من يتحمل مسؤولية حياة المهجرين في المخيمات في ظل الحصار؟
تسبب الحصار الذي يفرضه النظام السوري على مقاطعة الشهباء في خلق الكثير من المعوقات والصعوبات في الحياة اليومية لدى مهجري عفرين إضافةً لما يواجهونه من مأساة التهجير.
روبارين بكر
الشهباء ـ تفتقد مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا المحاصرة من قبل النظام السوري لمادة الغاز وغيرها الكثير من أساسيات الحياة، وتضطر مهجرات عفرين في المخيمات إلى تحضير الطعام عبر إشعال النيران، وهذا ما يهدد اندلاع حرائق في المخيمات، فمن يتحمل مسؤولية الكوارث تتساءل نساء عفرين؟
يواصل النظام السوري سياسته الوحشية من الحصار والضغط على الشعب وإرادته في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، وازدادت في الآونة الأخيرة على أحياء حلب ومقاطعة الشهباء، حيث يعاني الأهالي من فقدان مادتي الطحين والغاز.
تسبب هذا الحصار الخانق في خلق الكثير من المعوقات والصعوبات في الحياة اليومية لدى مهجري عفرين إضافةً لما يواجهونه من مأساة التهجير واضطروا لاستخدام سبل ووسائل أخرى بدلاً من الغاز باستخدام موقد الكاز، وإشعال النيران وسط المخيمات.
وتشكل هذه السبل خطورة كبيرة على المخيمات البلاستيكية حيث أن تطاير بسيط لحطبٍ صغير قد يؤدي لاندلاع نيران كبيرة في المخيمات مما يودي بحياة المهجرين، عدا عن عدم توفر الحطب واضطرار النساء لاستخدام الأكياس البلاستيكية وغيرها.
وعن أوضاعهم المأساوية تساءلت آسيا عبدو 68 عاماً "إلى أي مستوى من اللاإنسانية والانتهاك وصلنا؟، وسط المخيمات البلاستيكية وفي ظل الإمكانيات المعدومة نحضر طعامنا على النيران بعدما فرض النظام السوري حصاراً خانق على المنطقة، وفقدت مادة الغاز تماماً من المقاطعة".
وتساءلت أيضاً عن الحل لإنهاء المعاناة "إلى ماذا ستصل القوى والدول المتدخلة في الأزمة السورية بهذه الأفعال اللاأخلاقية والغير إنسانية من روسيا، أمريكا وإيران وتركيا؟، رأينا وعانينا بما فيه الكافية أثناء الهجمات التركية على مقاطعة عفرين وتهجيرنا قسراً، إلا أن المعاناة والمأساة تلاحقنا بحصار النظام السوري اليوم".
وشددت على خطورة إشعال النيران وسط المخيمات البلاستيكية "مع استمرار الحصار وفقدان مادة الغاز تماماً في الشهباء ازدادت معاناتنا ونضطر لإعداد الطعام على النيران وذلك من خلال إشعالها ببعض المواد البلاستيكية والكرتون، وهذا ما يهدد أوضاع الخيم، حيث أن احتمال احتراق خيمة واحدة سيؤدي إلى اندلاع النيران بجميع الخيم واحتراقها بالكامل".
وواصلت حديثها بالتأكيد على أن المقاطعة تفتقد أيضاً للكثير من أساسيات الحياة كالمازوت، والكاز، والبنزين وغيرها، مشيرةً إلى أن الوضع ليس بأفضل حالاً في أحياء حلب "النظام السوري يفرض الحصار ذاته على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب ويفتقدون منذ أكثر من 10 أيام لمادة الخبز الأساسية والضرورية في كل منزل".
من جانبها ذكرت خاليدة رشو 47 عاماً أنه منذ تهجير أهالي عفرين قسراً صوب الشهباء وهم يعانون من حصار وضغط النظام السوري عليهم، حيث أن النظام السوري بين الحين والآخر يتعمد منع دخول بعض المواد إلى المنطقة "في الشتاء يمنع دخول شاحنات المازوت وقبل فترة عانينا من انقطاع مادة الطحين واليوم نواجه حصار مادة الغاز".
وتأسفت على أحوالهم التي تتجه من السيء إلى الأسوأ في ظل ما تتعمده القوى المتدخلة في الأزمة السورية والنظام السوري "عاماً بعد أخر من الأزمة تزداد معاناتنا في المخيمات وتتعمق وما من مستفيد منها سوى الدول الخارجية"، مبينةً أن "الشعب يقتل بشتى الطرق والوسائل".
وأكدت أنه "في حال انفجار موقد الكاز أو وصول الحريق إلى إحدى الخيم نحمل النظام السوري وسياسته اللاإنسانية المسؤولية، ونحمله مسؤولية المجهود الكبير الذي تقدمه النساء والمعاناة التي تواجهنها لتحضير الطعام على النيران".
في حين أشارت فيدان محمد 37 إلى أن النظام السوري يتعاون مع الاحتلال التركي ومرتزقته بفرضه الحصار الخانق على النازحين في الشهباء، "ممارسات النظام السوري تأتي في إطار إضعاف وإفشال مقاومة الشعب في المنطقة كما يسعى إليها الاحتلال التركي باستمرار هجماته على قرى ناحية شيراوا والشهباء".
رداً على هذه السياسة والمؤامرات التي تسعى إليها تركيا والنظام السوري قالت فيدان محمد "دخلت مقاومتنا عامها الخامس ونحن مصممون على البقاء والصمود بوجه جميع مصاعب الحياة والعوائق التي تواجهنا في الشهباء ومن تحمل طيلة هذه السنوات لن يستسلم بالهين وعليها نؤكد أننا باقون وصامدون حتى تحرير عفرين".
وطالبت جميع الدول والمنظمات الدولية بالتدخل وفك الحصار المفروض على مقاطعة الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب ومرور مادة الطحين إليهم ومحاسبة الاحتلال التركي والنظام السوري على انتهاكاتهم بحق المدنيين.