معلمات عفرين يؤكدن على ضرورة الحفاظ على اللغة الكردية

أشادت معلمات اللغة الكردية لمقاطعة عفرين المحتلة في شمال وشرق سوريا بالتطور الذي حققته اللغة الكردية خلال فترة وجيزة في مناطق شمال وشرق سوريا بعد ثورة روج آفا

روبارين بكر
الشهباء - ، مؤكدات أنهن سيحافظن عليها من خلال الاستمرار بتدريسها حتى تصل إلى الأجيال القادمة.   
تعرضت اللغة الكردية لمحاولات الإبادة جراء سياسة الأنظمة السلطوية التي عملت على صهر لغة وثقافة الشعب الكردي وأخذت هذه المحاولات أشكالاً متعددة أبرزها منع التعلم أو التحدث باللغة الكردية، إلا أن تمسك الكرد بلغتهم والاستمرار في الكتابة والتحدث بها سراً كان سبباً في الحفاظ عليها. 
وكان لثورة روج آفا نحو شمال شرق سوريا خلال العشر سنوات المنصرمة دوراً كبيراً في نشر اللغة والحفاظ عليها وتطورها من خلال التدريس في المدارس سراً حتى الوصول لافتتاح الجامعات والمعاهد والمدارس بالمنهاج الكردي.
ويصادف اليوم العالمي للغة الأم 21 شباط/ فبراير، والذي أعلن عنه للمرة الأولى من قبل منظمة اليونسكو في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 1999، ومن ثُمَ تم إقراره رسمياً من قبل الجَمعية العامة للأُمم المُتحدة، وقد تَقرر إنشاء سَنة دَولية للغات في عام 2008. 
الإدارية في مدرسة الشهيد إيلام بناحية بابنس ذكية بركات وصفت يوم اللغة الأم في جميع أنحاء العالم بـ "المقدس"، وأضافت "لغتنا الكردية كانت تتجه نحو الإمحاء والإنكار وذلك من خلال طمس ومهاجمة كل الكتاب والشعراء الكرد في كل مكان". 
وبينت أن الشخصيات الثقافة والفنية الكردية كانوا يمارسون الكتابة والتحدث بلغتهم سراً ويقاومون ويتحدون جميع الضغوطات والتدخلات التي كانت تفرضها الأنظمة السلطوية "مع انطلاق شرارة الثورة في روج آفا أصبحت اللغة الكردية رسمية في المنهاج"، مؤكدة أن للشعب الكردي حقوق مشروعة واللغة أحد هذه الحقوق، "هناك تطور ملحوظ في اللغة والمنهاج من المرحلة الابتدائية إلى الجامعات والمعاهد". 
في حين ترى الإدارية في مدرسة ناحية أحداث بريفان جعفر أن اللغة هي وجود وهوية جميع الشعوب والمكونات، "نثبت وجودنا من خلال لغتنا والحفاظ عليها". مؤكدةً أنهن معلمات اللغة الكردية ستحافظن على لغتهن الأم من خلال تعليمها للأجيال.
معلمة اللغة الكردية روكان حسين استذكرت اليوم العالمي للغة الأم بالقول "لغتنا كرامتنا وأثبات وجودنا، وتقدم وانتصار كل شعب مرتبط بلغته الأم. اللغة الكردية لها تاريخ عريق وطويل، لذا تسعى الأنظمة لاستهداف تاريخها والسعي لإمحائها". 
وشددت على أن "الشعب الكردي يناضل ويقاوم كل يوم ويسعى لحماية لغته بدءاً من جداتنا وأمهاتنا اللواتي تحافظن على اللغة الكردية من خلال سرد القصص والمواويل، وهذا ما كان اساساً للحفاظ عليها رغماً عن جميع الهجمات والمخططات الساعية لإبادة اللغة الكردية".
وبينت أنه مع انطلاق الثورة في شمال وشرق سوريا باتت اللغة الكردية لغة رسمية في جميع مدارس ومعاهد وجامعات المنطقة، "خلال سنوات الثورة تطورت اللغة الكردية نحو الأفضل والأوسع والكثير من المعلمين وصلوا لمرتبة الشهادة في سبيل التدريس والدفاع عن لغتهم". 
وطالبت المنظمات المعنية والدولية بأن تصبح اللغة الكردية رسمية كباقي اللغات في العالم وأن يتم الاعتراف بها.