منظمة ٢١ نوروز للتدريب والتعليم تحقق حضوراً في السليمانية

مع وجود عدد كبير من المنظمات الإنسانية المسجلة لدى رئاسة الوزراء العراقية والتي تتنوع بين المنظمات الإغاثية والطبية والمنظمات النسوية المدافعة عن حقوق الإنسان والمرأة تميزت منظمة ٢١ نوروز في السليمانية بتخصص أكثر فعالية لتمكين المرأة

غفران الراضي 
بغداد ـ
 
"الإحساس بالآخر وبمعاناته يدفعك لتغيير واقع المعاناة"
تقول مديرة منظمة ٢١ نوروز روناك الجاف لوكالتنا أن التعاطف مع المحتاج والإنسان الذي يمر بظروف صعبة هو فطرة إنسانية مشتركة، "الإحساس بالآخر وبمعاناته يدفعك لتغيير واقع المعاناة إذا ما كان الإنسان يمتلك الروح الايجابية بالتعامل مع المحيط، لذلك أسست ٢١ نوروز كمنظمة لتمكين الإنسان في عام 2016".    
وتؤكد روناك الجاف أن الغرض الأساسي في بداية الأمر كان لدعم شريحة الأطفال الأيتام والنازحين وخاصة النساء منهم "الطفل هو الحلقة الأضعف في العالم الذي يصب عليه المحيط كل آثار الويلات والحروب ونتاجها؛ لذلك كان الطفل اليتيم من أهم الشرائح التي ركزت عليها لتكون مستهدفة ضمن برنامج المنظمة وكذلك النساء ضمن العوائل النازحة واللاتي مررنّ بظروف صعبة بعد دخول عصابات داعش مناطقهم". 
وكانت الإغاثة في البداية عبارة عن مساعدات إنسانية عاجلة من مواد غذائية وملابس وغيرها بما يتناسب مع احتياجاتهم الوقتية، بينما كانت المعونة مختلفة على المدى البعيد والتي تتمثل بالاهتمام بتعليم الأطفال.  
 
تعليم الأطفال وتطوير مهارات المرأة عنوان المنظمة وهدفها  
تؤمن روناك الجاف بأن الإنسان يقوى بالتعليم والتدريب على مهارات تكسبه فرص للعمل والانتاج بقولها "لا أحبذ تقديم الهدايا والألعاب للطفل اليتيم أو الفقير فقط بل أعمل على جعله مؤمناً بمستقبله، ومهتماً بإكمال تعليمه ودعمه في هذا الاتجاه لذلك قمت بافتتاح دورات تقوية وتدريس لهؤلاء الأطفال وهذه خطوة مهمة في تضمين أهمية التعليم في عقول الأطفال".   
وأقامت المنظمة أكثر من ٢٠ دورة لمواد دراسية مختلفة للأطفال في الدراسة الابتدائية والمتوسطة وتم تكثيف العمل في هذا الجانب في فترة ما قبل الامتحانات مع التركيز على الدعم المعنوي.
ومن جانب آخر تجد روناك الجاف أن قوة المرأة في تمكينها لكسب الرزق من خلال ورش تعليم التجميل والخياطة وأفكار أخرى تدعم النساء لتنفيذ مشاريع ربحية لإعالة اسرهنَّ. 
وعن هذه التجربة تقول إن تدريب وتمكين المرأة في مجال العمل والانتاج يحتاج جهود كبيرة يسبقها دعم نفسي وتوعية، خاصة النساء اللواتي عانين من ظروف صعبة كالتعنيف قبل الطلاق أو الحزن على فقدان الزوج أو الهاربات من إرهاب داعش، "بعض النساء دخلن الورش بحماس وبعضهن ترددن، ولكن رغم الصعوبة نفخر بنجاح عدد منهنَّ بامتهان الخياطة أو العمل في مراكز التجميل بعد التدريب ليصبحنَّ قادرات على كسب رزقهن وإعالة أطفالهنَّ". 
 
دور المرأة مهم في منظمات المجتمع المدني 
ولفتت روناك الجاف إلى مسألة مهمة في إدارة المرأة لمنتجات المجتمع المدني بقولها "المرأة هي أساس العمل الإنساني في العراق وجودها ومثابرتها في هذا المجال ينبع من كم معاناة المرأة وهي تعيش حياة متأرجحة بين الإرهاب والأهل والعشيرة والقانون المتسلط بالكثير من بنوده لذلك المرأة تستطيع أن تستشعر معاناة المرأة أكثر وتتفهم احتياجاتها". 
وفيما يخص نمط التفكير في التعامل مع مشكلات المرأة التي تحتاج إلى إغاثة أكدت أن "الرجل ينظر بمنظار ذكوري حتى وإن كان يعمل ضمن نطاق إنساني سيحاول إدارة حياة النساء بما يؤمن به". 
وفي الختام أكدت مديرة منظمة ٢١ نوروز روناك الجاف أن أهم خدمة إنسانية تستطيع أن تقدمها للأم المطلقة أو الأرملة وأطفالها بالإضافة للمساعدات الوقتية هو الاهتمام بتعليم الأطفال وتمكين المرأة ومساعدتها للحصول على فرصة عمل.