'ممارسات الاحتلال التركي لن تكسر من إرادة الشعوب في شمال وشرق سوريا'

أكدت نساء من مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا أن هجمات الاحتلال التركي لن تكسر إرادتهن ولن تتمكن من إفشال مشروع الأمة الديمقراطية.

شيرين محمد

قامشلو ـ يستمر الاحتلال التركي بشن هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا، كما أنه يعمل على تغيير ديمغرافية المناطق المحتلة، مستهدفاً مشروع الإدارة الذاتية لتوسيع الدولة العثمانية الجديدة.

تقول ولاء العلي من المكون الكردي في مدينة قامشلو أن "ما تقوم به دولة الاحتلال التركي في مناطق شمال وشرق سوريا هي ممارسات لاإنسانية بحق الشعوب هدفها زرع الفتنة بين المكونات الموجودة في المنطقة".

وبينت أن "تركيا تسعى لتهجير السكان الأصليين والقضاء على تراث وثقافة جميع المكونات من خلال بث الرعب وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، كما أنها تستهدف مشروع الامة الديمقراطية الذي طرحه القائد عبد الله اوجلان". مؤكدةً أن "ما يقوم به الاحتلال التركي مخالف للقوانين الدولية والإنسانية "أطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الوقوف أمام ممارسات الاحتلال التركي".  

 

 

ومن جهتها قالت جورجيت برصومو وهي من المكون السرياني أنه "منذ اندلاع الثورة السورية لعبت الدولة التركية دوراً سلبياً في هذه الأزمة من خلال زيادة الفوضى ودعم الفصائل المسلحة، بالإضافة الى المخططات التي رسمتها لاحتلال مناطق سورية".

وأضافت "بعد نجاح مناطق شمال وشرق سوريا في تحقيق الأمن والأمان في المنطقة وتبنيهم مشروع الأمة الديمقراطية ازداد عداء المحتل التركي للمنطقة وشعبها فبدأ بشن الهجمات عليها، ودعم المرتزقة، وتحت ذريعة بناء منطقة آمنة لإعادة اللاجئين السوريين في تركيا هجرت الآلاف من العوائل واغتصبت أراضيهم ومنحتها للغير"، مشيرةً إلى أن سياسة الدولة التركية تجاه المنطقة هي "تصدير لأزمتها الداخلية، ومساعٍ لإعادة أحياء الدولة العثمانية البائدة".

وأوضحت أن الاحتلال التركي لم يتوانى عن استخدام مختلف الأساليب لتحقيق أهدافه "استخدم الاحتلال التركي في هجماته على المنطقة الأسلحة المحرمة دولياً، ودعم الفصائل المرتزقة المدرجة على لائحة الإرهاب، وعمل معها على انتهك حقوق الإنسان والمرأة، حيث تعرض المدنيين للقتل والاختطاف كما كانت النساء ضحية للانتهاكات الجنسية والاغتصاب".

خطة الاحتلال التركي في سوريا ليست بجديدة كما تؤكد جورجيت برصومو "الاحتلال التركي يقوم باستكمال مخططاته التي بدأها منذ أكثر من 100 سنة ضد شعوب شمال وشرق سوريا ومنهم السريان، فنحن أحفاد من قتلوا في مجازر سيفو التي ارتكبتها الدولة العثمانية"، مبينةً أن تم تهجير الشعبين السرياني والأرمني خارج حدود تركيا "تعرضت المنطقة لتغيير ديمغرافي، والآن تقوم باستكمال مخططاتها في تل تمر التي تضم بشكل رئيسي المكون السرياني الأشوري، حيث تستهدف الكنائس التراثية". مشيرةً إلى استهداف المرتزقة للأماكن الدينية للمكون المسيحي "في عام 2015 استهدف داعش القرى الآشورية حيث دمر نحو 8 كنائس، واختطف أكثر من 200 شخص".

وترى جورجيت برصومو أن هذه الهجمات زادت وتيرتها بعد إعلان شعوب المنطقة اقتدائهم بمشروع الأمة الديمقراطية الذي أسسه القائد عبد الله أوجلان كحل لمشاكل وصراعات الشرق الأوسط ذي التنوع الكبير في القوميات والأديان والأثنيات.

وبينت أن شعوب شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية أدركت المخططات التركية، مؤكدةً على الصمود ودعم المشروع الديمقراطي الذي أعطى لكون مكون حقوقه وسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين "صامدون ومستمرون في مشروعنا الذي يحمل الحل للأزمة السورية والشرق الأوسط، وعلينا نحن النساء من مختلف المكونات أن نبقى يداً واحدة لأن الاحتلال التركي يستهدف النساء بشكل خاص لأنهن ركيزة المجتمع".

وفي ختام حديثها طالبت جورجيت برصومو أن يتحد السوريين وأن يقبل النظام السوري بالحوار مع الإدارة الذاتية لدرء خطر تركيا وإنهاء احتلالها للمناطق السورية، كما طالبت المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بالوقوف مع سوريا وشعبها ضد الهجمات التركية.

 

 

فيما قالت فاديا ابراهيم من المكون العربي "هجمات الاحتلال التركي تزاد بشكل يومي على المنطقة في ظل انشغال العالم بالأزمة الأوكرانية التي أدت بدورها الى أزمة عالمية بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية في العالم بأكمله، بالإضافة الى انخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار، مما أدى الى تردي الوضع الاقتصادي في تركيا ودفع اردوغان لتجديد مخططاته والهجوم على المنطقة لينقل أنظار الشعب التركي نحو الخارج بدلاً من الأزمة الداخلية، كما لا يمكن تجاهل تاريخ تركيا التوسعي فهي تسعى للسيطرة على المنطقة ولا تترك فرصة لتحقيق مشروعها".

وبينت أن مشروع الأمة الديمقراطية يشكل خطراً على جميع الدول المهيمنة "مشروع الأمة الديمقراطية الفريد من نوعه لا يهدد مصالح تركيا فقط بل مصالح جميع الدولة المهيمنة التي تريد تقسيم الشرق الأوسط، لذلك تعمل هذه الدول على إفشال المشروع من خلال منح تركيا الضوء الأخضر لشن هجماته على مناطقنا"، وترى أن هذا هو السبب الذي يدفع المجتمع الدولي للصمت عن مختلف المجازر والانتهاكات التي تمارس في المنطقة.

واختتمت فاديا إبراهيم حديثها بالتأكيد على أهمية اتحاد مكونات شمال وشرق سوريا ضد هجمات الاحتلال التركي "نحن متكاتفين وسنقف مع بعضنا البعض في خندق واحد مع قواتنا العسكرية ولن نقبل بهجمات الاحتلال التركي، ولن نفرط بشبر واحد من أرضنا".