من مصر رسائل دعم لمراسلة وكالتنا التي تعرضت لتهديدات
وجهت مصريات رسائل دعم لمراسلة وكالتنا بعد تعرضها لتهديدات مؤكدات بأنهن يدعمن كل صوت حر ينقل الحقيقة للعالم، مشددات على أن الحماية العابرة للحدود للصحفيات أصبحت ضرورة.

أسماء فتحي
القاهرة ـ تعرضت مراسلة وكالتنا Nu JINHA في حلب قبل أيام لتهديدات نتيجة عملها على دعم مواقف وحقوق النساء وهو ما جعلها عرضة لتهديدات من قبل السلطة الذكورية المهيمنة على النساء في تلك المنطقة وهذا المشهد يطرح الكثير من التساؤلات حول قدرة النساء على التعبير عما يشعرن به وإمكانية دعمهن في ذلك.
فكرت ملياً فيما تتعرض له زميلتي بوكالة أنباء المرأة وتذكرت مشاهد ترويع الكثيرات في مختلف الدول والأجواء التي تعمل الصحفيات فيها والملبدة بغيوم التهديد واحتمالات القتل كل يوم، وما بين ما نسمعه من تهديدات باتت الكثيرات معتادات ولا يبالين بها لذلك يواصلن عملهن رغم المخاطر التي تحيط بهن متيقنات بأن ما يؤدونه هو واجب ورسالة، ولكون الأمر يحتاج لعمل جماعي ناقشت عدد من المهتمات حول ذلك الواقع والحلول الممكنة.
وفور معرفة عدد من الناشطات في المجال العام بما حدث مع مراسلة وكالتنا من تهديدات وصلتنا العديد من رسائل الدعم والمؤازرة المتوقعة من النساء كونهن يشعرن بمدى ما يقع عليهن من ظلم وقسوة وما قد يمارس عليهن من تهديدات أو انتهاكات قد تنال من حريتهن في التعبير عن الذات وعن النساء اللائي يقعن في قبضة الذهنية الذكورية السائدة.
وكالتنا آثرت توثيق رسائل الدعم كي تعلم كل امرأة وخاصة الصحفيات منهن أنهن لسن بمفردهن ولن يعانين منفردات حتى يخلعن رداء الخوف ويتمسكن بحقوقهن في تقديم الدعم والعمل من أجل واقع أفضل لجميع النساء في مختلف أنحاء العالم، ومن مصر آثرت الكثيرات على تقديم عبارات الدعم والتنديد بما تتعرض له مراسلتنا من تهديدات وكذلك ما قد تتعرض له أي إعلامية من ضغوط قد تحول دون قدرتها على ممارسة عملها.
الدعم والحماية العابرة للحدود للصحفيات أصبحت ضرورة
وأدانت الكاتبة الصحفية ومديرة تحرير جريدة الأهرام أسماء الحسيني، تعرض أي صحفية للملاحقة أو التهديد بسبب عملها "من المفروض أن يصبح لهن حصانة حتى يتم حمايتهن أثناء تأدية عملهن ولكن الآن باتت هناك ملاحقات تستدعي الوقوف عليها ونقاشها حتى يتم تقديم الدعم اللازم لكل صحفي وصحفية حتى يتمكنوا من ممارسة عملهم وتقديم الحقائق دون خوف أو تردد".
وأكدت أن الكثيرات تعرضن للقتل في جميع الدول والكثيرات بالسجون والمعتقلات "نرفض ما تتعرض له الزميلة بوكالة أنباء المرأة بسبب ما تكتبه، ونتضامن معها" مركزة على أهمية مساندة الصحفيات لبعضهن "يجب توحيد صفوف الصحفيات في مختلف الدول لتقديم الدعم كلما اقتضت الحاجة خاصة في ظل تلك الأوضاع المرتبكة".
وأوضحت أنه في الماضي كانت توضع شارات الصحافة كأداة حماية أما الآن فيتم إخفاؤها لأنها لا تجلب إلا التهديد والرعب وأحياناً الاستهداف المباشر "بات الأمر أكبر مما نظن وأقرب للإبادة حتى لا يكون هناك قدرة ولا صوت ينقل الحقيقة كل الدعم للزميلة ويجب أن تكون هناك أدوات لحمايتها وغيرها ضد كل من يتعقب القلم الحر في كل مكان، ومساندتها واجباً وكذلك تصعيد أمرها والبحث بشكل أعمق في آليات لحماية مثيلاتها في كل الدول".
المجتمع الحر لا يقبل بتقيد الرأي وتهديده
ورأت عضوة الجبهة الوطنية لنساء مصر حياة الشيمى، أن دعم جميع الصحفيين والصحفيات واجب خاصة بعد ما تعرضوا له من انتهاكات في غزة وسوريا وغيرها من البلدان، مؤكدة أن كل ذلك يتم في ضوء القمع والحصار بهدف إجهاض الحقيقة ومنعهم عن تسليط الضوء ونقل ما يحدث من انتهاكات في الداخل لتظل الصورة الخارجية مشوشة كما تم التخطيط له وليس بعيداً عن ذلك اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة من قبل القوات الاسرائيلية.
وعبرت عن تضامنها بالقول "ندعم كل صوت وقلم حر ينقل الحقيقة للناس، والمرأة يقع عليها العبء الأكبر لأنها تُهدد بأطفالها وزوجها ومجتمعها المحيط ومحاولات التشويه والحصار الدائم لمنعها من العمل والتواجد في المجتمع".
ولفتت إلى أن "ما حدث من تهديدات لمراسلة وكالة أنباء المرأة مؤسف للغاية فاضطهاد صحفية تمارس مهمتها لأنها امرأة، ويتم تهديدها في مجتمع ذكوري استناداً لهذا الأساس وإخافتها وترويعها نعتبره كنسويات حصار مرفوض وممقوت لأنه لا يوجد مجتمع حر يقبل أن تُقمع فيه النساء بهذا الشكل خاصة إن كان الدافع في ذلك ممارسة المهنة ودعم النساء لنيل حقوقهن".
من يعملن في الداخل السوري مناضلات ولهن الدعم الغير مشروط
فيما تقول خلود رسلان مذيعة في Jin tv، إن ما يحدث لمن يعملن في مهنة صعبة كالإعلام مؤسف للغاية لأنهن تنقلن رسالة حقيقية وهو ما يتطلب قوة واستمرارية "ما تقوم به الصحفيات بطولي خاصة من يعملن في الداخل ويتحملن ضريبة ذلك القرار الصعب والمهم، لذلك يجب إيلاء الأهمية لسلامتهن ووضع حد لأي تهديد أو عبارة قد تؤثر على عملهن".
ولفتت إلى أن الكثير من السوريين والسوريات هاجروا للبحث عن العمل ومواصلة الحياة بينما من يعمل في الداخل هو مناضل حقيقي، وأن ما تقدمه المرأة هام للغاية وعليها الثبات والاستمرار مؤكدة على دعمها "نحن معك وندعمك".
وعلقت على التهديدات التي تتعرض لها الصحفيات وكذلك الناشطات بالقول أن ما يحدث من تهديد ضد النساء يجب أن يواجه بقوة وذلك بالعمل والاستمرار في تأدية الرسالة "نحمل رسالة وهي النجاح وخاصة فيما نقدمه للنساء ولذلك عليها العمل وعدم الاستماع لتلك الأصوات التي تهدف لوقف ما تقوم به من عمل ومهمة قوية تستحق التقدير والاحتفاء".