مقهى "روج" يتوفير مساحة خاصة للنساء ضمن المجتمع

لتوفير مساحة خاصة لهن، افتتحت روجهلات حسن مقهى للنساء في مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا لتتمتعن بخصوصيتهن ضمن المجتمع.

نورشان عبدي

كوباني ـ كان لثورة التاسع عشر من تموز/يوليو التي انطلقت من مدينة كوباني عام 2012 دوراً ريادياً في كسر حاجز العبودية وتحرير المرأة وإشراكها في كافة مجالات الحياة، حيث أقدمت شابة مؤخراً على افتتاح مقهى في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا.

تقول الشابة روجهلات حسن البالغة من العمر 30 عاماً، إنها عادت من دمشق إلى مدينة كوباني عام 2022، لأنها تأثرت بثورة المرأة في روج آفا لتساهم في تطوير مدينتها، لذا بدأت تفكر في كيفية تطبيق ذلك، لتخطر لها فكرة افتتاح مقهى فقط للنساء والفتيات بهدف تخصيص مساحة لهن "كوننا نعيش بمدينة مثل كوباني التي تتميز بتقيدها بالعادات والتقاليد، ومجتمعه العشائري، فقد كان على النساء الالتزام بما يملى عليهن، لكن بعد انطلاق ثورة 19 تموز استطاعت النساء التعرف على حقيقتهن وهويتهن وبدأن بالمطالبة بكافة حقوقهن ضمن المجتمع، لذا سميت بثورة المرأة".

وأوضحت أنها بدأت بتنفيذ المشروع منذ حوالي أربعة أشهر "منذ عام بدأت التخطيط لمشروع خاص بالنساء لدعمهن في ظل الهجمات والانتهاكات المستمرة على المنطقة"، مشيرةً إلى أنها تأخرت في التنفيذ بسبب سوء الأوضاع المادية، لافتةً إلى أن المقهى الذي افتتح في أواخر كانون الأول/ديسمبر الفائت، باسم "روج"، يعد الأول من نوعه في مقاطعة الفرات.

ويعمل في المقهى الذي يحتوي على العديد من الديكورات لجلسات التصوير وأعياد الميلاد والمناسبات الأخرى بطابع كلاسيكي وأنثوي متنوع الألوان؛ كادر مؤلف من 6 نساء، ونوهت روجهلات حسن إلى أن المقهى يوفر فرص عمل لعدد من النساء والفتيات.

وأضافت "اعتبر مشروعي الصغير أحد إنجازات ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، هذا المقهى بمساحته الصغيرة أحرز إنجازاً عظيماً وهو جزء من نضال ومقاومة النساء".

وعن إقبال الفتيات على المقهى، تقول "عندما يبدأ المرء العمل بأي مجال يواجه بعض الانتقادات، وقد تعرضت لانتقادات عديدة من قبل المجتمع، أحبت الشابات المقهى لأنهن تتمتعن بخصوصيتهن، هناك إقبال كبير من قبل الشابات على المقهى، وهو ما يجعلني أعمل على تقديم وتطوير المشروع".

ولفتت إلى أن المقهى يضم مكتبة تحتوي 150 كتاباً، مشيرةً إلى أنها تعمل على توسيع المكتبة وزيادة عدد الكتب، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات فنية وموسيقية وثقافية، وكذلك تنظيم مسابقات شهرية "نقوم بإعطاء رقم عضوية لأكثر الشابات المترددات للمقهى ليكون دافعاً للنساء لكسر القيود المجتمعية".

من جانبها قالت العاملة بقسم الطلبات في المقهى أسماء محمد إمام "واجهت المجتمع وعاداته البالية للعمل في مقهى "روج" لكونه من أجل النساء وفريد من نوعه، وأردت المساهمة في تطوير المقهى ويكون بادرة لافتتاح مقهى عدة أخرى"، مضيفةً "أنا فخورة بهذا المكان كونه يوفر مساحة خاصة للمرأة ويؤمن فرص عمل للعديد من الفتيات اللواتي هن بحاجة للعمل لتقديم المساعدة لعوائلهن".