مقاتلات: من حارب داعش هدف للمسيرات التركية والصمت الدولي علامة رضى

التحالف الدولي شاهد على بسالة وحدات حماية المرأة في محاربة داعش إلا أنه يلتزم الصمت حيال السياسة التركية اتجاه نضال المرأة.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ منذ أشهر كثف الاحتلال التركي من عملياته العسكرية ضد القيادات العسكرية وخاصةً النسائية في مناطق شمال وشرق سوريا، مستخدماً المسيرات لتحقيق أهدافه، فيما يزال الصمت الدولي سيد الموقف.

حول السياسة الجديدة التي يتبعها الاحتلال التركي بحق نساء مناطق شمال وشرق سوريا والصمت الدولي حيال هذه الانتهاكات قالت المقاتلات في مجلس منبج العسكري أن من حارب داعش أصبح هدفاً للمسيرات التركية والصمت الدولي علامة رضى على هذه الانتهاكات. 

 

"متلازمة الخوف من إرادة المرأة"  

ترى امارا منبج المقاتلة في مجلس منبج العسكري أن "الاحتلال التركي بات يعاني من متلازمة الخوف من إرادة المرأة وهذا ما يدفعه لاستهداف القياديات والمقاتلات في مناطقنا".

وامارا منبج إحدى الشابات العربيات اللواتي انضممن لصفوف قوات مجلس منبج العسكري في عام 2017 وتدربت على يد الشهيدة روج خابور التي استشهدت باستهداف مسيرة تركية في تموز/يوليو الماضي، تقول "انضممت لصفوف مجلس منبج العسكري في عام 2017 وتلقيت التدريب في أكاديمية الشهيدة روكسان التي كانت تديرها الشهيدة روج خابور".

وأضافت "أكاديمية الشهيدة روكسان وبطليعة الشهيدة روج خابور فتحت الآفاق أمامنا لبناء شخصيتنا في سبيل حماية المجتمع ومحاربة الإرهاب، من خلال نضالها والمهام التي حملتها على عاتقها زرعت الشهيدة روج الإرادة والمعنويات والجسارة في شخصية المقاتلات، وهذا ما ترك بصمة في حياتنا وحياة جميع المقاتلات اللواتي تعرفن عليها".

 

لا يموت من يملك قضية

وبينت أن "العديد من المقاتلات اللواتي تخرجن من الأكاديمية التي كانت تديرها الشهيدة روج خابور ارتقين لمرتبة الشهادة، والبعض الآخر أصبحن قياديات وشاركن في حملات القضاء على داعش". 

وأكدت المقاتلة امارا منبج أن للشهيدة روج خابور دور كبير في محاربة داعش "انطلاقاً من مبدأ الدفاع عن المجتمع وتحرير النساء اللواتي قبعن تحت سيطرة مرتزقة داعش شاركنا مع القيادية روج خابور في العديد من الحملات ضد داعش وأبرزها حملة تحرير مدينة الرقة".

وأشارت إلى الروح القيادية التي كانت تتحلى بها الشهيدة روج خابور والتي امدت بها جميع المقاتلات "لطالما دفعتنا للقتال في الجبهات الأمامية لنمتلك القوة والإرادة لتحرير أنفسنا من الخوف فاقتدت بها جميع المقاتلات".

وعن استهداف الاحتلال التركي للنساء اللواتي شاركن في انتصار ثورة شمال وشرق سوريا بينت امارا منبج "المرأة هي من ساهم في إنجاح الثورة التي حملت اسمها، ولأن هذه الثورة لا تتوافق مع السلطة والرأسمالية من البديهي أن تتم محاربتها لإفشالها باستهداف عصب الثورة المتمثل بنضال المرأة"، مؤكدة أنه "أي ثورة تندلع شرارتها بإرادة المرأة لا يمكن أن تفشل، والمقاتلات اللواتي صنعت روج خابور شخصيتهن ستواصلن مسيرتها النضالية وتفشل جميع المؤامرات التي تسعى للنيل من نضال وثورة المرأة".

القضاء على من حارب داعش

فيما ترى الإدارية في مجلس المرأة العسكري لمنبج فاطمة محمد أن استهداف الاحتلال التركي للمقاتلات والقياديات يصب في حرب الدولة التركية على المنقطة ويهدف للقضاء على من حارب داعش، مستنكرةً الصمت الدولي.

وأضافت "الدولة التركية تستهدف المقاتلات اللواتي وضعن بصمتهن في حماية المجتمع وفي محاربة داعش، فهي تسعى للقضاء على القوى التي قضت على داعش، في محاولة لإعادة إنعاشه".

