منع دخول الأدوية حصار جائر وكارثة إنسانية يواجهها مهجري عفرين في الشهباء

إجراءات تعسفية وحصار خانق يفرضه النظام السوري على مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا، تنذر بكارثة إنسانية مع منع دخول الأدوية وإغلاق المعابر، في ظل صمت دولي

روبارين بكر 
الشهباء ـ .
معاناة مهجري عفرين في مقاطعة الشهباء تزداد يوماً بعد يوم، في ظل الحصار الخانق ليواجهوا كارثة إنسانية نتيجة إغلاق المعابر والطرق المؤدية إلى المقاطعة، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية التي تفتقر إليها المشافي والمراكز الطبية في المنطقة، مما يعرض حياة الآلاف للخطر.  
 
 
تقول لوكالتنا الرئيسة المشتركة لهيئة الصحة في إقليم عفرين هيفين حسين أن أغلب الأهالي القاطنين في مقاطعة الشهباء هم من أهالي عفرين الذين هجروا قسراً من ديارهم نتيجة احتلال تركيا لأرضهم في عام 2018.
وتضيف بأنهم "يعانون منذ تهجيرهم ظروف معيشية وصحية صعبة، في المخيمات والمنازل المدمرة التي تأويهم". 
النظام السوري بحصاره الخانق للمقاطعة زاد من معاناة المهجرين اقتصادياً وصحياً ومعيشياً ونفسياً والحديث لـ هيفين حسين "أهالي عفرين رفضوا الذل والخنوع والعيش تحت نير الاحتلال التركي، والنظام السوري بحصاره يحاول فرض الخنوع عليه". 
ويسبب نقص الأدوية في المقاطعة تدهوراً كبيراً في صحة المرضى "عدم سماح النظام بدخول الأدوية، وعدم تقديم المساعدات الصحية من قبل المنظمات الدولية يأزم الوضع". 
وتابعت "نعمل على مساعدة الأهالي على الرغم من الإمكانيات القليلة في المشفى ونقص الأجهزة الحديثة والمستلزمات الطبية، مع زيادة أعداد المرضى خاصة الأطفال وكبار السن في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأمراض الموسمية". 
وبينت أنه منذ "قرابة الشهرين والنظام السوري يمنع إسعاف المرضى في حالة خطرة إلى مدينة حلب، مما أدى إلى فقدان ثلاثة أطفال لحياتهم قبل أيام أعمارهم شهر و3 أشهر، وعام، إضافة إلى شخص يبلغ من العمر 43 عاماً"، وهذا يعد مخالفاً للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية دون أي تحرك دولي يضغط عليه للتراجع عن ممارساته". 
وناشدت الجهات المعنية والمنظمات الدولية بالضغط على النظام في دمشق لفتح المعابر والطرق المؤدية إلى الشهباء لتمرير الأدوية والمستلزمات الطبية ونقل المرضى إلى مدينة حلب. 
 
 
تقول الممرضة في القسم النسائي بمشفى آفرين سلافا رشيد "مشفى آفرين يقدم كافة الخدمات الطبية لأهالي عفرين والشهباء بشكل مجاني، فهدفنا من افتتاح هذا المشفى مساعدة المهجرين القاطنين في مقاطعة الشهباء، وعدم التقاعس في معالجتهم".
وقالت عن الوضع المتردي للمرضى "كافة الأهالي يتوجهون إلى مشفى آفرين للمعالجة، وعندما لا نستطيع تأمين علاجهم نشعر بالإحباط، لأن الوضع الصحي المتأزم ليس بيدنا إنما بسبب انتهاكات النظام السوري وحصاره الذي بات مثل الكابوس على الأهالي".
وطالبت المنظمات الإنسانية بالوقوف إلى جانب الكادر الطبي في مشفى آفرين والنقاط الطبية الأخرى من خلال تقديم المساعدات للمهجرين في الشهباء. 
 
 
فيما تقول صائلة بركات وهي مهجرة من عفرين "عندما كان ابني يرعى الأغنام انفجر فيه لغم أرضي من مخلفات داعش، وفقد بذلك إحدى عينيه وتضررت الأخرى، إضافة لجروح في جسمه"، مضيفةً "مشفى آفرين يقدمون الرعاية الطبية اللازمة لكن عدم توفر الأدوية يتسبب في عدم شفائه بسرعة".  
وتشتري الأدوية الغير متوفرة في المشفى من خارجه وبأسعار مرتفعة "هناك العديد من الأدوية غير متوفرة في المقاطعة ويصعب عليَ تأمينها، والهلال الأحمر السوري يتقاعس عن إسعاف ابني إلى حلب، لإجراء عملية لعينه المتضررة".
وتساءلت "ما ذنب أولادنا، أليس لهم الحق في العيش بأمان وحرية وطمأنينة كأقرانهم؟، فمن جهة هُجرنا من أرضنا، ومن جهة أخرى الحصار السوري الخانق علينا، على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أن يشعروا بآلامنا، والتحرك في تقديم المساعدات لنا".
ويعيش في مقاطعة الشهباء مهجري عفرين الموزعين على خمسة مخيمات إضافة لأعداد كبيرة منهم يقطنون في المنازل المدمرة في القرى، إضافة لأهالي الشهباء ويعاني هؤلاء من نقص في المواد الطبية والغذائية والوقود بسبب فرض قوات النظام مبالغ مالية باهظة لدخول الشاحنات، ومنعهم المرضى من الخروج للعلاج في حلب أو دمشق.