مخيم روج... وقف المرأة الحرة يعمل على توعية النساء والفتيات بحقوقهن

خمس سنوات من العمل استطاع وقف المرأة الحرة خلالها توعية النساء والفتيات وتنظيمهن وتعريفهن بحقوقهن وحقيقتهن داخل مخيم روج في شمال وشرق سوريا.

شيرين محمد

قامشلو ـ يعمل وقف المرأة الحرة على تطوير المجتمع وتوعيته للنهوض بحياة حرة، وتطوير جميع مشاريع الفكر الحر والهوية الحرة للمرأة والطفل، ومن بين أهدافها الرئيسية صقل شخصية النساء وإثبات قدرتهن على الاستقلال والانضمام إلى مختلف الفعاليات والنشاطات لإعداد المرأة الحرة.

تحت شعار "المرأة الحرة أساس المجتمع الحر" تم افتتاح وقف المرأة الحرة في روج آفا في أيلول/سبتمبر عام 2014، للمساهمة في حل المشاكل المجتمعية في شمال وشرق سوريا ويسعى إلى تطوير المجتمع من كافة النواحي الحياتية، ولا يقتصر على ذلك بل يعمل على تدريب النساء في مخيمات اللاجئين كذلك.

ومع بداية إنشاء مخيم روج عام 2015، في مدينة ديريك التابعة لمقاطعة قامشلو، والذي يعد ثاني أخطر المخيمات في شمال وشرق سوريا بعد مخيم الهول، ويضم مهجرين سوريين وعراقيين بالإضافة إلى زوجات وأطفال مرتزقة داعش الذين تخلوا عن فكره ويأملون بحياة جديدة، بدأ وقف المرأة بتنظيم نفسه في المخيم لتأهيل النساء وتخليصهن من فكر داعش، وتوعيتهن وتعريفهن بحقيقتهن.

وللتعرف على أعمال وقف المرأة الحرة داخل مخيم روج وكيفية توعية النساء وتنظيمهن، التقت وكالتنا مع جودي محمد الإدارية في وقف المرأة في ناحية كركي لكي وديريك.

تقول جودي محمد إن مركز وقف المرأة الحرة داخل مخيم روج يضم أربع عضوات تعملن على توعية النساء بحقوقهن وواجباتهن "منذ ما يقارب الخمس سنوات بدأ الوقف بأعماله داخل مخيم روج قمنا بعقد الكثير من المحاضرات منها الأمن النفسي، والوضع الاقتصادي والاجتماعي للنساء في شمال وشرق سوريا".

وأوضحت أنهن تعملن على توعية النساء والفتيات من خلال إعطاء محاضرات حول العنف ضد المرأة وتهميشها في المجتمع، ودور النساء ومكانتهن "نقوم بزيارة العائلات في الخيم والتحدث مع النساء للتعريف بأعمال الوقف والدورات التدريبية التي يتم افتتاحها داخل المخيم".

وأضافت "نركز على توعية النساء ودعمهن، فالدعم النفسي والاجتماعي يعد ضرورياً لهن لأنه بإمكانهن النهوض بالمجتمع الذي تعشن فيه, وذلك يمكنهن من تنشئة أطفال يساوون بين الجنسين عن طريق أنشطة للتفريغ النفسي والتي تشمل التثقيف النفسي والتوعية بالقضايا النفسية والاجتماعية في أعقاب حالات الطوارئ المباشرة, تنمية المهارات الحياتية والمهنية وغيرها".

ولفتت إلى أن النساء وبعد تلقيهن التدريبات الفكرية بدأن بالتعبير عن آرائهن والدخول في نقاشات موسعة تدل على مدى وعيهن بحقيقتهن وحقوقهن، إضافة إلى عقد مشاريع صغيرة للأطفال ضمن مخيم روج بهدف تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع ودعمهم من الناحية النفسية.

وأشارت إلى أنهم يفتتحون كذلك العديد من الدورات الصحية المتعلقة بأساسيات التمريض والإسعافات الأولية داخل المخيم، لتكسبن الخبرة وتستطعن مساعدة بعضهن في الحالات الطارئة، بالإضافة إلى دورات الخياطة وغيرها من المهن.

وقالت فاطمة محمود (اسم مستعار) وهي من النساء اللواتي لجأن من مدينة ديالا العراقية، إنها شاركت في العديد من الدورات الفكرية التي نظمها وقف المرأة الحرة "لقد كانت للدورات والمحاضرات التوعوية التي تلقيناها دور كبير في تغيير حياتنا، وبناء شخصياتنا، تنضم العديد من النساء لهذه الدورات التدريبية".

وأوضحت أنه من خلال "المحاضرات التوعوية بدأت تدرك حقوقها وكيف يتم انتهاكه، وما أشكال العنف التي تتعرض لها وكيف تواجهه، هناك الآلاف النساء اللواتي تتعرضن للعنف إثر الذهنية الذكورية المسيطرة على المجتمعات"، مشيرةً إلى أن "المرأة والطفل أكثر فئات المجتمع تضرراً من الحرب والنزوح والهجرة".

من جانبها قالت آية عمر البالغة من العمر 18 عاماً، وهي من مدينة دمشق، وتقطن في قسم اللاجئات ضمن مخيم روج، إنها تتلقى التدريبات التي ينظمها وقف المرأة الحرة، كما أنها انضمت للدورات التدريبية المتعلقة بتعلم المهن "استفدت كثيراً من المحاضرات التي عقدها وقف المرأة، فمن خلالها تعرفت على المجتمع وما يخبأه من خفايا، كما أنني انضممت لعدة دورات تدريبية لأتعلم أكثر من مهنة مستفيدة من وقتي الضائع".