مقاتلات: سنكون الدروع الحصينة لحماية منبج من أي هجمات

بالتزامن مع اقتراب ذكرى تحرير مقاطعة منبج كثف الاحتلال التركي من هجماته على أرياف المقاطعة، لتعاهد مقاتلات مجلس منبج العسكري في صون المكتسبات التي حققنهن والتصدي لأي هجوم يطال أرضهن.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ على مدى ثمانية أعوام تمكنت النساء في مقاطعة منبج بإقليم بشمال وشرق سوريا، اللواتي كان لهن النصيب الأكبر من انتهاكات مرتزقة داعش، من النهوض بواقعهن والمشاركة في كافة المجالات وخاصة العسكرية لتكن الدروع الحصينة لحماية مناطقهن من أي استهداف.

لعبت وحدات حماية المرأة دوراً محورياً في تحرير مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا من مرتزقة داعش وقدمن الكثير من الشهيدات خلال المعارك التي دارت، وانضمت الكثير من النساء اللواتي عانين من ظلم مرتزقة داعش لصفوف مجلس منبج العسكري بعد أن تأثرن بإرادة المقاتلات اللواتي حاربن داعش ببسالة، وبعد أن استطاعت نساء منبج تنظيم أنفسهن عسكرياً تحت مظلة مجلس المرأة العسكري لمقاطعة منبج، كافحن رغم الكثير من التحديات على صعيد هجمات الاحتلال التركي الذي اتخذ من المقاتلات والقياديات في المجلس العسكري هدفاً لمسيراته، وعلى صعيد المجتمع السائد فيه نظام عشائري ومفهوم العادات والتقاليد الذي يؤطر دور المرأة ويهمش إرادتها.

وأوضحت القيادية في مجلس منبج العسكري أمارا إبراهيم واقع مقاطعة منبج أثناء سيطرة داعش عليها "سيطر داعش على مقاطعة منبج لما يقارب الثلاث سنوات، وخلالها مارس أبشع أنواع الظلم بحق الأهالي والنساء بشكلٍ خاص وتعرضن للتعذيب والرجم والاعتقالات التعسفية وتحت مسمى الإسلام استقطبوا أبناء المنطقة إلى صفوفهم، ولكن جميعنا ندرك بأن الديانة الإسلامية ليست بهذا التعصب والتطرف".

وتلبية لنداء الأهالي لتحريريهم بدأت حملة تحرير مقاطعة منبج في 1 حزيران/يونيو 2016، حيث قادت قوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري ووحدات حماية المرأة YPJ حملة تحرير منبج، بدأوا من الريف وصولاً للمدينة، مشيدة بدور المقاتلات في الحملة "كان لمقاتلات وحدات حماية المرأة دوراً أساسياً في حملة التحرير، والنساء اللواتي تم تحريرهن على يد المقاتلات من مرتزقة داعش تأثروا ببسالتهن وإرادتهن في محاربة أخطر تنظيم إرهابي في العالم، وهذا ما شجع الكثير من النساء من منبج أن تنضممن لصفوف مجلس منبج العسكري، وهنا لاحظت المرأة التغيير الذي طرأ على واقعها فمن ظلام دامس إلى النور والحرية".

وأكدت "بهذه الروح أسست المرأة في مقاطعة منبج مجلس المرأة العسكري وهي تتمتع بالإرادة والقوة، وتأخذ مكانها في الصفوف الأمامية لجبهات القتال، وبعد أن أصبحت المرأة ذات قوة وإرادة في الدفاع عن أرضها وتنظيم نفسها أصبحت هدف للمسيرات التركية"، مؤكدة "نعاهد بدورنا على مواصلة نهج النضال الذي بدأت فيه شهيداتنا ولن نتوانى عن الكفاح لتحقيق الحرية والحماية لأرضنا، وسنصد أي هجوم يستهدف أرضنا".

 

 

المقاتلة في صفوف مجلس منبج العسكري زهرة علي قالت "مجتمعنا لا يزال مرتبط ببعض المفاهيم لذا نضالنا يكون على الصعيد الفكري والعسكري، وانضمت الكثير من النساء من المجتمع الكردي والعربي والتركماني في مقاطعة منبج إلى صفوفنا تأثراً بالمبدأ والنهج الذي نسير عليه، ونعتبر هذا تفوق بالنسبة لنا لأن كل امرأة تناضل في صفوفنا تناضل بإصرار في سبيل حماية مجتمعها وتغيير المفاهيم الخاطئة للنهوض به".

وأوضحت "قدمنا الكثير من التضحيات لتحرير مقاطعة منبج من مرتزقة داعش، ونحن على خطى الشهيدات اللواتي روينَّ تراب منبج بدمائهم سنسير لحماية المكتسبات التي حققوها، فاليوم منبج تتعرض لهجمات وحشية من قبل تركيا وتسعى لاحتلالها في ذكرى تحرريها الثامنة، ولكننا كمقاتلات من مكونات مختلفة ناضلنا من أجل تحرير هذه المدينة وسنكون الدروع الحصينة لحمايتها من أي جهة تود احتلالها، لأننا لم نحررها بثمن زهيد بل قدمنا أرواحاً في سبيل تحريرها".

 

 

وبدورها قالت المقاتلة في مجلس منبج العسكري سلافة تمو "نناضل على نهج وفلسفة Jin Jiyan Azadî المنبعثة من فكر القائد عبد الله أوجلان، ولأن هذه الفلسفة من أولى مبادئها هي الحماية والمقاومة نتخذ على عاتقنا حماية أرضنا ونقاوم في أي ظرف كان من أجل أرضنا، فاليوم المقاتلات في مجلس منبج العسكري يأخذنّ أماكنهن في خنادق القتال مرابطات في الصفوف الأمامية في الجبهات للتصدي لأي هجوم تتعرض لها مقاطعة منبج من قبل الاحتلال التركي، سنحمي هذه الأرض بدمائنا".