منظمة شبابية لمحاربة التطرف والكراهية في موريتانيا
تعد منظمة شباب وسطاء من أجل السلام في نواكشوط مثالاً لتعزيز سبل السلام وتحقيق الوحدة، بالاعتماد على الفئة الشابة، حيث تعمل رغم الصعوبات على مكافحة الإرهاب والعنف في موريتانيا.
خديجة شيخنا
نواكشوط ـ الكراهية والتطرف يؤثران على لحمة وتماسك أطراف المجتمع، من هذا المنطلق تعمل منظمة شباب وسطاء من أجل السلام في موريتانيا على تعزيز الوحدة والسلام في المجتمعات متعددة المكونات، وحتى لا تكون ساحة لصراعات على غرار دول شمال غرب أفريقيا.
تعمل منظمة شباب وسطاء من أجل السلام على محاربة التطرف ودعم أمن واستقرار المجتمع المتعدد الأطراف في موريتانيا، وقد قالت رئيسة المنظمة فريق انواكشوط فنفونة منت بوب جدو إنه تم تأسيس المنظمة عام 2019 كوسيط في محاربة التطرف والعنف في موريتانيا، وترسيخ مبدأ السلام وإرساء الوحدة الوطنية ومحاربة التطرف والإرهاب بطرق ثقافية.
وحول باكورة تجربتها في المجتمع المدني أوضحت أنها بدأت بتأسيس أندية وروابط مثلت لها الانطلاقة الفعلية لمسيرتها الثقافية.
وعن فريق نواكشوط قالت إنه "تم تشكيله سنة 2020 بغية الإحاطة بكل مقاطعات العاصمة نواكشوط، ويصل عدد أعضاء الفريق إلى ثلاثين شاب وشابة من كل الأعراق والشرائح"، لافتةً إلى أن "أول نشاط كان حول أهمية الوحدة الوطنية وسط الاحتجاجات العنيفة التي أعقبت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2019، والتي تسببت في قطع الإنترنت لمدة عشرة أيام تجنباً لأي تصادمات، وأطلق النشاط تحت عنوان "مواطنوـ نواكشوط ـ يرون ـ وطناً ـ لاـ ألوان وكان الحدث ناجحاً، بحضور فعال للمجتمع المدني ومسؤولين في الحكومة".
وأضافت "في آذار 2020 عقدت المنظمة أول حوار مجتمعي من نوعه في موريتانيا، حيث تمت دعوة مختلف الأعراق حول طاولة نقاش واحدة، مُثلت كل مجموعة عرقية من قبل شخصين مثقفين رجل وامرأة لمناقشة قضية العنصرية والتمييز إن وجدت داخل مجتمعهم وبين كل مجتمع والآخر وماهي الأسباب، للتعريف بالمشكلة والبحث عن الحل بغية تعزيز مبدأ التعايش السلمي".
وعن النشاطات الأخرى للمنظمة قالت فنفونة منت بوب جدو "بعد فترة وجيزة من المرحلة الصعبة التي مرت بها البلاد في أعقاب وباء Covid 19 تم إطلاق نشاط تحت عنوان تذوقو معنا طعم الوحدة، أغنى المشهد الثقافي وعزز الروح الوطنية والسلام، وقد لاقى إعجاب مواطنو نواكشوط وكانت هناك منافسة فريدة من نوعها، فلأول مرة تشارك ولايات نواكشوط الثلاث في مسابقة طهي بأيدي المكونات العرقية الموريتانية الأربع وكان تحت شعار #بولار#سونينكى#وولوف#بيظان، ويعتبر الطبق الفائز أفضل وجبة على الإطلاق، الهدف من هذا النشاط هو لإلقاء الضوء على التصالح والتعايش السلمي الذي ينعم به أبناء هذه الولاية".
وأضافت "فيما بعد تم إحياء أمسية ثقافية وكُرمت النساء اللاتي طبخن، كانت هناك عروض مسرحية حول أهمية الوحدة الوطنية والتعايش وعرض أزياء لمختلف مكونات المجتمع الموريتاني بهدف تعزيز التعايش السلمي واللحمة والعديد من العروض الفنية المميزة"، معتبرة أن هذا النشاط انطلاقة عرفت أهالي نواكشوط بالفريق، لتتوالى الأنشطة تباعاً من قمة نواكشوط من أجل السلام عام 2020 التي أجريت تحت قبة البرلمان في الجمعية الوطنية، وكشفت عن المشاكل الاجتماعية والأمنية التي تعاني منها العاصمة بمشاركة ثمانية عشرة شاب وشابة ممثلين عن كل مقاطعات العاصمة".
وعن مبادرة احذر طريقي إلى السجن قالت "نظم الفريق هذه المبادرة بهدف التوعية حول جرائم العنف والقتل بمشاركة تسعة مساجين قابعين وراء القضبان، وتحدثت التجربة عن أهم الأحداث التي غيرت مسار حياتهم من أشخاص عاديين إلى مجرمين".
وقد عرجت الرئيسة فنفونه بوب جدو إلى أهمية دور المرأة في المجتمع كمشاركة هامة وكلبنة أساسية في إصلاحه، مؤكدة أن المرأة الموريتانية كلما كان تمكينها اقتصادياً قوياً كلما استطاعت أن تتبوأ مكانة مهمة في مراكز صنع القرار، بالإضافة لأهمية التحصيل العلمي للفتيات بهدف تكوينهن وتمكينهن لتحقيق دور محوري في المجتمع.