 

الصمت الدولي تقوية وتحريض للإرهاب 

وأكدت فاطمة محمد أن "المقاتلات لهن دور بارز في قيادة الحملات ضد مرتزقة داعش الأمر الذي شكل هاجس خوف لداعش من إرادة المقاتلات. والقيادية روج خابور كانت من المشاركات في الحملات ضد داعش، والشهيدة جيان تولهلدان كانت قيادية في وحدات مكافحة الإرهاب وفي غرف العمليات المشتركة مع التحالف الدولي لمحاربة داعش".  

وأما عن صمت المجتمع الدولي حيال هذه الهجمات أفادت "الصمت من علامات الرضى فالمجتمع الدولي والتحالف الدولي راضيان عما تقوم به الدولة التركية، فالتحالف الدولي شاهد على محاربة الشهيدة جيان تولهلدان لداعش وكانت تعمل معهم ضمن تنسيق مشترك للقضاء على هذا الإرهاب، فهذا الصمت يعتبر ورقة رابحة للاحتلال التركي ليستمر بانتهاكاته وتهديداته واغتيالاتها في المنطقة، وتقوية الإرهاب".

ووصفت ما يحدث بالمسرحية "كأن المجتمع الدولي مخرج لهذه المسرحية ويستمر بادعاء محاربة الإرهاب لكن هناك أمور خلف الكواليس يفضحها الصمت عن هذه الجرائم. هذا الموقف لاإنساني اتجاه من حارب أخطر تنظيم إرهابي أراد غزو العالم".

 

نضال المرأة يعيق سياسة الاحتلال التركي التوسعية

فيما تقول صباح إبراهيم التي انضمت لصفوف مجلس منبج العسكري في عام 2016 أي بعد تحرير مدينة منبج "الدولة التركية تمارس الإرهاب في العالم، وهي معادية لمناطق شمال وشرق سوريا بشكل رئيسي بذريعة إنشاء منطقة آمنة والحفاظ على أمنها القومي، قتلت وشردت الآلاف من أهالي المنطقة، إن سياستها التوسعية واضحة بما تمارسه من انتهاكات ترقى لجرائم حرب، وهي على معرفة تامة بأن الذي يحد من توسعها هو إرادة المرأة التي قادت ثورة شمال وشرق سوريا، لهذا فالاحتلال التركي يستهدف المقاتلات في حربه ضد المنطقة".

 

"الشهداء هم قادة الثورة"  

تقول المقاتلة في مجلس منبج العسكري صباح إبراهيم "بعد تحرير مدينة منبج تأثرت بمقاتلات وحدات حماية المرأة اللواتي تحررنا بفضلهن من داعش. تأثرت كثيراً بشخصية المقاتلات الكرديات وعندما انضممت لصفوف قوات مجلس منبج العسكري تعرفت إليهن عن قرب واستمدتُ منهن القوى والإرادة وأدركت أن قادة هذه الثورة هم شهداءها، وما نحن عليه الآن كمقاتلات في مدينة منبج بفضل وشهداء/ات هذه الثورة". لافتةً إلى أنه "قبل تحرير مدينة منبج لم يكن هناك دور للمرأة خاصةً كقاتلة، لكن من أعاد الدور الريادي للمرأة هي وحدات حماية المرأة التي حاربت أعتى إرهاب في العالم".  

وأشارت إلى أن الشهيدة روج خابور كانت من أوائل القياديات اللواتي دربن مقاتلات مجلس منبج العسكري "الشهيدة روج خابور لها دور كبير في تدريب نساء مدينة منبج وخلق الشخصية النضالية المقاتلة لديهن، التي امدتهن بالمعنويات والروح الثائرة وساهمت كثيراً في ضم النساء لصفوف المجلس العسكري واستطاعت تحطيم مفهوم أن المرأة مكانها المنزل، خلال نضالها في مدينة منبج، وبفضل الإرادة التي تلقيناها منها استطعنا خوض الكثير من المراحل وانتصرنا سواء على صعيد الحقوق والحريات أو على صعيد القتال في الميدان".

ومن خلال معرفتها بالشهيدة جيان تولهلدان قالت "الشهيدة جيان كانت محبوبة من قبل رفيقاتها، قالت لي في إحدى المرات أن على تقوية نضال النساء العربيات". ولفتت إلى أن الاحتلال التركي يحاول كسر إرادة النساء اللواتي التففن حول هؤلاء الشهيدات، مؤكدةً أن "استشهاد رفيقاتنا لا يزيدنا إلا إصراراً للمضي قدماً على نهجهن وتحقيق طموحاتهن".