع على عاتقنا أن نعمل بجد لكشف الحقيقة، وكتابة قصص النساء وإنجاح ثورة المرأة في روج آفا"، مشيرة إلى أن "الدفعة التي تخرجت منها كان أغلب الطلبة من الفتيات أكثر من الشباب وهذا خير دليل على أن المرأة في حالة نضال لتطور من ذاتها ومجتمعها، فالمرأة استطاعت أن تثبت نفسها خلال ثورة روج آفا وأن تقود الثورة وتنشرها في العالم بأكمله".
ولفتت إلى أن ارتفاع نسب مشاركة الفتيات ما هي إلا أحد مكتسبات ثورة روج آفا "نريد أن نكتب تاريخنا من جديد بعد الفرص التي قدمتها لنا ثورة المرأة والشعب، فنحن الفتيات اللواتي تخرجنا من الإعلام استطعنا أن نكسر الحاجز الذي وضعه المجتمع في طريق المرأة، ونثبت للعالم بأن المرأة تستطيع أن تعمل في كافة المجالات بعد أن كان المجتمع لا يتقبل عملها ولم يكن يثق بقدراتها ولكنها استطاعت أن تثبت جدارتها بأنها تستطيع لعب دورها في كافة المجالات".
وأضافت "اليوم وبفضل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ندرس بلغتنا ونتخرج من جامعات كردية، ونحمل على عاتقنا حماية مكتسبات ثورتنا والحفاظ عليها والسير على خطهم لتحقيق كل ما كانوا يحلمون به، ونبارك تخرجنا على الشهداء منهم شهداء الأقلام الحرة من الصحفيين اللذين قتلوا في سبيل كشف الحقيقة للعالم".
ودعت بيرفان قاسم الفئة الشابة أن تحمل على عاتقها حماية مكتسبات الثورة "أشعر بالفخر لكوني تخرجت من جامعة كردية وسأعمل بجد لإيصال صوت المجتمع وبشكل خاص المرأة ولأكتب بقلمي الحر إنجازات النساء بإقليم شمال وشرق سوريا".
من جهتها قالت مراسلة فضائية روج آفا، وخريجة جامعة روج آفا (المعهد العالي للإعلام) ليلاف علي من مهجري مدينة عفرين المحتلة "عندما كنت صغيرة أهلي كانوا يتحدثون عن كردستان، ولكن دائماً كان هناك سؤال يدور في ذهني وهو لماذا نتحدث عن كردستان؟ ولماذا هي مجزئة ومحتلة؟، معرفة حقيقة الكرد وكردستان دفعاني للبحث عن الإجابات".
وبينت أنه "مع بداية ثورة روج آفا عندما كنا في مدينة عفرين بدء الأهالي بتنظيم أنفسهم وبدأنا بالدراسة باللغة الكردية التي حرمنا منها، آنذاك أكملت دراستي باللغة الكردية حتى الصف السادس، كنا نتعلم بلغتنا الأم وهذا كان حلم أجدادنا، الدراسة باللغة الأم فخر لنا، وصلت بدراستي الصف التاسع بدأنا بدراسة تاريخ كردستان والحروب ومعاناة الكرد، كما درسنا دور الإعلام والإعلام بشكل عام، أيقنت حينها أنني أستطيع الحصول على أجوبتي عن طريق الإعلام ومن هذا المنطلق بدأت بالعمل في قسم إعلام المرأة، إلى جانب متابعة دراستي".
وأضافت "كان عملي في الإعلام أمر لم تألفه عائلتي لذلك لم تتقبل في البداية وكذلك المجتمع الذي لم يكن يتقبل فكرة عمل المرأة في الإعلام، لكنني دائماً كنت على إصرار تام بأن أحصل على أجوبتي وأثبت نفسي داخل المجتمع لذلك كنت اكافح أمام العائلة والمجتمع".
وأوضحت "بعد عام من عملي في الإعلام بدأت الحرب في عفرين، وعلى الرغم من معاناتي بسبب التحديات التي واجهت عملي ودراستي إلا أن قلمي لم يتوقف وكنت محافظة على كتابة قصص النساء وما يدور في عفرين أثناء الحرب والهجمات التي تستهدف القرى والاطفال والنساء والشيوخ لكشفها أمام العالم بأكمله من خلال نص أو مقالة أو صورة".
لم تستطع ليلاف علي أن تكمل دراستها بسبب احتلال عفرين من قبل الدولة التركية أجبرت على النزوح مع عائلتها إلى مدينة الشهباء "استهدفت الهجمات التركيا مكتسبات ثورتنا وحرمتنا من لغتنا وذكرياتنا ومدينتنا، لتقف عقبة في طريق تحقيق أحلامنا وأهدافنا التي لطالما رسمناها في مخيلتنا، ولكن رغم كل الصعوبات التي واجهتنا قاومنا وبإصرار على أرض الشهباء وتابعت عملي ودراستي".
وأضافت "انتقلت إلى مقاطعة الجزيرة لأتابع دراستي في جامعة روج آفا، واليوم أرى إنجازاتي على أرض الواقع حيث تخرجت بعد الكثير من الصعوبات من جامعة تدرسها مناهجها باللغة كردية والاختصاص الذي اخترته عن شغف أعمل به الآن".
واختتمت حديثها بالقول "الآن أعمل في فضائية روج آفا وفي كل يوم نجدد عهدنا بالسير على خطى الشهداء ونكتب حقيقة شعبنا بأقلامنا ونعمل كنساء وشابات من أجل تحقيق حرية جميع النساء والحفاظ على مكتسبات ثورة المرأة".